2025- 01 - 23   |   بحث في الموقع  
logo ميقاتي: حكومتنا تخطت كل الصعوبات التي واجهها لبنان.. logo المطران تابت: يجب أنّ تكون وزارة الماليّة للمسيحيين قبل أنّ تكون لأيّ أحد آخر logo الحلبي: النظام التعليمي في لبنان بألف خير logo الدفاع المدني: إجراءات ميدانية للكشف على المباني والمنشآت والمستودعات والمولدات الكهربائية logo الاحدب زار المفتي امام: نتمنى أن تمثل طرابلس بوزير مؤمن بقضاياها logo المركزي السوري يجمد حسابات الموالين و"القاطرجي"..هل فشلت المفاوضات؟ logo الاخبار باللغة الفرنسية على تلفزيون لبنان logo الكرملين أعلن استعداده لحوار “باحترام متبادل” مع ترامب
افتتاحية “الجمهورية”: خلط أوراق التأليف والتمسّك بنهج جديد والسعودية لتنفيذ الإصلاحات قبل إعادة التفاعل مع لبنان
2025-01-23 10:55:44

لا خيار أمام رئيس الجمهورية جوزاف عون والرئيس المكلّف نواف سلام سوى إحداث صدمة إيجابية من خلال تأليف حكومة جديدة تضمّ شخصيات كفوءة مؤمنة بمشروع إنقاذ لبنان وإعادة بناء الدولة وتنفيذ الإصلاحات، معتمدين على الزخم الدولي والعربي المؤازر لانهاض لبنان.

وكشف مرجع سياسي لـ”الجمهورية” أمس، أنّ المبالغة في طلبات الأحزاب والتيارات وتصوير عملية التشاور مع الرئيس المكلّف وكأنّ هناك اتجاهاً للعودة إلى المحاصصة وتقاسم الوزارات كمغانم، سلبيّتان تعوقان تأليف الحكومة وتحبطان اللبنانيّين المتأمّلين بنهج جديد لبناء الدولة وتحقيق الإصلاحات، ما دفع الرئيس سلام إلى الانتفاض في وجه التسريبات والضغوط وقلب الطاولة على محاولات إحراجه والضغط عليه. ويضيف المرجع، أنّه أُعيد خلط أوراق التأليف بعدما تمّ التفاهم بين عون وسلام على ضرورة التمسك باعتماد نهج جديد في مسار تشكيل الحكومة، حتى لو اتخذت المشاورات وقتاً إضافياً.

وفي هذا السياق، أكّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمس على ضرورة “الترفّع عن كل الصغائر ليتمّ تأليف الحكومة لتنطلق عجلة العمل”، وأنّ من أهم أهداف الاستعجال في تشكيلها هو الإسراع في إعادة إعمار المناطق التي تضرّرت في العدوان الإسرائيلي.

وشدّد على أهمية دور المجلس الدستوري في صيانة الدستور، معتبراً أنّه “لولا دور القضاء لأصبحنا في شريعة الغاب”. كما أكّد تصميمه على المضي قدماً في إقرار قانون استقلالية القضاء، منبّهاً إلى ضرورة أن يقتنع كل قاضٍ بأهمية هذه الاستقلالية، وأن يعمل القضاة وفق قناعاتهم تجاه المصلحة العامة لا وفق المصلحة الشخصية.

كواليس التأليف

أكّدت مصادر متابعة لعملية التأليف لـ”الجمهورية” أنّ الأمور “ليست بالسوء الذي يتمّ تظهيره في الإعلام، هناك عراقيل صحيح لكنّها غير مستعصية وقابلة للحل، وهي تحتاج إلى مزيد من الوقت والتواصل”. وكشفت أنّ “المشكلة الحالية هي لدى فريق “القوات اللبنانية” الذي يطمح لحصة وازنة أكثر من الأفرقاء الآخرين، من منطلق أنّهم الكتلة المسيحية الأكبر وأنّهم يستغلون التحوّلات التي اعتبروها لصالحهم، ومن الطبيعي برأيهم أن تكون لهم في الحكومة حصة الأسد بحسب حساباتهم”، لكن في الحقيقة تقول المصادر، إنّ الفريق المسيحي “كله زعلان”، ويريد تمثيلاً أكبر من المتاح أو المعروض عليهم…

واستغربت المصادر الكلام عن تأخير في التأليف، فالرئيس سلام لم يمضِ على تكليفه عشرة أيام بعد، وهو لا يزال في فترة أكثر من طبيعية، خصوصاً في ظل التركيبة السياسية والطائفية المعقّدة في لبنان.

