2025- 01 - 24   |   بحث في الموقع  
logo نداءٌ من الجيش إلى المواطنين في الجنوب.. إليكم آخر بيان logo توقعات بتخفيف قريب للعقوبات الأوروبية عن سوريا logo الإعلامي السمكة و الاعلامي الدبور.. منْ يحمي الحرية ومنْ يقيِّدها؟ logo طرد إلسي مفرّج من "أم.تي.في": الحرية قبل الوظيفة logo بالفيديو و الصور: قطع الطريق بين لبنان وسوريا في عكار..اليكم التفاصيل logo قصف في جنوب لبنان.. ماذا استهدفت إسرائيل؟ logo مشروع يهدّد محمية شاطئ صور.. تحذير من جمعية الأرض logo شو الوضع؟ هاجس استمرار الإحتلال يُثقِل على اللبنانيين... والحكومة قيد المخاض "القيصري"
حملة "كفى" لحماية النساء المعنفات...تكتيك الصدمة أنتج صدمة مضادة!
2025-01-24 13:55:44

أثار إعلان نشرته منظمة "كفى عنف واستغلال"، المهتمة بحماية النساء المعنفات، جدلاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي، لاستخدامه أسلوباً مستوحى من إنذارات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في تحذير اللبنانيين من أماكن الغارات الإسرائيلية خلال الحرب ضد "حزب الله".
واستخدمت الجمعية الأسلوب نفسه لتوجيه رسالة تحذر النساء من البقاء في منازل يتعرضن فيها للعنف. ورغم حذف المنشور لاحقاً، إلا أنه أثار نقاشاً حاداً حول جدوى استخدام أساليب صادمة كهذه لتحقيق أهداف اجتماعية، مهما كانت نبيلة ومحقة، تحت طائلة خرق الأدبيات الإعلامية.وردت المنظمة بالقول أن الهدف من المنشور كان إثارة وعي مجتمعي حول خطورة العنف ضد النساء بطريقة تجذب الانتباه وتُحدث تأثيراً فورياً. وأضافت في بيان: "التفاعل مع المنشور، ولو لفترة وجيزة، حقق المطلوب لأنه ذكّر الناس بالرعب الذي عاشوه أثناء الحرب، وهو لا يختلف كثيراً عن الشعور الذي تواجهه النساء المعنفات يومياً داخل منازلهن".ويعتمد استخدام "الإعلانات الصادمة" على نظرية الصعق، التي ترتكز على إثارة مشاعر قوية مثل الخوف، الغضب، أو الارتباك لدى الجمهور، بهدف تحفيزهم للتفاعل مع الرسائل الإعلامية الموجهة. تُستخدم هذه النظرية بشكل شائع في الحملات التوعوية التي تهدف إلى تسليط الضوء على قضايا خطيرة أو منسية، حيث تُعتبر الصدمة وسيلة فعالة لجذب الانتباه في بيئة مليئة بالمحتوى الإعلامي المتنافس.رغم ذلك، يحمل هذا النهج الإعلامي العديد من المخاطر التي قد تعيق تحقيق الأهداف المرجوة. فرغم أن الأسلوب الصادم قد يُثير اهتمام الجمهور سريعاً، إلا أنه قد يترك أثراً عكسياً من خلال إثارة مشاعر النفور أو الغضب، خصوصاً عندما يتم استحضار ذكريات مؤلمة أو دفع الناس إلى إعادة مواجهة "تروما" ومواجهة مشاعر سلبية عميقة. وبالنسبة لمن عايشوا مآسي جماعية مثل الحروب أو الكوارث، ربما تُعيد الصدمة إحياء جراح نفسية قديمة وتسبب معاناة مستمرة على المدى الطويل.إضافة إلى ذلك، ورغم فاعلية الصدمة في خلق استجابات فورية، فإن تأثيرها غالباً ما يكون قصير الأمد، ما يعني أنها قد لا تُترجم إلى تغييرات دائمة في وعي الجمهور أو سلوكياته. كما أن الأساليب المثيرة للجدل قد تُضعف من مصداقية المؤسسات التي تستخدمها، خصوصاً إذا لم تُراع السياقات الثقافية والإنسانية الخاصة بالمجتمع المستهدف، ما يؤدي إلى تقويض الثقة بين الجمهور والمؤسسة القائمة على الحملة.وهنا، تصبح الصدمة وسيلة محفوفة بالمخاطر، حيث يجب استخدامها بحذرٍ شديد لتجنب آثارها الجانبية التي قد تفوق فوائدها، خصوصاً في القضايا الحساسة التي تتطلب تعاملاً إعلامياً دقيقاً.وانتقدت الدكتورة نهوند القادري بشدة الأسلوب الذي اعتمدته منظمة "كفى"، ووصفت اللجوء إلى استلهام أسلوب الجيش الإسرائيلي بأنه "سقطة أخلاقية". وأكملت في حديث مع "المدن": "أن تلجأ منظمة نسائية لحماية النساء اللبنانيات إلى تبني مفردات استخدمها العدو الإسرائيلي لترهيب السكان، يحمل دلالات تؤذي النساء أنفسهن. فهو يستعير لغة محتل مارس عنفاً خارج كل المواثيق الإنسانية".وأضافت القادري: "الإعلان الناجح يجب أن يُحاكي تطلعات الجمهور المحلي، ويأخذ بعين الاعتبار السياقات الثقافية والاجتماعية المحيطة". وأكدت أن مثل هذه الإعلانات قد يُعيد فتح جراح قديمة للنساء، خصوصاً من عايشن أحداث الحرب، بدلاً من تقديم دعم إيجابي يتماشى مع الرسالة الإنسانية للمنظمة.وفي خضم الجدل حول استخدام الصدمة كوسيلة لنشر الرسائل الإعلامية، يبرز "التثقيف الإعلامي" (Media Literacy) كبديل مستدام وفعال، ويهدف هذا النهج الإعلامي إلى تمكين الجمهور من فهم وتحليل الرسائل الإعلامية بوعي نقدي، وتجنب التأثر المفرط بالعواطف السلبية أو التكتيكات المثيرة.ويشجع التثقيف الإعلامي على تقديم محتوى يوازن بين الحقائق والتأثير العاطفي، ويعتمد على الإقناع العقلاني بدلاً من إثارة الصدمة. يمكن أن تساهم هذه المقاربة في تحقيق وعي مستدام حول قضايا العنف ضد النساء، مع احترام السياقات الثقافية والنفسية للجمهور.
ربما يفتح مثل هذا الإعلان نقاشاً مجتمعياً مهماً حول العنف ضد النساء، لكنه في الوقت ذاته يُبرز أهمية مراجعة الطرق والأساليب المستخدمة في إيصال الرسائل الإعلامية، مع التركيز على ثقافة إعلامية تُمثل بديلاً يعزز وعي المجتمع ويُحفزه على التفاعل البنّاء.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top