2025- 01 - 27   |   بحث في الموقع  
logo ضغوط تطوّرات الجنوب ومطالب الكتل تدفع سلام لتجميد مشاوراته!.. عبدالكافي الصمد logo التحرير "باللحم الحيّ".. وحزب الله يعود إلى المعادلة الثلاثية logo تعاظم دور تركيا واستقواء إسرائيل: هل باتت المواجهة حتمية؟ logo الانقلاب على "الانقلاب": الزحف نحو الجنوب وفي شوارع بيروت logo الشرع يزور السعودية الأسبوع القادم.. ويلتقي قالن بدمشق logo استعصاء ملف قسد.. هل يتكرر السيناريو الليبي في سوريا؟ logo سوريا: مسح شامل للموظفين المسرحين قسرياً..لكن العودة ليست للجميع! logo عون يتابع اتصالاته وماكرون يطلب من نتنياهو الانسحاب
"المدن" تواكب العودة للجنوب: حدث مفصلي في سيرة الحرب
2025-01-26 00:25:57


قبل يومٍ واحد على انتهاء مهلة السّتين يومًا لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، شاركت "المدن" بجولةٍ ميدانيّة لمواكبة دخول أهالي قرى القطاع الغربيّ في الجنوب اللّبنانيّ، وذلك على إيقاع انتشار الجيش اللّبنانيّ وتمركّزه في نقاطٍ عسكريّة عدّة، تمهيدًا لعودة السكّان وتنفيذ مندرجات وقف إطلاق النار. ورغم أن عودة الأهالي، اقتصرت على تفقد أملاكهم في البلدات الّتي تعرضت لتدميرٍ منهجيّ وإن تفاوتت وحشيته، إلّا أن دافع العودة، لهفة العودة، والتوجّس والقهر الذين يسطون على المشهديّة العامّة، فضلًا عن التهديدات الإسرائيليّة بعدم الإنسحاب، يجعلان من هذا الحدث مفصليًّا في سيرة الحرب الأفظع في تاريخ لبنان الحديث.
‎في ذلك الصباح الذي يسبق انتهاء مهلة السّتين يومًا بـساعاتٍ قليلة، نقف عند حاجزٍ لمخابرات الجيش اللّبنانيّ عند المنعطف المؤدي لبلدة الناقورة الحدوديّة، من هذه النقطة تبدو مدينة صور ضئيلةً جدًا، وكأنّها فقدت صلابتها منكفئةً فوق حافة البحر المترامي. من هذه النقطة المُعسكرة والمستنفرة والمستهجنة دخول أي شخصٍ غريب، لا تبان آثار الحرب الدمويّة ولا الجرافات الإسرائيليّة ولا اللطخات السّوداء الّتي تثقب الطريق (من آثار الصواريخ). لا دليل على الحرب حتّى اللحظة، اللهم إلّا أميالٌ من بساتين الحمضيات المُخضّرة والمُحمّلة بثمارها اليانعة والّتي لم يستطع أصحابها قطفها، وأميالٌ أخرى من بساتين الخضار والموز الذابلة جراء هجران أصحابها القسريّ.وجه البلدة، رمادي باهتنصل وسط الناقورة المُدمّر: وجه البلدة، رماديّ باهت، أسودٌ فاحم، مُغبّرٌ قذر امّحيت ملامحه رغم زرقة البحر المتوهجة الّتي تُطلّ عليها، معادنٌ صدئة وناتئة من باطن الحجارة. أشجارٌ جهنّميّةٌ تندلع من البيوت ومن الأرصفة، مياه آسنة تغمر كل المسطّحات مختلطةً بالتربة الحمراء الّتي لفظتها الأرض بعد أعمال جرفٍ إسرائيليّةٍ انتقاميّة تعمّدت فيها القوّات افتعال كل الأذى المُمكن قبل انسحابها. طبقاتٌ متراصة من ركام المباني الفارهة أو ما تبقى منها. معلّباتٌ فارغة ومن كل الأصناف، نقوشٌ عبريّة تغطي الحيطان المتهالكة. حُطامٌ من كلّ شيء يُغطي كلّ شيء. وعلى سيرة الناقورة، مختلف بلدات القطاع الغربيّ. إذًا، لم تمرّ الحرب الرابعة على لبنان بخفّة، هي هنا حاضرة بمشهديتها الأبوكاليبسيّة الرهيبة.استنفارٌ أمنيّعشية، انتهاء مهلة السّتين يومًا المقرّرة لاتفاق وقف إطلاق النار، شهد القطاع الغربيّ في جنوب لبنان استنفارًا أمنيًّا شديدًا، واكبته "المدن"، حيث انتشرت وحدات الجيش اللّبنانيّ، منذ صباح يوم السبت، في مناطق جنوب الليطانيّ، بالتنسيق مع اللجنة الخماسيّة المعنية بمتابعة تنفيذ الاتفاق. هذا التحرك جاء بعد انسحاب القوّات الإسرائيلية من بعض المناطق، وفقًا لما أُعلن في وقتٍ سابق. وزارت "المدن" مع قوّات الجيش والأهالي المتوافدين كل من بلدة الناقورة (الدخول