بدأت إدارة العمليات العسكرية، بالتعاون مع الأمن العام في وزارة الداخلية السورية، حملة تمشيط واسعة في الساحل السوري، عقب سقوط قتلى وجرحى من الأمن، بهجمات شنتها مجموعات من فلول نظام الأسد المخلوع.
قتلى وجرحى
وقالت مصادر متابعة لـ"المدن"، إن أرتالاً عسكرية كبيرة توجهت إلى ريف محافظة اللاذقية، للبدء بعملية تمشيط واسعة للبحث عن مخازن أسلحة وعناصر متخفية في الجبال والأحرش في قرى الساحل السوري، من فلول النظام المخلوع، وذلك بمشاركة واسعة من المروحيات العسكرية.
وأضافت المصادر أن الحملة أتت بعد مقتل قيادي وعنصرين من إدارة الأمن العام، اثنان منهم قتلوا جراء هجوم على دورية تابعة للأمن في مدينة بانياس في ريف طرطوس، بينما قتل عنصر ثالث خلال ملاحقة مطلوبين في منطقة تلكلخ في ريف حمص الغربي.
سبق ذلك، هجمات على حواجز الأمن العام، في مدينة جبلة في ريف اللاذقية، إلا أن الهجوم فشل، حيث تمكنت عناصر الأمن من "تحييد" ثلاثة مهاجمين، فيما فر الباقون وتركوا أسلحتهم، وجرى ملاحقتهم من قبل العناصر.
وفي وقت سابق، قال مدير إدارة الأمن العام في اللاذقية المقدم مصطفى كنيفاتي، إن فلول النظام تختبئ بين منازل المدنيين في منطقة جبلة ومحيطها، وتتخذ من الجبال والأودية منطلقاً لعملياتها ضد قوات الأمن العام وإدارة العمليات العسكرية، مؤكداً على أن لا تساهل مع محاولات الاخلال بالأمن.
ماذا يجرى في الساحل؟
وتأتي تلك الهجمات بعد انتشار شائعات على وسائل التواصل الاجتماعي، تفيد بعودة ماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة سابقاً وشقيق رئيس النظام المخلوع إلى الساحل السوري، مع مجموعات كبيرة من عناصر النظام المخلوع، بالتنسيق مع روسيا، لتبدأ بعدها الهجمات على حواجز الأمن العام هناك، وتظهر مجموعات كانت تختبئ في مواقع مجهولة.
ويبدو أن التفاعل الكبير مع تلك الشائعات، لاسيما بين سكان الساحل السوري، دفعت المجموعات التي تتعرض لحملات أمنية وملاحقة من قبل الأمن العام، للظهور مجدداً ومهاجمة القوى الأمنية، قبل أن يتبين زيف تلك الشائعات، وتبدأ إدارة العمليات العسكرية بحملة أمنية جديدة.
وبدأت القصة عندما نشر شاب سوري يُدعى نور ح. منشوراً على وسائل التواصل الاجتماعي، قال فيه إن هناك تحركاً للطيران الروسي وعودة لماهر الأسد إلى الساحل السوري.
وبعد ثلاث دقائق فقط، عاد نور ليقول إنه كان يمزح. لكن تلك الدقائق الثلاث كانت كافية لتحويل مزحة إلى أزمة. ومع انتشار المنشور، بدأت حسابات أخرى تضيف مزيداً من التفاصيل، ما أدى إلى خلق حالة من الارتباك.
وكان من بين تلك الشائعات، انسحاب القوى الأمنية من الساحل السوري، لكن كنيفاتي نفى ذلك جملة وتفصيلاً، وقال في تصريحات نقلتها وكالة "سانا"، إن "بعض وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت معلومات كاذبة حول انسحاب قوات الأمن العام من عدة مواقع في محافظة اللاذقية"، مضيفاً أن "بعض العناصر الخارجين عن القانون استغلوا هذه المعلومات لتنفيذ أعمال إجرامية باستهداف مواقع تابعة لوزارة الداخلية".
وذكر أن هدف هذه الشائعات والأعمال زعزعة الأمن العام والاستقرار في المنطقة، مؤكداً على ضرورة توخي الحذر وعدم الانجرار وراء الأخبار الكاذبة، وسنتخذ إجراءات صارمة ضد أي شخص يحاول المساس بأمن البلاد، كما شدد على أن الأمن العام "سيتخذ إجراءات صارمة ضد أي شخص يحاول المساس بأمن البلاد".