التقى وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان، اليوم الجمعة، قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، ووزير الخارجية أسعد الشيباني، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية سانا.
وهذه أول زيارة يقوم بها وزير الخارجية السعودية إلى سوريا، بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد الشهر الماضي، فيما تتطلع دمشق إلى استثمارات من دول الخليج الغنية.رفع العقوبات
وقال الشيباني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بن فرحان، بعد اللقاء مع الشرع، إن الشعب السوري يدعو إلى رفع العقوبات التي عرقلت تطوره وتنمية اقتصاده.
وأضاف الشيباني "يجب رفع العقوبات عن سوريا بسرعة لإتاحة الفرصة لنهوضها واستقرارها والعيش الكريم. نحن بحاجة إلى تعاون ودعم الأشقاء العرب في مسيرتنا المقبلة".
وقال إن "المملكة العربية السعودية لديها تاريخ طويل في دعم الشعب السوري ونحن اليوم بحاجة أكبر لهذا الدعم". وذكر أن "الشعب السوري يطمح إلى أن يكون جزءاً من مشروع عربي مشترك يحقق التنوع الاقتصادي".
من جهته، ثمّن وزير الخارجية السعودية "خطوات الإدارة السورية في انفتاحها على كل شرائح المجتمع". وقال إن "علينا أن نعمل معاً، لرفع العقوبات عن سوريا بطريقة تضمن تدفق الاستثمارات إليها، لإتاحة الفرصة لنهوضها واستقرارها والعيش الكريم".
وأضاف أن "المملكة منخرطة في حوار فاعل (بشأن رفع العقوبات عن سوريا)، مع كل الدول ذات العلاقة ونسمع رسائل إيجابية". وأشار إلى أن بلاده تجري مناقشات مع أوروبا والولايات المتحدة للمساعدة في رفع العقوبات عن سوريا.صفحة جديدة
وتأتي زيارة بن فرحان في ظل تغيير سياسي في البلدين، حيث فقدت إيران، حليفها الرئيسي في سوريا بشار الأسد، كما تراجع نفوذ حزب الله في لبنان المجاور خلال حربه مع إسرائيل.
وأعربت السلطات الجديدة عن رغبتها في فتح صفحة جديدة في العلاقات مع السعودية التي زارها وزير الخارجية أسعد الشيباني، مطلع كانون الثاني/يناير في أول زيارة خارجية له.
وتعود آخر زيارة لوزير الخارجية السعودية إلى دمشق، إلى نيسان/أبريل 2023، عندما اجتمع حينئذ مع الأسد، ضمن إطار جهود السعودية، لإنهاء العزلة الإقليمية على النظام والتطبيع معه.
وعقب تلك الزيارة، وجّهت السعودية دعوة للأسد، لحضور القمة العربية في الرياض، في أيار/مايو 2023، بعد أن عاد وتسلم مقعد سوريا في جامعة الدول العربية، بعد تعليق العضوية منذ العام 2011.
كما تأتي الزيارة، بعد توقعات للشرع بأن يكون للمملكة "دور كبير جداً"، في سوريا، حيث يمكنها الاستفادة من "فرص استثمارية كبرى". وقال في مقابلة سابقة على قناة العربية، الشهر الماضي: "بالتأكيد السعودية سيكون لها دور كبير في مستقبل سوريا. الحالة التنموية التي نسعى إليها أيضاً سيكونون (السعوديون) شركاء فيها".
وتأمل الإدارة الجديدة بالحصول على دعم السعودية، في إعمار سوريا التي دمّر اقتصادها وبنيتها التحتية بفعل نزاع دام أكثر من 13 عاماً.
ودعت السعودية في وقت سابق من كانون الثاني/يناير، إلى رفع العقوبات عن سوريا، في ختام اجتماع لوزراء خارجية ودبلوماسيين من الشرق الأوسط وأوروبا مخصص لمناقشة الوضع في سوريا.
وقال بن فرحان حينها: "أكدت أهمية رفع العقوبات الأحادية والأممية المفروضة على سوريا" محذراً من أن "استمرارها سيعرقل طموحات الشعب السوري الشقيق في تحقيق التنمية وإعادة البناء".