واستفسرت “الجمهورية” من فريق الثنائي الحديث عن عرقلة بسبب إصراره على المالية، فأكّد مصدر بارز فيه أنّ هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، والاجتماعان اللذان عُقِدا مع الرئيس المكلّف كانا إيجابيَّين جداً وانتهى التواصل إلى اتفاق على الحقائب السيادية والباقي لا مشكلة فيه على الإطلاق.

وقال المصدر: “نحن أكّدنا للرئيس سلام أنّنا مُسهّلون لعملية التأليف وأنّنا منفتحون على أي تعديل يراه مناسباً في توزيع الحقائب المطروحة علينا”، نافياً أن يكون الرئيس المكلّف قد اتصل مجدّداً، مُعلِناً الرجوع عن الاتفاق أو البحث مجدّداً بحصة الثنائي وحقهم بالتمثيل في الوزارات السيادية.

وأكّد أنّ العلاقة معه ممتازة. وهناك اتفاق مبدئي منجز، ونحن قلنا له من البداية إننا لن نقف عقبة طالما التأليف يحترم القواعد التمثيلية وفيه عدالة في المعايير المتبعة.

وزير الخارجية السعودي

إلى ذلك، يزور وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود لبنان، اليوم الخميس، في أول زيارة يقوم بها أكبر ديبلوماسي سعودي إلى بيروت منذ 15 عاماً، وأفادت مصادر ديبلوماسية لـ”الجمهورية” أنّ “الزيارة ترتدي أهمية كبيرة وستكون مناسبة للتأكيد على ضرورة أن تُترجم التغييرات السياسية في لبنان إلى إصلاحات حقيقية، وأهمية التزام لبنان بمسار الإصلاح والتطلّع إلى المستقبل”.

وأكّدت المصادر أنّ “السعودية تشجع على تشكيل حكومة مستقلة عن الطبقة السياسية التقليدية، وأنّها بصراحة ستراقب من كثب تنفيذ الإصلاحات قبل إعادة تعزيز التفاعل مع لبنان”.

وتعكس زيارة الوزير السعودي التحوّلات السياسية الهائلة في لبنان والمنطقة بعد الحرب على لبنان، وتضاؤل نفوذ إيران وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا. ومن المتوقّع أن يلتقي بن فرحان الرئيس جوزاف عون والرئيس نواف سلام. كما يزور وزير الخارجية الكويتي لبنان غداً.

مواكبة “الخماسية”

وفي جرعة دعم للعهد والرئيس المكلّف، استضاف سفير مصر لدى لبنان علاء موسى اجتماعاً لسفراء اللجنة الخماسية أمس، حيث عُرضت المستجدات في الوضع اللبناني. وقال السفير المصري في حديث لتلفزيون “الجديد”: “لا للضغط على رئيس الحكومة المكلّف القاضي نواف سلام، فليأخذ وقته في تشكيل حكومة متجانسة تترجم خطاب القسم للرئيس عون، والأمور تسير بشكل جيد”.

وشدّدت على ضرورة دعم العهد والحكومة المقبلة وعدم فرض شروط على الرئيس المكلّف وعدم احتكار وزارات على أي من الأطراف. وأكّدت “الخماسية” على وحدة موقفها من الاستحقاقات السياسية الداخلية والتنسيق في القضايا المشتركة المتعلقة بدعم لبنان ومتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من الجنوب.

“القوات اللبنانية” لـ”الجمهورية”

وفي السياق، قالت مصادر “القوات اللبنانية” لـ”الجمهورية”، إنّ تأليف الحكومة يشكّل الحلقة الثالثة بعد انتخاب العماد جوزاف عون وتكليف الرئيس نواف سلام، ويجب أن تُتوِّج هذه الحلقة المسار الجديد الذي دخله لبنان مع إنهاء النفوذ الإيراني وعودة لبنان إلى حضن الشرعيتَين العربية والدولية، وإحياء مشروع الدولة الذي تجمّد منذ الانقلاب على اتفاق الطائف بدءاً من اغتيال الرئيس رينيه معوّض.

وقالت مصادر “القوات” لـ”الجمهورية”، إنّ الحكومة الجديدة يجب أن تُشكّل قطعاً مع المرحلة السابقة بوضع حدّ لثلاث لاءات أساسية:

لا لعرقلة مشروع الدولة من الآن فصاعداً، لا لسياسات تعطيلية من قبيل الثلث المعطِّل والتذرّع بالميثاقية التي تمّ تحويرها وتشويهها باعتبار أنّ الميثاقية طائفية لا مذهبية، ولا لسلاح خارج الدولة والدفع قدماً لتطبيق الدستور والقرارات الدولية.

