أيامٌ قليلة تفصلنا عن موعد انتهاء مهلة الشهرين المنصوص عليها في إتفاق وقف إطلاق النار بين الدولة اللبنانيّة وإسرائيل. شهران كاملان أطلق خلالهما حزب الله "ورشة" ميدانية لإعادة إعمار المناطق المُدمّرة والتعويض على الأهالي بمبالغ ماليّة. فالضاحية الجنوبية نفضت غبار الصواريخ الإسرائيليّة عن المباني المتضررة تمهيدًا لترميمها كما أنها بدأت تتجهز لإعادة بناء الأبنية المُدمّرة.280 ألف وحدة سكنية متضررة وحسب مصادر "المدن"، فإن حزب الله كشف على 280 ألف وحدة سكنيّة متضررة في مختلف الأراضي اللبنانيّة منذ تاريخ وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، و75 ألف وحدة سكنية متضررة في الضاحية الجنوبية فقط. وهو مسح ميدانيّ لجميع الشقق المتضررة يهدف لتدوين الأضرار داخلها وتقدير التكلفة الماديّة اللازمة لإعادة ترميمها وإصلاحها، أما المسح الُمتعلق بالمباني المهدمة بشكل كامل، فوصل عددها 45 ألف وحدة سكنية في لبنان، وهذا يعني أن عدد المباني المُدمرة في مختلف الأراضي اللبنانيّة بلغ عددها حتى الساعة 45 ألف وحدة سكنية ومن المؤكد أن يرتفع هذا العدد خصوصًا أن هناك مناطق في جنوب لبنان لم يتمكن أهاليها من الدخول إليها بعد. أي أن هناك حوالى 45 ألف عائلة في لبنان خسرت منازلها بسبب العدوان الإسرائيليّ.
للتفصيل أكثر، في منطقة برج البراجنة بلغ عدد المباني المتضررة بشكل كبير 77 مبنى، حيث من المفترض خلال المرحلة المقبلة هدم هذه المباني بشكل جزئيّ لترميمها أو بشكل كامل لإعادة بنائها من جديد. أما المباني المهددة بالسقوط والتي يستدعي هدمها بالكامل فيبلع عددها 10 مبانٍ، وهناك عدة مراحل يفترض المرور بها قبل الإعلان عن انتهاء مرحلة الإعمار.مراحل إعادة الاعمارالمرحلة الأولى تتضمن الكشف على كل الأضرار الميدانية، بما فيها الشقق السكنية والمصالح الفردية والمؤسسات، المرحلة الثانية هي رفع الأنقاض والردم من الطرقات، المرحلة الثالثة هي تجهيز الخرائط والملفات القانونيّة المتعلقة بأصحاب الشقق السكنية، أما المرحلة الأخيرة فهي البدء بإعادة إعمار كل الوحدات السكنية المدمرة والمتضررة وتصليح الطرقات.
وحسب معلومات "المدن" فإن حزب الله حاليًا بدأ بالمرحلة الثانية. وتؤكد مصادر مُتابعة لمرحلة إعادة الإعمار إلى أن المدة المُتوقعة لإعادة الضاحية الجنوبيّة كما كانت عليه قبل بدء الحرب الإسرائيلية على لبنان لن تكون قصيرة، بسبب تعرض المنطقة للكثير من الغارات الإسرائيليّة، وهذا الأمر قد يستغرق كحد أدنى ثلاث سنوات متواصلة من العمل اليوميّ، ومن المتوقع أن تمتد المرحلة لفترة خمس سنوات.
أما في منطقة المريجة التي تعرضت لأيام متواصلة من القصف الإسرائيليّ، فإن عدد المباني المُهدمة بلغ حوالى 40 مبنى، وهناك أضرار جديدة تلحق بالمباني المُلاصقة للأبنية التي يتوجب هدمها لكونها تشكل خطرًا على حياة السكان، ما يعني أن عدد المباني المتوقع هدمها قد يرتفع خلال الأسابيع المقبلة. يُذكر أن قرار هدم أي مبنى سكنيّ يحتاج لإذن من الدولة اللبنانيّة. لذلك، ووفقًا لمصادر "المدن"، ففي الضاحية الجنوبية لم يهدم بعد أي مبنى سكني، وقد أبلغ جميع أصحاب الشقق السكنية بضرورة إخلاءها وعدم الاقتراب منها حفاظًا على سلامتهم، لكن هناك حوالى 10 مبانٍ تعرضت للسقوط المفاجئ بعد انتهاء الحرب.
من جهتها، باشرت بلدية المريجة بتجهيز الخرائط الهندسيّة للمرحلة المقبلة. وتعمل البلديات، حالياً، على إزالة الردم من الطرقات، وتنفذ اجتماعات لأعضاء البلدية في غرفٍ خاصة داخل مدرسة في المنطقة، بعد أن تعرّض مبنى البلدية للتدمير خلال أيلول الماضي، ففقدت الوثائق والمستندات الخاصة بأهالي المنطقة ويتم العمل من جديد على تجميع المعلومات لإعادة تجهيز هذه المستندات.