لليوم الثالث على التوالي، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، عمليته العسكرية التي أسماها "السوري الحديدي"، في جنين ومخيمها، في الضفة الغربية المحتلة، موقعاً المزيد من الشهداء والجرحى، ومخلفاً دماراً هائلاً في المنازل والبنى التحتية في المدينة، ومجبراً المئات من مخيم جنين، على النزوح تحت تهديد السلاح، بعد ان قام بقطع الكهرباء عن المخيم ومحيطه، ودفع، منذ فجر وصباح اليوم، بتعزيزات عسكرية إلى جنين ومخيمها.
ومنذ صباح اليوم الخميس، نفذت قوات الاحتلال اقتحامات ومداهمات واسعة في مناطق مختلفة من الضفة، تخللتها مواجهات واعتقالات طالت عدداً من الفلسطينيين، ردّت عليها المقاومة بتفجير عبوات ناسفة بالآليات المقتحمة.
حصار كامل
وفرض جيش الاحتلال حصاراً كاملاً على مدينة جنين وأغلق مخيمها، وأسفر العدوان على عموم جنين ومخيمها، حتى صباح اليوم الخميس، عن 13 شهيداً، بينهم طفل، وأكثر من 50 إصابة بجراح متفاوتة بينها خطيرة، وفق مصادر طبية فلسطينية رسمية.
وقال مدير مستشفى "الرازي" في جنين فواز حماد، إن معظم الإصابات برصاص الاحتلال الإسرائيلي، التي تصل المستشفى إما خطيرة أو بالغة الخطورة، مبيناً أن هنالك إصابتان خطيرتان جرّاء الاشتباكات أمام المستشفى.
وأحرقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدداً من منازل المواطنين في مخيم جنين، فيما حولت منازل أخرى إلى ثكنات عسكرية. وأرغمت مئات العائلات الفلسطينية على الخروج من المخيم، وعمدت إلى إخضاع الفلسطينيين لإجراءات تفتيش مشددة، منها تعرية الشبان تماماً، وأفادت مصادر محلية بـدوي انفجارين كبيرين سمعا في مخيم جنين" فيما دفع الاحتلال المزيد من التعزيزات العسكرية والجرافات إلى أطرافه.
واعتقلت قوات الاحتلال 11 شخصاً، بينهم والدتا شهيدين، وواصلت جرافاته تدمير البنى التحتية ومدخل المستشفى الحكومي في جنين، كما حاصرت مستشفيات المدينة، وقيّدت حركة الطواقم الطبية.
كما اقتحم جنود الاحتلال، المبنى الذي يتواجد فيه مكتب تلفزيون فلسطين، في مدينة جنين، بعد إبلاغ الطاقم بمنع التلفزيون من التصوير وتغطية العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها.
وقال جيش الاحتلال، إنه اغتال المطاردين محمد أبو الأسعد وقتيبة الشلبي، بعد اشتباك مسلح استمر لساعات عدة، في بلدة برقين غرب جنين، واحتجز جثمانيهما، وأضاف أنه قضى مع "الشاباك"، على منفذي عملية الفندق في قلقيلية، التي أسفرت عن مقتل 3 مستوطنين، بينهم شرطي. واعترف بإصابة جنوده خلال العملية، في بلدة برقين غرب جنين أمس الأربعاء.
تهجير سكان مخيم جنين
وأكد محافظ جنين كمال أبو الرب، أن المئات من سكان مخيم جنين، في شمال الضفة الغربية المحتلة غادروا منازلهم، اليوم الخميس، بعد تهديدات أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر مكبرات صوت ثبتت على طائرات مسيّرة، مطالباً بالإخلاء.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال، قطعت الكهرباء عن مخيم جنين وأجزاء واسعة في محيطه، الأمر الذي أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مستشفى جنين الحكومي وابن سينا.
وأكد أبو الرب أن الاحتلال، يمنع وصول الوقود إلى المستشفيات لاستعماله في تشغيل المولدات الكهربائية، لافتاً إلى أنه يتم العمل بالوقود المتوفر حالياً في مولدات المستشفيات، وتجري محاولات لإدخال المزيد من الوقود حتى لا يتم قطع الكهرباء عن غرف الطوارئ وقسم غسيل الكلى والحضانات.
المقاومة تكمن بالعبوات
في المقابل، أعلنت المقاومة الفلسطينية، في مخيم جنين، لا سيما "سرايا القدس" و"كتائب القسام"، أنها تتصدى للعدوان، وقالت إنها فجّرت عبوات ناسفة في آليات الاحتلال العسكرية، و"أمطرت" جنود الاحتلال، بالرصاص في أكثر من محور.
وقالت كتائب القسام إن عناصرها يخوضون اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال بالأسلحة الرشاشة والقنابل المحلية الصنع في بلدتي عرابة وفحمة غرب جنين.
وذكرت، في بيان، أن "مجاهديها تمكنوا من تفجير عبوة بجرافة إسرائيلية عسكرية، قرب سينما جنين، وسط المدينة"، وخاضوا اشتباكات ضارية مع قوات العدو بالأسلحة الرشاشة والقنابل محلية الصنع، غربي جنين.
من جهتها، قالت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، في بيان: "تمكن مقاتلونا من تفجير عبوة ناسفة موجهة من نوع سجيل بآلية عسكرية في محور الجلبوني محققين إصابات مؤكدة"، مشيرة إلى أنه تم إيقاع قوات الاحتلال وآلياتها في كمائن عدة.
إعدامات ميدانية
في غضون ذلك، قال نادي الأسير الفلسطيني، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفذ إعدامات ميدانية في جنين ومخيمها، مشيراً إلى اعتقال 25 فلسطينياً الليلة الماضية وفجر اليوم الخميس، في الضفة الغربية.
وأوضح، في بيان، اليوم الخميس، أن حملات الاعتقال والتحقيق الميداني انتقامية وعقاب جماعي للفلسطينيين لتقويض المقاومة، كاشفاً أن بين المعتقلين، سيدة وأسرى سابقون.
ولفت النادي، إلى أن الجيش الإسرائيلي، "شن حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات في مدينة جنين ومخيمها، يرافقها عمليات تدمير للبنية التحتية، وتنكيل وتخريب وعمليات إعدام ميدانية"، مشيراً إلى أن "عمليات الاعتقال توزعت على محافظات الخليل (جنوب)، ونابلس وطولكرم (شمال)، ورام الله والقدس (وسط)".