منذ اليوم الأول للحرب، باشرت فرق وزارة الزراعة بإحصاء وتوثيق الاعتداءات التي طالت الغابات، الأشجار المثمرة، الأراضي الزراعية، البنى التحتية والمحاصيل، فضلاً عن القطاع الحيواني، وتتويجاً لهذه الإحصاءات، أطلق وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن، اليوم السبت، الخطة الوطنية لمسح وتقييم الأضرار الزراعية الناتجة عن العدوان الإسرائيلي، خلال احتفال نظم في مقر برنامج الأغذية العالمي (WFP) وبالتعاون والشراكة مع WFP، UNDP والفاو وCNRS.
وأكّد الحاج حسن أنّ هذا الإعلان "هو ثمرة شراكة لبنانية - دولية وثيقة جاءت لدعم القطاع الزراعي وتعزيز استدامته. وإنَّ عملية مسح الأضرار والخسائر الزراعية النَّاجمة عن العدوان الإسرائيلي على وطنِنا الحبيب كانت من أولويَّات وزارة الزراعة".ووصف الحاج حسن أرقام الخسائر المسجّلة بأنها "صادمة". وأوضح أنه "في ظلّ هذه الكارثة، عقدت الوزارة اجتماعات متواصلة مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO)وبرنامج الأغذية العالمي (WFP) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) . وضعنا معاً الخطط اللازمة، واليوم نُطلق عملية المسح بمشاركة شركائِنا المحليِّين من الوزارات والإدارات العامة".انعدام الأمن الغذائيوأشار الحاج حسن إلى أنّ "مشروع تصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل (IPC)، الذي أطلقناه منذ عامين، كان ولا يزال أداةً رئيسيةً لمتابعة المؤشِّرات المرتبطة بانعدام الأمن الغذائي في لبنان. وقد أسهمَ بشكل كبير في صياغة الاستراتيجيات والخطط وبرامج الدعم، التي استهدفت ولا تزال تستهدف الفئات الأكثر حاجة على امتداد الوطن".
بالتوازي، أكّدت ممثلة منظمة الأغذية والزراعة في لبنان بالإنابة فيرونيكا كواترولا أنّ "إطلاق تقييم الأضرار والخسائر الزراعية في لبنان، الذي تقوده وزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة الفاو وبرنامج الأغذية العالمي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يعد خطوة هامة نحو إعادة بناء القطاع الزراعي في لبنان وضمان الأمن الغذائي. ومن خلال تحديد الأضرار والاحتياجات، سيوجه هذا التقييم جهود التعافي ويعزز المرونة طويلة الأمد في النظام الزراعي الغذائي".كذلك، أشار مدير برنامج الأغذية العالمي ماثيو هولينغورث، إلى أن "ثلث سكان لبنان تقريباً يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مما يستدعي استجابة عاجلة لدعم 1.65 مليون شخص حتى آذار 2025. لقد قمنا بالشراكة مع وزارة الزراعة وشركائنا الدوليين بتوزيع ملايين الوجبات والمساعدات الغذائية، حتى في أصعب الظروف. اليوم، نطلق هذا التقييم لتعزيز جهود التعافي وبناء صمود المجتمعات الأكثر تأثراً".ومن جهتها، قالت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بليرتا أليكو، إنّ "دعمنا للقطاع الزراعي يأتي في إطار تعزيز سبل العيش في المناطق الريفية، حيث نركز على تحسين البنية التحتية وبناء القدرات الإنتاجية. من خلال هذه الجهود، نؤكد التزامنا بتعزيز الأمن الغذائي وضمان استدامة الإنتاج الزراعي في لبنان، الذي يُعد ركيزة أساسية للتعافي الاقتصادي."