يستعد نازحو محافظات غزة والشمال، للعودة إلى منازلهم في شمال القطاع، ابتداءً من يوم الأحد المقبل، فيما تبدأ المرحلة الثانية من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بعد غدٍ السبت، في ظل استمرار انتشال جثامين الشهداء من بين الركام، وكذلك دخول المساعدات إلى القطاع المدمّر.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الخميس، أن إسرائيل بصدد تسلّم أسماء 3 مجندات ومدنية، محتجزات في قطاع غزة، من حركة حماس، تمهيداً لإطلاقهن السبت، ضمن المرحلة الثانية من صفقة التبادل. ووفقاً للجدول الزمني، من المقرر أن يتم، بعد ظهر السبت، تسليم الأسيرات الأربع المحتجزات إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومن ثم نقلهن إلى قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ومن المقرر أيضاً أن تتسلم إسرائيل، في اليوم نفسه، القائمة الكاملة التي تعهدت حماس بتسليمها، والتي تتضمن الأسرى الأحياء والموتى، ضمن بقية الـ33 أسيراً الذين سيطلق سراحهم في المرحلة الأولى من الاتفاق.
وفي السياق، قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن الوزير ماركو روبيو، تحدث مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، للتأكيد على دعم واشنطن لحليفتها، كما تناولا ملفي إيران والأسرى الإسرائيليين في غزة.
انسحاب كامل من فيلادلفيا
وأكدت مصادر مصرية مطلعة على الوساطة بين فصائل المقاومة الفلسطينية، وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، لـ"العربي الجديد"، أنّ اتفاق غزة يشمل انسحاباً كاملاً لجيش الاحتلال من ممر صلاح الدين (فيلادلفيا)، المتاخم للحدود المصرية، على الرغم من عدم تنفيذ هذا البند حتى اليوم. وكشفت المصادر، أنه عقب التأكد من جدية الطرف الإسرائيلي في شأن المضي قدماً في تنفيذ كافة استحقاقات اتفاق غزة وعدم العودة للحرب مجدداً تحت أي ذريعة، فإنه ستبدأ على الفور اجتماعات متعلقة بإجراءات أمنية بين فرق مصرية وأميركية وإسرائيلية معنية بضمان أمن الحدود المشتركة بين مصر وقطاع غزة وعدم استخدامها في عمليات تهريب الأسلحة إلى المقاومة.
انتشال جثامين وخروقات
ويأتي ذلك، فيما تواصلت عمليات البحث عن المفقودين في مناطق قطاع غزة المختلفة، في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية للاتفاق. إذ سقط شهيدان، اليوم الخميس، في قصف استهدف مجموعة من الأشخاص في غرب مدينة رفح. في حين، أُعلن، اليوم، عن استشهاد شاب متأثرا بجراح أصيب بها أمس الأربعاء، جرّاء إطلاق نار من مسيّرة إسرائيلية في مخيم الشابورة وسط رفح.
في غضون ذلك، أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة، اليوم الخميس، عن انتشال رفات 170 شهيداً منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في القطاع. لترتفع بذلك حصيلة العدوان، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 47 ألفاً و282 شهيداً، و111 الفاً و472 مصاباً، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، مشيرة إلى أن مستشفيات القطاع، استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية 122 شهيداً، بينهم 120 تم انتشالهم من تحت الركام، بالإضافة إلى 306 مصابين بجراح متفاوتة.
وأعلن مستشفى العودة، ان جيش الاحتلال، شنّ على امتداد الحرب، 520 هجوماً على المستشفيات في القطاع، واستهدف أكثر من 100 فريق إسعاف، واعتقل 2260 من الطواقم الطبية، فيما استشهد 6 من العاملين في المستشفى في تل الزعتر، أثناء حصاره من الاحتلال.
وفي سياق الخسائر أيضاً، أكدت بلدية غزة، اليوم الخميس، أن نقص عدد الآليات يتسبب في حالة عجز كبير في تقديم الخدمات الأساسية، بعد تدمير الاحتلال نحو 133 آلية بنسبة تزيد عن 80% من عدد آليات البلدية، لاسيما الآليات الخاصة بجمع النفايات ومعالجة الصرف الصحي وآليات فتح الطرق والشوارع التي دمرها الاحتلال.
وأوضحت أن مئات الشوارع مغلقة ومدمرة في المدينة، وكذلك هناك تدمير كبير وهائل في البنية التحتية لاسيما شبكات المياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى وجود كميات كبيرة من النفايات في الشوارع والمكبات الفرعية وتحتاج لآليات بشكل عاجل لفتحها وتسويتها لتسهيل حركة المواطنين عبرها.
عودة النازحين
وفي ما يتعلّق بعودة النازحين، أعلن المكتب الحكومي في قطاع غزة، في بيان، اليوم الخميس، أن العودة ستبدأ الأحد المقبل، مشيراً إلى أن المواطنين سيتمكنون من الانتقال من خلال شارع الرشيد مشياً على الأقدام فقط، ومن مفترق الشهداء نتساريم - شارع صلاح الدين (بالمركبات فقط بعد تفتيشها بواسطة جهاز الكشف بالأشعة السينية X-RAY)، وذلك بدءُا من الأحد 26 كانون الثاني/ يناير الحالي.
ولفت البيان، إلى أنه "اعتبارا من اليوم الـ22 للاتفاق أي من 8 شباط/ فبراير المقبل، سيتم السماح بالانتقال في كلا الاتجاهين (من الجنوب والوسطى إلى الشمال والعكس) مشياً على الأقدام من خلال مفترق الشهداء نتساريم، بالإضافة إلى استمرار حركة المواطنين من شارع الرشيد (البحر).