واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، خرقها لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مستهدفة آلاف النازحين الفلسطينيين الذين احتشدوا، قرب محور نتساريم، في انتظار السماح لهم بالعودة إلى منازلهم المدمّرة شمال القطاع.
ووصفت حماس ممارسات الاحتلال بأنها خرق واضح للاتفاق، متهمة تل أبيب بالمماطلة، رغم إرسال تأكيدات أن المحتجزة أربيل يهود، على قيد الحياة، وذلك رداً على اتهامات ساقها مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في بيان، قال فيه إن الحركة انتهكت مرتين الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه، وهما الإفراج عن يهود، وتقديم قائمة تفصيلية لوضع جميع الرهائن.
إطلاق نار على النازحين
وخلال تجمعهم في منطقة قريبة من نتساريم، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، المتمركز في المحور، النار على النازحين لإجبارهم على العودة، ما أدّى إلى سقوط 4 جرحى قرب مخيم النصيرات.
ويأتي ذلك، في وقت، أصدر جيش الاحتلال تحذيراً لسكان قطاع غزة من الاقتراب إلى محور نتساريم، معلناً استمرار إغلاقه أمام عودة النازحين، حيث تشترط إسرائيل الإفراج عن المختطفة أربيل يهودا لاستكمال عودة الغزيين للشمال.
وتزامناً، مع اعتداءات الشمال، عمدت آليات إسرائيلية إلى تنفيذ عمليات هدم في محيط السوق المركزي في مخيم الشابورة وسط مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، واستهدف قناص أحد الفلسطينيين ما أدّ إلى استشهاده على الفور.
وفي غضون هذه التطورات، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان، اليوم الأحد، المواطنين من الاقتراب من محور نتساريم، بسبب استمرار تواجد قوات الاحتلال في المنطقة وإطلاقها النار، داعيًا إلى توخي الحذر حفاظًا على سلامتهم في ظل هذه الخروقات، وسط استعدادات متواصلة لعودة النازحين إلى شمالي القطاع.
حماس تتهم الاحتلال بالمماطلة
وفيما تستمر المباحثات، في القاهرة، لحل نقاط الخلاف بشأن تسليم القائمة الكاملة للأسرى ومسألة إطلاق سراح يهود وعودة النازحين، اتهمت حماس سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بخرق الاتفاق، عبر منع عودة النازحين الفلسطينيين من جنوب ووسط قطاع غزة إلى شماله. وأكدت، في بيان، اليوم الأحد، أنها تتابع "هذا الانتهاك" مع الوسطاء، في محاولة للتوصل "إلى حل يفضي إلى عودة النازحين".
وأوضحت الحركة، أن سلطات الاحتلال تتذرع بملف يهود، المحتجزة في قطاع غزة، لتبرير هذا المنع، مشيرة إلى أنها أبلغت الوسطاء أن الأسيرة على قيد الحياة، وقدمت كل الضمانات اللازمة للإفراج عنها.
من جهته، قال المتحدث باسم حماس حازم قاسم، إن منع الاحتلال عودة النازحين إلى شمال غزة، خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً أن الاحتلال يماطل رغم أرسال تأكيد أن المحتجزة أربيل يهود على قيد الحياة.
وطالب قاسم الوسطاء بالضغط على الاحتلال وإجباره على السماح بعودة النازحين، لافتاً إلى أن هناك اتصالات مباشرة مع الوسطاء لإيجاد حل وفتح محور نتساريم.
احتمال انهيار الصفقة
وفي سياق متصل، رأى مسؤول إسرائيلي أن حركة حماس، رغم وصفه لها بأنها "لم تعد كما كانت قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023"، إلا أنها قد تستفيد بشكل كبير من صفقة التبادل، لتعزيز نفوذها في الضفة الغربية، حيث يمكن أن تشكل الصفقة دفعة قوية لها في مقابل السلطة الفلسطينية.
ونقلت القناة 12 العبرية، اليوم الأحد، عن المسؤول، قوله إن إسرائيل تُبدي حذراً شديداً في التعامل مع تداعيات الصفقة، وتستعد لاحتمال انهيارها واستئناف القتال.
وكان المسؤول، يعلّق على العرض الذي نظمته حماس خلال عملية تسليم الأسيرات الإسرائيليات.
ووصف المسؤول العرض بأنه "ساخر وقاسٍ"، لكنه ادّعى أن حماس "لم تعد نفس التنظيم الذي كانت عليه قبل الحرب"، مضيفًا أن "المجندين الجدد في الحركة ليسوا مقاتلين من أصحاب الخبرة، بل في الغالب شبان يحملون أسلحة".
وفي ما يتعلق بالمرحلة الثانية من الصفقة، قال المسؤول إنه "لا يزال من المبكر تحديد ملامح المفاوضات بشأن هذه المرحلة"، مضيفاً أن إسرائيل "تستعد لاحتمال انهيار الاتفاق واستئناف القتال"، معبراً أنه "يمكن أن تقرر حماس كسر الاتفاق في أي لحظة".
وتابع المسؤول، أن إسرائيل تعمل في الوقت نفسه، على استكشاف فرص لتحقيق تسوية شاملة، قد تتضمن مسار التطبيع مع السعودية في محاولة لإرساء نظام جديد في غزة، وقال إن "الأطراف تعمل على مدار الساعة للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق"، ومع ذلك، قال إن انهيار الصفقة في أي مرحلة يظل احتمالاً قائماً.