بعد إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، أن عملية انسحاب الجيش الإسرائيليّ من جنوب لبنان ستستغرق أكثر من 60 يومًا بسبب عدم تطبيق الجانب اللّبنانيّ بشكلٍ كامل اتفاق وقف إطلاق النار، تستمر الخروقات الإسرائيليّة في جنوب لبنان بشكلٍ متسارع. ولا تزال القوات الإسرائيلية تقوم بانتهاكاتٍ متماديّة لاتفاق وقف إطلاق النار، رغم الجهود الدبلوماسيّة الدوليّة الّتي تبذل لإقناع إسرائيل بوقف التصعيد والانسحاب ضمن المهلة المحدّدة في الاتفاق. خروقات مستمرةوكان آخر هذه الخروقات، وفقًا للتقارير الميدانيّة، قصفًا نفّذته طائرة مسيّرة إسرائيليّة بعد ظهر اليوم، حيث ألقت ثلاث قنابل مسمارية على حي العريض في أطراف بلدة يحمر الشقيف.
وتستمر إسرائيل في تنفيذ عمليات النسف والتفجيرات في عدة بلدات حدوديّة، حيث نفّذت عمليتي نسف في بلدتي حولا وكفركلا، ما أسفر عن تدمير ما تبقى من المنازل في هذه المناطق. في الوقت ذاته، أطلقت القوّات الإسرائيليّة نيران أسلحتها الرشاشة على المنازل في بلدتي مارون ويارون في القطاع الأوسط. بالتوازي، قامت دبابات ميركافا بالتوغّل في الأطراف الشماليّة لبلدة مارون الراس، بالتزامن مع إطلاق رشقات رشاشة في المكان، قبل أنّ تنسحب باتجاه الجهة الجنوبية للبلدة. كما أفادت التقارير الميدانيّة عن قيام الجيش الإسرائيليّ بإحراق النادي الحسيني في بلدة يارون، في قضاء بنت جبيل.
وفي تطور آخر، سقطت قذيفتان مدفعيتان قرب مبنى المهنية في بلدة الخيام، قبل أن يعمد الجيش الإسرائيلي إلى تفجير ذخائر غير منفجرة في المنطقة. كما سُمع دوي انفجارات جديدة إثر عملية نسف نفذها جيش الاحتلال في بلدة كفركلا.
والحال أن هذه الخروقات المتواصلة والّتي وصل تعدادها لما يربو عن الـ 640 خرقًا، تشكل تحديًّا كبيرًا لجهود الوساطة الدوليّة وتزيد من تعقيد الوضع الأمنيّ في جنوب لبنان، في وقت تواصل فيه إسرائيل تجاهل المطالب اللبنانية والمجتمع الدولي بوقف التصعيد والالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار.