وعادت حليمة الى عادتها القديمة، وكأن البلد يعيش رفاهية خسارة الوقت والفرص ما يدفع الى التساؤل هل على الخارج دائماً ان يتدخل لتنتظم الامور وكم من فرصة اضاعها القيمون على البلد من اجل مصالحهم الخاصة وحصصهم ومكتسباتهم؟.
الى نقطة الصفر عاد امر تشكيل حكومة نواف سلام الاولى والمكلف بـ٨٤ صوتاً وبأكثر من وعد بعدم العرقلة الا ان الوعود ذهبت ادراج الرياح ولا يزال الأخذ والرد ومبدأ المحاصصة والمكتسبات وعدد الحقائب ونوعيتها موضع جدل ما يؤخر التأليف.
ويكشف سياسي مخضرم ل ان الامل بتشكيل حكومة وازنة وموزونة ومتماسكة ومن اصحاب الاختصاص يتضاءل يوماً بعد يوم في ظل التعقيدات التي تظهرت والتمسك بحقائب معينة من قبل اكثر من حزب فاعل، معتبراً ان الافرقاء كافة لم يتعظوا ولا زالوا يعملون وفق مبدأ “من بعدي الطوفان” بدل تسهيل عملية التشكيل ويتظاهرون في العلن بأنهم مترفعون.
ويضيف ان الاستحقاق الرئاسي تم بضغط خارجي وكذلك عملية التكليف لتشكيل الحكومة ويا ليت الضغوط استمرت واتت الحكومة معلبة لانه على ما يبدو لم نصل الى سن الرشد في العمل السياسي ولا تزال التوازنات السياسية والطائفية ومعها الكيدية والمحاصصة والتباينات السياسية هي السائدة ناهيك عن محاولات الالغاء وتظهير غلبة فريق على اخر وتسجيل انتصارات وهمية فيما الخسارة الاكبر تطال كل مواطن لبناني وكل تأخير في وضع البلد على السكة الصحيحة يؤدي الى اعادة البلد الى دوامة التخبط والانهيار وهروب الاستثمارات ويأس الدول واعتبارها ان وضع لبنان ” فالج لا تعالج”.
وحول اسباب وعوائق تأخير ظهور التشكيلة الوزارية يرى السياسي المخضرم ان الاسباب متعددة منها سعي بعض القوى النيابية الى تضخيم حجمها ومطالبتها بحقائب محددة ومنها حصر بعض الوزارات بطوائف معينة، ومنها محاولة كسر فريق، ومنها الحديث عن الميثاقية، ناهيك عن موضوع وزارتي المالية والطاقة من دون نسيان عملية توزيع الوزارات السيادية على الطوائف، ومنها ايضاً اسماء الوزراء الذين سيتولون الحقائب وضرورة ان يكونوا من اصحاب الاختصاص.
شروط ومطالب وتعقيدات لا زالت تعيق تشكيل الحكومة التي كان من المتوقع ان تبصر النور هذا الاسبوع ولكن على ما يبدو تم ترحيلها الى الاسبوع المقبل وربما الى الاسبوع الذي يليه اذا استمرت المزايدات والمقايضات ليبقى السؤال في حال تشكلت ماذا عن بيانها الوزاري وهل ستنال ثقة المجلس النيابي؟.
The post شروط ومطالب وتعقيدات تعيق تشكيل الحكومة!.. حسناء سعادة appeared first on .