بعدما بات بحكم المؤكد أنّ الإندفاعة لتشكيل الحكومة المقبلة قد اصطدمت بعوائق عدة، وعراقيل فرملت إنطلاقة العهد القوية، يتجاذب اليوم الأفرقاء السياسيين الخطابات السياسية الحادة، على وقع الخلاف على التشكيلة الحكومية وحجم تمثيل الكتل، ورمي الاتهامات حول الجهة المعطلة.
فبعد الموقف الصادر عن "حزب القوات اللبنانية" وإعتبارها أنّ "التأخير كله في التأليف، مرده إلى عقدة واحدة اسمها الممانعة ويتفرّع عنها ثلاثة عناوين: الأول التمسك بوزارة المال ودورها، والثاني التمسك بالحصة كلها وبأسماء محددة، والثالث التمسك برفض تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار شمال الليطاني"، ردت "حركة أمل" في بيان أشارت فيه إلى أنّه "صبرنا كثيراً على الافتراءات وتركيب الأفلام حول بطولات وهمية تدعيها قوات سمير جعجع فيما "الشمس طالعة والناس قاشعة" ولا حاجة لنا لأي "حكيم" كي نقوم بتشخيص من لديه "عسر هضم" من انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة، كما تشخيص من لديه عقدة من تواصل اللبنانيين مع بعضهم في سبيل بناء مؤسسات الدولة".طوق نجاةوتابعت "حركة امل" في البيان قائلة: "وحتى عندما يحتاج الوطن إلى طوق نجاة يتمثل بتضافر جهود جميع أبنائه نجد القوات اللبنانية تتحدث عن ضفة هنا وضفة هناك في محاولة لتغطية تخمة سماوات مطالب "الحكيم" بقبوات البيانات الفارغة الا من الدس الرخيص بين أبناء الوطن الواحد. في الختام وقبل الحديث عن الممانعة حبذا لو تخبرون اللبنانيين من هي العقبة المانعة لتقدم مسار التأليف".وزير ملكوكانت "القوات" أصدرت بياناً جاء فيه: "ولأن الدستور واضح بعدم وجود "وزير ملك" ولا حقيبة لفريق أو مذهب أو طائفة، ولأن الدستور واضح وينصّ على أنّ مَن يؤلِّف الحكومة هو الرئيس المكلّف الذي يجري مشاوراته سعياً لحكومة متجانسة في مرحلة جديدة من تاريخ لبنان ويوقِّع مع رئيس الجمهورية مرسوم تشكيلها، ولأن الدستور واضح بان الدولة وحدها تحتكر السلاح، فإن هناك من يعمل عن سابق تصور وتصميم على تأخير التأليف سعيًا إلى إحياء حكومات الزمن الماضي، حيث القرار الاستراتيجي بيده، وحصته الوزارية يسقطها في الدقائق الأخيرة، ووزارة المالية يريدها وزارة وصاية على الوزارات كلها".
وختم البيان: وقد تبيّن أنّ قياديين في محور الممانعة يعكفون يوميًّا على ضخ أجواء مغلوطة من قبيل أنّ "العقدة الأصعب لا تزال على الضفّة المسيحية التي تعاني من تخمة مطالب بين ثلاث كتل مضاربة: رئاسة الجمهورية، "القوات" و"التيار الوطني الحرّ"، وهذه الأسطوانة التي تتكرّر يوميًّا لا أساس لها من الصحة لا من قريب ولا من بعيد، وهي الأسطوانة نفسها التي استخدمت لمنع انتخاب رئيس بوضع المشكلة عند المسيحيين، فيما المشكلة دائمة وأبدًا عند الممانعين، وغير صحيح إطلاقًا أنّ العقدة اليوم على الضفة المسيحية، إنما كانت وما زالت على الضفة الممانعة".مواقف النوابسجال "القوات- أمل"، فتح الباب على تعليقات النواب، فكتب النائب وليد البعريني على حسابه عبر منصة "أكس": "القوات اللبنانيّة تقول إن الثنائي يتعامل مع التأليف على قاعدة "قدَم في التشكيل وقدَم في التعطيل"، أما الواقع فهو أن يَد الثنائي من طرف ويَد القوات من الطرف الآخر تزيدان من شدّة عقدة المالية وتكبّلان بالتالي عملية التأليف".
من جهته، وجه النائب بلال الحشيمي بياناً إلى الرئيس المكلف نواف سلام قال فيه:" إن لبنان يمر بمرحلة دقيقة تتطلب منا جميعًا التعاون الجاد لتجاوز التحديات الاقتصادية والسياسية التي تهدد استقرار الوطن. اليوم، أمامنا فرصة تاريخية لا يمكننا التفريط بها. إن تشكيل حكومة لبنانية قادرة على بناء الدولة، واستعادة سيادتها، وتعزيز مؤسساتها هو المطلب الأساسي الذي يجب أن يترجم على أرض الواقع بعيدًا عن المساومات التي تعيق الإصلاح وتعرقل النهوض بالوطن".