الثاني للأهالي)، علما الشعب، شمع، طيرحرفا وبلدة الجبين، الّتي قد انسحب الجيش الإسرائيليّ منها توًّا. ‎وكانت قد أوضحت السّلطات اللّبنانيّة أنّ قيادة الجيش تتابع التنسيق مع قوّة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لضمان استقرار الوضع الأمنيّ في المنطقة، وذلك في إطار تنفيذ القرار 1701. في ذات السّياق، دعت قيادة الجيش المواطنين إلى توخي الحذر وعدم الاقتراب من المناطق التي شهدت انسحابًا للقوّات الإسرائيلية، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بتعليمات الوحدات العسكريّة. وفي تصريحٍ له، اتهم الجيش اللّبنانيّ إسرائيل بـ"المماطلة" في تنفيذ انسحابها من المناطق الحدودية الجنوبية، مشيرًا إلى أن هذا التأخير قد يعقد عملية تعزيز انتشار الجيش اللبناني في المنطقة. وأكد الجيش أنه يواصل تطبيق خطة تعزيز الانتشار في جنوب الليطاني، التي بدأت منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، رغم تأخر بعض مراحل التنفيذ بسبب التأجيل الإسرائيلي. وأضاف الجيش اللبناني أنه في حالة جاهزية لاستكمال الانتشار فور انسحاب القوّات الإسرائيليّة. فيما تتواصل وحسب مصادر "المدن" المشاورات السّياسيّة المكثفة في لبنان لمتابعة التطورات في الجنوب، لإيجاد مخرجٍ سريع للوضع المُعقّد وفي هذه اللحظات الحاسمة.لا للتراجعفي المقابل، أعلن أهالي البلدات الحدوديّة في جنوب لبنان عن قرارهم بالعودة إلى قراهم يوم الأحد المقبل، مؤكدين أنّهم لن يتراجعوا عن ذلك رغم التحديات. فيما أكدّ الأهالي على ضرورة حماية عودتهم من قبل الدولة اللّبنانيّة، الجيش، وقوّات اليونيفيل، مطالبين بتأمين العودة بشكل آمن. سيتم التجمع في عدة نقاط محددة في البلدات المختلفة في الساعة السابعة والنصف صباحًا، استعدادًا لدخول القرى في مواكب جماعية.‎أما بالنسبة للموقف المتوقع لحزب الله، فيُشير مراقبون إلى وجود نقاش داخليّ في حزب الله حول مدى جدوى إعادة إطلاق عملياته العسكريّة "المقاومة". بعض الأفكار تدور حول إمكانية إطلاق مقاومةٍ شعبيّة، أيّ أن الناس سيعودون إلى بيوتهم ولن يسكتوا. وهذا قد يؤدي إلى مواجهات بين الإسرائيليين والمواطنين، وعليه ينبثق ثلاثة سيناريوهات محتملة لتعامل الحزب مع استمرار الاحتلال الإسرائيليّ للقرى الجنوبيّة، وفقًا لما يرشح عن النقاشات المستمرة على المستويين السّياسيّ والعسكريّ في حزب الله:‎1. الخيار العسكريّ: في حال قرر حزب الله العودة للاشتباك مع القوّات الإسرائيلية لإجبارها على الانسحاب.‎2. الضغط الشعبيّ: إفساح المجال للمستويين الدبلوماسيّ والسّياسيّ اللّبنانيّ الرسميّ لمتابعة الموضوع مع المراجع الدولية. الاعتماد على الكتلة الشعبيّة والمدنيّة: الاعتماد على الكتلة الشعبيّة والمدنيّة لخلق عاملٍ ضاغط على القوّات الإسرائيليّة للتراجع بحكم عودة السكّان والتعاطي معها كقوّة احتلال.بين العودة واللاعودةوإزاء هذه الوقائع الضبابيّة، وتذبذب السّيناريوهات المُحتملة في الجنوب اللّبنانيّ بين ما هو ملتبسٌ وآخر خطير، تبدو السّاعات، مفتوحة على كل الاحتمالات. وبينما يشهد الوضع تحركاتٍ أمنيّة وتسارعًا للانتشار العسكريّ اللّبنانيّ، تبقى السّيادة الوطنيّة في اختبار مستمر أمام تحديات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة، ووعود وقف إطلاق النار الّتي تبقى مهدّدة بالتأجيل والمماطلة. ومع اقتراب لحظة انتهاء مهلة السّتين يومًا للقرار، تبقى الأرض اللّبنانيّة محط صراع الإرادات، بين إرادة الشعب في العودة وتفقد وإعمار ما تهدّم، وبين محاولات الاحتلال الإسرائيليّ في فرض أمرٍ واقعٍ ميدانيّ جديد..


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top