في الجنوب تهديدٌ جاثم، مع التطور الخطير بتأكيد عدم الإنسحاب الإسرائيلي، أما في الداخل، فمسار تشكيل الحكومة يسير كسلحفاة في ظل الشروط والشروط المضادة، ما يجعل الولادة الحكومية المتوقعة "قيصرية".
وتبقى عقدة العُقَد وزارة المال التي يدور حولها سجال دستوري، وآخر "تاريخي" يتمحور حول دور هذه الوزارة في مداولات الطائف، ووثيقته. أما "شد الحبال" الحقيقي، فهو حول تسمية الوزير وليس انتماءه السياسي، والذي يصر رئيس الحكومة نواف سلام أن يكون في عهدته، انطلاقاً من صلاحياته التي لا تجعله مجرد "ساعي بريد"، كما صرّح مؤخراً من قصر بعبدا.
وففي الملف الجنوبي، أعلن بنيامين نتنياهو أنَّ إسرائيل لن تنسحب من كامل الأراضي اللبنانية مع انتهاء المهلة المحددة الأحد، متذرعاً بما وصفه ب"عدم تنفيذ الإتفاق". وهذا التطور، من شأنه أن يجعل الأفق مفتوحاً أمام كل المخاطر والإحتمالات العسكرية. في هذا الوقت، واصلت وحدات الجيش اللبناني انتشارها في البلدات الحدودية، فدخلت إلى شيحين والجبين، فيما استمر جيش الإحتلال بعمليات التفجير والجرف.
وفي إطار استمرار الزيارات العربية وتحديداً الخليجية إلى لبنان، زار وفد من وزير خارجية الكويت عبد الله علي اليحيا والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العرب جاسم محمد البديوي الرئيس جوزاف عون الذي "أكد امامه "عمق العلاقات اللبنانية- الكويتية المتجذرة عبر التاريخ، معربا عن امله في ان يعود أبناء الكويت خصوصا ودول الخليج عموما لزيارة الربوع اللبنانية، مشدداً على ان وحدة الدول العربية هي الأساس لمواجهة التحديات الراهنة. ولفت عون الى انه بعد تشكيل الحكومة سيتم التواصل مع دول الخليج لوضع أسس جديدة للتعاون".
وعلى خطٍ مواز، سجل المراقبون واللبنانيون مجدداً، خواء الوعود التي يطلِقها رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع لخداع الناس والناخبين. فبعدما شن المسؤولون القواتيون حملة استهدفت الحصول على وزارة الطاقة، أعلن جعجع التراجع، وذلك لسبب بسيط لم يخفِه صراحة، وهو المصلحة الإنتخابية البحت، التي اعتبر أنها لا يمكن تحقيقها في الفترة الفاصلة عن انتخابات 2026 في وزارة الطاقة.