تنتظر إسرائيل أن تتسلّم قائمة بأسماء أو عدد من هم على قيد الحياة، من محتجزيها، في إطار مرحلة التبادل الأولى، فيما واصل جيشها خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إذ قامت آلياته بهدم مبانٍ سكنية في حيّ تل السلطان غربي مدينة رفح، جنوبي القطاع في حين، واصل الأهالي العودة إلى منازلهم المدمّرة، وبخاصة شماليّ القطاع.
وتواصلت اليوم الجمعة، عمليات انتشال الجثامين والبحث عن المفقودين، وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، انتشال جثامين نحو 100 شهيد حتى اللحظة، وهناك مئات أخرى ما زالت تحت الأنقاض. وطالبت بإدخال وفود صحية إلى شمالي القطاع لإجراء عمليات جراحية للمصابين، مشيرة إلى ان قوات الاحتلال دمرت جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية، وهناك حاجة لمستشفيات ميدانية مجهزة على وجه السرعة.
تدمير محطة المياه الوحيدة
من جهتها، أكدت سلطة المياه الفلسطينية، في بيان، أن الاحتلال دمّر محطة تحلية المياه الوحيدة في غزة، وأن العمل جارٍ لحصر الأضرار. وأشارت إلى أن طواقمها الفنية، "تواجه صعوبات أمام الوصول إلى مرافق المياه والصرف الصحي، بسبب حجم الدمار الهائل للأحياء السكنية والبنى التحتية والشوارع المؤدية إليها، ولا سيما وأننا في فصل الشتاء، في حين أن هناك نقصاً كبيراً في المعدات والآليات الثقيلة والوقود الخاص بها، للعمل على إزالة الركام، وفتح ممرات إنسانية لتسهيل عمليات الفحص والتقييم".
في غضون ذلك، تواصل اليوم الجمعة، دخول المساعدات إلى القطاع، وذكر مصدر حكومي في غزة، أن عدد الشاحنات الإغاثية التي دخلت إلى الشمال منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، حتى أول من أمس الأربعاء، بلغ 861، من أصل 1200 كان مقرراً وصولها، بسبب عراقيل تل أبيب.
أطفال غزة بحاجة لدعم نفسي
من جهة أخرى، ذكرت الأمم المتحدة أن "مليون طفل في قطاع غزة يحتاجون إلى دعم نفسي واجتماعي، بسبب الاكتئاب والقلق وأفكار الانتحار" الناجمة عن الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بحق أهالي القطاع، طوال نحو 16 شهراً.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، في حديث خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي عُقدت الخميس، بشأن وضع الأطفال في غزة، إنه "على مدار 15 شهراً في غزة، قُتل الأطفال، وتُركوا للجوع، وماتوا من البرد".
وذكر أن نحو 150 ألف امرأة حامل وأم جديدة بحاجة ماسة إلى خدمات صحية، وأن بعض المواليد يموتون مع أمهاتهم أثناء الولادة قبل أن يلتقطوا أنفاسهم الأولى.
وأضاف أن الأطفال في غزة، يفقدون مدارسهم وتعليمهم، وأن المصابين منهم بأمراض مزمنة يواجهون صعوبة في الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها.
وذكر أنه "عقب وقف إطلاق النار في غزة، حسنت الأمم المتحدة أنشطتها بصورة كبيرة، حيث أصبحت المساعدات الإنسانية متاحة الآن بأمان ودون عوائق"، مشدّداً "على أن هناك حاجة إلى جهد مشترك لإيصال كميات كبيرة من المساعدات إلى غزة".
وأكد أن أطفال غزة ليسوا "أضراراً جانبية" للحرب، وأنهم يستحقون الأمان والتعليم والأمل تماما مثل الأطفال في جميع أنحاء العالم، مضيفاً "أنهم يعتقدون أن العالم لم يكن بجانبهم أثناء هذه الحرب. فيجب أن نكون إلى جانبهم الآن".
بدورها، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم الجمعة، أن نحو 660 ألف طفل في غزة لا يزالون خارج المدارس، مشيرة إلى أن 88% من المدارس في القطاع مدمرة.