على مشارف انتهاء مهلة الستين يوماً على الموعد المقرر لإنسحاب القوات الإسرائيلية من القرى والبلدات التي يحتلها في جنوب لبنان، أعلنت إسرائيل رفضها الانسحاب بذريعة "أن الجيش اللبناني لم يف بالتزاماته". وبعد اجتماع مطول عقدة مساء أمس، قرر الكابينت الإسرائيلي "البقاء في المواقع التي يتواجد فيها الجيش الإسرائيلي في لبنان وهدد "برد قاس على أي خرق من حزب الله".ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل تطلب تأجيل انسحاب جيشها من لبنان شهراً إضافيًّا وتمديد اتفاق وقف النار كما نقلت القناة 14 الإسرائيلية أن "إسرائيل لن تنسحب حاليا من جنوب لبنان بسبب عدم تنفيذ الجيش اللبناني التزاماته" وقالت إن "المجلس الوزاري المصغّر أوضح أنّ الجيش الإسرائيلي سيحافظ على انتشاره الحالي جنوب لبنان"، وأضافت: "الجيش الإسرائيلي مستعدّ لأيّ سيناريو، وسيردّ بشكل قاسٍ وفوري على أي خروقات من حزب الله".
ومقابل الأجواء المتوترة التي سادت المناطق الحدودية، تحدثت معلومات عن استنفار للجيش اللبناني واليونيفل تحسباً للمشهد المرتقب فجر الأحد مع انتهاء المهلة.التوتر مجدداًويطرح هذا الموقف تخوفاً من إعادة استئناف العمليات العسكرية في جنوب لبنان وعلى الجبهة الشرقية من دون أن تعرف طبيعة المواجهات وحجمها، وبالتالي فإن التزام إسرائيل بنتفيذ الاتفاق بات في عهدة الراعي الأميركي، والديبلوماسية اللبنانية. وفي هذا الإطار أجرى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اتصالات مع كل من فرنسا والولايات المتحدة لحث إسرائيل على الانسحاب في المهلة المحددة في الاتفاق وتنفيذه كاملاً تجنباً لتدهور الأوضاع.
وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد تبلغ من رئيس لجنة وقف النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز عزم إسرائيل تمديد وجود قواتها في عدد من النقاط التي تتواجد فيها في جنوب لبنان وهو ما وجه برفض لبناني مطلق عبر عنه رئيس المجلس. وعلمت "المدن" أن بري أبلغ رئيس اللجنة أن الناس ستتوجه إلى قراهم يوم الأحد تزامناً مع الموعد المتفق عليه في الاتفاق.
واعتبر حزب الله في بيان أن عدم التزام إسرائيل بمهلة الستين يوماً هو يمثابة اعتداء على السيادة يستوجب من الدولة التحرك.
ويفتح القرار الباب على المواجهة في ظل تداعي سكان القرى التي يفترض أن تنسحب منها يوم الأحد، إلى دخول قراهم، بينما أعلنت إسرائيل استنفار جيشها تحسبا لما قد يحصل في اليوم التالي لتخلفها عن الانسحاب.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر قولها إن "المجلس المصغر قال إنّ إسرائيل تُنسّق وقف إطلاق النار بلبنان مع إدارة ترامب".مواصلة الانتهاكاتتزامن كل ذلك مع استمرار الانتهاكات الاسرائيلية وسجلت عملية توغل، عند منتصف الليل، لقوة إسرائيلية مؤللة داخل بلدة بني حيان وقامت بعملية تمشيط بالاسلحة الرشاشة، وسمعت اصوات الرصاص في المناطق المجاورة، قامت بعدها بإحراق عدد من المنازل. واستمر وجود هذه القوة منتشرة داخل احياء البلدة حتى ساعات الصباح، حيث تستكمل إحراق المنازل ومبنى بلدية بني حيان.
وفي المقابل، أكد الإعلام الإسرائيلي أن الجيش يستعد اعتباراً من يوم الأحد لإطلاق نار "رمزي" من قبل حزب الله باتجاه جبل دوف رداً على بقاء قوات الجيش في القطاع الشرقي.