في ساعة متأخرة من ليل الاحد الإثنين، وعلى وقع يوم دامٍ جنوباً، ممّا أدّى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى برصاص القوات الإسرائيلية، أعلن البيت الأبيض أن ترتيب وقف اطلاق النار بين لبنان وإسرائيل سيظل ساري المفعول حتى 18 شباط. واليوم، كشف مبعوث الرئيس الاميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أن "هناك عثرات بشأن تمديد الاتفاق بين لبنان وإسرائيل تغّلبنا عليها بالحوار الجيد وهذا مؤشر إيجابي"، في مقابل إستمرار التهديد الإسرائيلي، كان أحدثه ما صدر عن وزير الدفاع يسرائيل كاتس الذي أكدّ مواصلة "تطبيق وقف إطلاق النار بشكل حازم في الشمال والجنوب". وقال أن "من يخالف التعليمات أو يهدد قوات الجيش الإسرائيلي سيتحمل التكلفة كاملة". وشدد كاتش على أنه "لن نسمح بالعودة إلى واقع ما قبل 7 تشرين الاول".
وإستمرت المزاعم الإسرائيلية مع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الذي قال إنّ "الجيش أعاد انتشاره في الفترة الأخيرة في مواقع مختلفة من جنوب لبنان، عملًا ووفقًا لاتفاق وقف إطلاق النّار، وذلك بهدف تمكين انتشار فعّال للجيش اللّبناني تدريجيًّا، وتفكيك وإبعاد "حزب الله بعناصره وبنيته التّحتيّة من جنوب لبنان". وإدعى أدرعي أنّ "تنفيذ الاتفاق يتواصل، حيث تتمّ عمليّة الانتشار بشكل تدريجي، وفي بعض المناطق تتأجّل وتحتاج إلى مزيد من الوقت، وذلك لضمان عدم تمكين حزب الله من إعادة ترسيخ قوّته ميدانيًّا".التطورات المحليةتوازياً، عرض رئيس الجمهورية جوزاف عون مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، التطورات في الجنوب ونتائج الاتصالات الجارية لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي من القرى والبلدات المحتلة، في مقابل تحرك ديبلوماسي دولي خجول.
ميدانياً، لا يختلف المشهد كثيراً عن الأمس، لا تزال حشود الاهالي والسكان تتوافد إلى بلدات وقرى القطاعين الغربي والاوسط، خصوصاً مدينة بنت جبيل، فيما يزداد انتشار الجيش، وتقوم قوات "اليونيفيل" بدوريات. كما تعمل فرق الدفاع المدني على البحث عن جثث شهداء.
وأُفيد عن وصول تعزيزات للجيش اللبناني الى مشارف بلدة ميس الجبل تمهيداً للدخول اليها والانتشار فيها برفقة جمعية كشافة الرسالة الاسلامية - مركز ميس الجبل التطوعي. وقد بدأ تجمع المواطنين عند مداخل البلدة للدخول اليها مع الجيش.
هذا وإنتشر الجيش في وسط بلدة عيتا الشعب وعيترون. كما ينتظر أهالي حولا اكتمال انتشار الجيش في البلدة للدخول إليها.
كما أقام الجيش اللبناني حاجزا عند مدخل بني حيان لجهة مركبا، وقد باشرت البلدية بفتح الطرق وتعبيدها.
في الموازاة، لا يزال الجيش الاسرائيلي متمركزاً قرب مركز اليونيفيل في منطقة المفيلحة غرب بلدة ميس الجبل، ويقوم باطلاق النار في الهواء. وكذلك، أُفيد عن دوي انفجار عنيف هز المناطق الجنوبية بالتزامن مع رشقات نارية ثقيلة في محيط كفركلا.
وأفادت معلومات أنّ مختار بلدة يارون فادي سلوم، تلقى اتصالاً ادعى المتصل فيه بأنه من جيش الاحتلال الإسرائيلي و طلب منه ابلاغ الأهالي بأنهم لن يدخلوا إلى البلدة قبل 18 شباط المقبل"مواقف سياسيةوسُجل موقف لحزب الله على لسان نائبه ابراهيم الموسوي الذي قال "هذا شعبنا يفرض في الجنوب معادلة الجيش والشعب والمقاومة، سواء رضي من رضي، أو أبى من أبى، وان لم يسطروها في البيان الوزاري، فقد سطرت من خلال الزحف الشعبي، وفاء لدماء الشهداء".