دعا كلّ من البطريرك الماروني بشارة الراعي ومتروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة إلى دعم العهد الجديد والإبتعاد عن المحاصصة و"تقاسم الوزارات كأنها غنائم"، وانتقدا "الحكومات التي تحولت برلمانات مصغّرة".
وقال الراعي في عظة قداس اليوم"إنّ الشعب اللبنانيّ وضع آماله وثقته بشخص رئيس الجمهوريّة العماد جوزف عون، ورئيس الحكومة المكلّف القاضي نوّاف سلام. وخصوصاً في ما قاله فخامة الرئيس في خطاب القسم "بأنّه يقوم مع المجلس النيابي ومجلس الوزراء بالمداورة في وظائف الفئة الأولى في الادارات والمؤسسات العامة"، وما قاله دولة الرئيس بأنّه يؤلّف الحكومة وفقًا لنصّ الدستور والطائف، حيث لا يوجد أي تكريس لوزارة باسم أيّ طائفة من الطوائف. فنحن نأمل أن يتمّ تجاوز هذه المسألة وفقًا للنصوص وروحها. ونأمل أن يتمّ فصل مسألة الميثاقيّة عن المحاصصة. فنقول نعم للميثاقيّة القائمة على المساواة بين المسلمين والمسيحيّين في العيش المشترك ووظائف الفئة الأولى، وبذات الروح قدر الإمكان في ما دونها؛ ونقول: لا للمحاصصة بين الأحزاب والتكتّلات النيابيّة لأنّها تفتح الباب واسعًا أمام تدخّل السياسة بالإدارة، وتخلق برلمانًا مصّغرًا تنتفي معه المساءلة والمحاسبة من قبل مجلس النواب، وتُنتهك القاعدة الدستوريّة بفصل السلطات. لقد آن الأوان لنثق بعضنا ببعض، ونعمل معًا على إصلاح الخلل في البلاد، والقيام بالإصلاحات الضروريّة المنتظرة".عودة: إعادة الإعتبار للدستورمن جهته تساءل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة "هل نتوب نحن اللبنانيين عن ماضينا وأثقاله لنستحق مستقبلا مشرقا لأجيالنا؟ وهل يتوب زعماء هذا البلد عن معاصيهم وذنوبهم ويتخلون عن مصالحهم ونفوذهم لكي تبدأ ورشة الإصلاح والبناء؟ بعد انتخاب رئيس البلاد وتكليف رئيس لتشكيل الحكومة رحب بهما اللبنانيون والعالم أجمع، واستبشروا خيرا للبنان، نأمل أن نلج حقبة جديدة ينضوي خلالها جميع اللبنانيين، بطوائفهم وأحزابهم وفئاتهم، تحت كنف الدولة ويضعوا ثقتهم بالعهد الجديد، ويسهلوا عملية تشكيل الحكومة بحسب ما يمليه دستورنا، بعيدا من الأعراف والمحاصصات التي كانت سبب الخلل والفشل والإنهيار، وبعيدا من تقاسم الوزارات وكأنها مغانم لشاغليها ومواقع نفوذ، فيما هي فرصة للخدمة ومجال للبناء. أملنا أن يمد الجميع اليد للرئيس المكلف ويعيدوا الإعتبار للدستور، وأن يتم استغلال الفرصة التاريخية لمصلحة لبنان، فيعاد تكوين المؤسسات الدستورية التي دمرتها استباحة البعض، وفساد البعض الآخر، والتغاضي عن المحاسبة، وغياب مراقبة مجلس النواب لأن الحكومات أصبحت برلمانات مصغرة لا مجال لمحاسبتها من قبل رعاتها. نحن بحاجة إلى حكومة تضم كفاءات تتميز بعلمها وخبرتها ونزاهتها، وتصميمها على العمل الجاد من أجل نهضة لبنان وإعادة وصله مع محيطه ومع العالم".
وختم: "صلاتنا أن يوفق الله رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تشكيل الحكومة في مهامهما، وأن يعملا من أجل إرضاء الله والضمير والشعب، لا من أجل إرضاء هذه الفئة أو تلك، لكي نسمع ما سمعه زكا: "اليوم قد حصل الخلاص لهذا البيت".