واعتبرت المصادر أنّ الأولوية في المرحلة المقبلة مثلثة الأضلع: استكمال المسار السيادي، ترسيخ الاستقرار السياسي والمالي وإعادة ضخّ الأموال في شرايين الدولة لإعادة الإعمار وطَي صفحة الإنهيار ونقل لبنان للإزدهار، والضلع الثالث إعادة الإعتبار لدور الدولة وهيبتها وحضورها.

وقالت المصادر لـ”الجمهورية”، إنّ مسار التأليف هو مسار سرّي وتتابعه “القوات” بالتنسيق والتواصل مع الرئيس المكلّف، وتعتبر أنّ المنحى العام للأمور هو منحى إيجابي، ولن تفصح عن السياق التفاوضي إلّا في الوقت المناسب، وتأسف للضخّ غير الصحيح الذي تقوم به الممانعة لتغطية عرقلتها ومطالبها التي تنتمي إلى مرحلة انتهت، فقطار الدولة انطلق ومن يريد الالتحاق به عليه أن يسلِّم بشروط الدولة وإلّا الخروج منه، وأمّا عرقلة هذا القطار فلم تعد ممكنة.

“الثنائي”: لا نعطل بل نسهّل

في المقابل، ورداً على بيان “القوات اللبنانية” الذي جاء فيه “عشية كلّ استحقاق تعود “حليمة إلى عادتها القديمة”، وحليمة هي الممانعة، وعاداتها القديمة، هي التعطيل والعرقلة واتهام الآخرين زوراً بما تمتهنه وتقوم به…”، قال قيادي في الثنائي الشيعي لـ”الجمهورية”: “نحن وبالمعطيات الصلبة كنا أكثر الكتل تسهيلاً لمهمّة الرئيس المكلّف، أمورنا واضحة ولا تعقيدات من جهتنا كثنائي وطني، واتهامنا بالتعطيل ليس صحيحاً. أمّا التمسك بوزارة المالية فيأتي في إطار التوازنات الوطنية، خصوصاً أنّ الطائفة الشيعية ليس لديها توقيع على المراسيم”.

وأضاف القيادي: “يتهموننا بالابتزاز، فليقولوا ماذا أخذنا. نحن حريصون على التمسك بالتوافق الوطني، خصوصاً في هذه المرحلة، وباتفاق الطائف والدستور. ونحن مع كل ما يسهّل انطلاق قطار التأليف والدولة تحت سقف السيادة والإصلاح”.

وأشار القيادي إلى أنّ الأمين العام الجديد لـ”حزب الله” تحدّث في خمسة خطابات متتالية عن بناء الدولة، وبالتالي الثنائي لن يعرقل ولن يعطل لا بل سيسهل”.

إنسحاب إسرائيل

وقبيل 4 أيام على انتهاء مهلة الـ60 يوماً، لانسحاب العدو الإسرائيلي من لبنان، نفّذ جيشه أمس عمليات نسف وتفجير في عدد من البلدات الجنوبية، طالت عيتا الشعب ومركبا والطبية وحولا، كما أحرق عدداً من المنازل ما خلّف دماراً واسعاً.

وفي المقابل، أنجز الجيش اللبناني أمس انتشاره في منطقة العرقوب بالتنسيق مع قوات “اليونيفيل”، بحيث تمركزت آليات مدرّعة ودبابات في مرتفعات بلدة كفرشوبا وصولاً حتى بركة بعثائيل، كما شمل الانتشار بلدات كفرحمام وراشيا الفخار. وسبق ذلك انتشار للجيش في الطرف الشرقي لبلدة شبعا، واستقبل أهالي كفرشوبا الجيش بالزغاريد والأرز. كما سمح الجيش اللبناني لعدد من أهالي البياضة وشمع وعلما الشعب والناقورة بزيارة بلداتهم.

ورداً على سؤال عن عدم وجود مؤشرات إلى انسحاب إسرائيلي في المهلة المحدّدة، كشف مسؤول كبير لـ”الجمهورية” أنّ المعلومات والتقديرات أنّ الإسرائيلي الذي انسحب من المعركة الأساسية في غزة لن يبقى في لبنان، أمّا في حال أخّر انسحابه فهذا يكون برسم الدولة اللبنانية واللجنة الخماسية ولجنة المراقبة والدول الضامنة.




Saada Nehme



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top