أعلنت صحيفة "عنب بلدي" السورية المعارضة لنظام الأسد، افتتاح مقر جديد لها في العاصمة دمشق، بعد 14 عاماً من انطلاقتها كواحدة من أبرز مؤسسات الإعلام السوري البديل الذي ظهر إثر ثورة العام 2011.
وقالت مؤسسة "عنب بلدي" في بيان، أن افتتاح المقر الجديد "خطوة تمثل تتويجاً لمسيرة مليئة بالتحديات والإنجازات، وتجسد رؤيتنا الراسخة بأن الصحافة الحرة والمستقلة هي حجر الزاوية في بناء مجتمع يعزز قيم الديموقراطية والعدالة، ويؤسس لمستقبل قائم على الشفافية وحرية التعبير".وأكملت المؤسسة: "بعد سنوات من إدارة المؤسسة خارج الحدود بسبب الظروف الأمنية التي أجبرت فريقنا على المغادرة العام 2014، نعود اليوم إلى دمشق حاملين رسالة الصحافة الحرة إلى قلب الوطن، لنكون أقرب إلى الشارع السوري وعلى تواصل مباشر مع الناس، بإسناد من غرف الأخبار التي أسسناها في تركيا وألمانيا، ومن خلال شبكة مراسلينا الميدانيين المنتشرين في المحافظات السورية، الذين يواصلون تقديم تغطيات مهنية تلبي تطلعات الجمهور السوري".وتأسست "عنب بلدي" في كانون الأول/ديسمبر 2011 بمدينة داريا بريف دمشق، على يد مجموعة من الناشطين الإعلاميين غير المحترفين، ضمن مشهد عام عرف باسم "صحافة المواطن" التي نقلت الأخبار المعتم عليها عبر مواقل التواصل الاجتماعي، ليس فقط في سوريا بل في دول الشرق الأوسط التي شهدت موجة الربيع العربي.وصدر العدد "صفر" من الجريدة في 29 كانون الثاني/يناير 2012، ومنذ ذلك الحين استمرت دون انقطاع، لتصبح الصحيفة السورية المستقلة الأطول عمراً بين الصحف التي انطلقت مع الثورة السورية.وجاء في البيان: "واجه فريقنا منذ التأسيس ضغوطاً هائلة وملاحقات أمنية أودت بحياة عدد من كوادرنا الأوائل. خلال العامين 2012 و2013، فقدنا زملاء أعزاء: محمد أنور قريطم، أحمد خالد شحادة، ومحمد فارس شحادة، الذين استشهدوا خلال حملات الأسد العسكرية على مدينة داريا، في ذروة نشاطها السلمي. ولاحقاً، تلقينا أنباء وفاة زميلينا نبيل وليد شربجي وأحمد وليد حلمي تحت التعذيب في سجون النظام السوري".وأكمل: "رغم تحديات العمل من خارج سوريا وفي ظل ظروف أمنية وسياسية معقدة، ظلت عنب بلدي نموذجاً للصحافة المستقلة التي تلتزم بالمهنية العالية والمبادئ التحريرية الرصينة. تصدينا للضغوط السياسية ومحاولات الاستقطاب، وحرصنا على أن نبقى منصة مستقلة تعلي صوت السوريين وتعبر عن تطلعاتهم وآمالهم".ولم يقتصر دور "عنب بلدي" على إنتاج محتوى صحافي عالي الجودة، بل امتد ليشمل "تدريب أجيال من الشابات والشباب من الصحافيين والناشطين، الذين أصبحوا اليوم جزءاً فاعلاً في المشهد الإعلامي السوري، ويعملون في مؤسسات عديدة داخل سوريا وخارجها".وأوضح البيان: "مع استئناف عملنا من دمشق، نعيد تأكيد التزامنا بمواصلة العمل الصحافي بمهنية واستقلالية، والسعي لتقديم تغطيات تعكس نبض الشارع السوري بمختلف اتجاهاته واهتماماته، وتسليط الضوء على قضاياه بعمق وشفافية. نأمل أن تسهم هذه العودة في تعزيز مكانة الصحافة الحرة والمستقلة كركيزة أساسية للتحول الديموقراطي في سوريا، وأداة تمكين للسوريين لممارسة حقوقهم وإيصال أصواتهم بفعالية".