قال مسؤولون أميركيون، اليوم الأربعاء، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، بدأت العمل على المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فيما أعلن مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أنه سيتوجه إلى إسرائيل، للمشاركة مع فريق التفتيش في محور فيلادلفيا.
يأتي ذلك، في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية للاتفاق، إذ استشهد فلسطيني وأصيب آخرون، اليوم الأربعاء، برصاص الاحتلال في مدينة رفح جنوبي القطاع، فيما استمر دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ويتكوف سيراقب الاتفاق
وقال ويتكوف، إنه ستوجه إلى إسرائيل للمشاركة مع فريق التفتيش في محور فيلادلفيا، وللتأكد من أن تنفيذ الاتفاق يسير على ما يرام، مشدداً على أن تنفيذ الاتفاق أصعب من التوصل إليه، وأضاف "سننتقل إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، إذا سارت الأمور على ما يرام".
في غضون ذلك، نقل موقع صحيفة "بوليتيكو" الأميركية عن مسؤولين في إدارة ترامب ومستشارين في الحزب الجمهوري، قولهم إنهم يعملون بجد على المرحلة التالية من المحادثات، لكنهم اعترفوا بأنهم يواجهون طريقاً صعباً في المستقبل.
وقال أحد المسؤولين: "ما تركه لنا (جو) بايدن هو نهاية البداية، وليس بداية النهاية". ووفقاً للصحيفة، فإنّ المهمة الصعبة الآن، تتمثل في كيفية تحويل وقف إطلاق النار الأولي لمدة ستة أسابيع إلى وقف أكثر ديمومة، فضلاً عن طريقة تأمين إطلاق سراح أكثر من 60 محتجزاً إسرائيلياً وأجنبياً، لم توافق حركة حماس بعد على إطلاق سراحهم، بالإضافة إلى كيفية مساعدة ترامب لإسرائيل "على الوفاء بتعهّدها بتدمير حماس بالكامل".
أولوية التطبيع
وشدد المسؤولون، من جانب آخر، على أنّ فريق ترامب الجديد، سيعطي الأولوية للجهود الرامية إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية. وكشفوا عن أن مستشار الأمن القومي مايك والتز، ووزير خارجية ترامب الجديد ماركو روبيو، سيشاركان بشكل مباشر في الأمر على الفور تقريباً. وقالت الصحيفة إن مهمة التطبيع، ستنتقل إلى "فريق ترامب الجديد في الشرق الأوسط"، بما في ذلك ستيف ويتكوف، ونائب المبعوث مورغان أورتاغوس، وإريك تريغر، المدير الأول الجديد إلى الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي.
خروقات الاحتلال
وواصلت قوات الاحتلال خروقاتها للاتفاق، إذ استشهد فلسطيني وأصيب آخرون، اليوم الأربعاء، برصاص الجيش في مدينة رفح جنوبي القطاع، فيما أُعلن عن شهيد وجريحين جرّاء انفجار عبوة من مخلفات العدوان، شمالي القطاع.
وفي إطار البحث عن المفقودين، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، أن ما تم انتشاله، منذ تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، الأحد الماضي، بلغ 153 جثماناً.
بدورها، قالت وزارة الصحة في القطاع، إن حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية، ارتفعت إلى 47 ألفاً و161 شهيداً و111 ألف و166 جريحاً، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ومع بدء النازحين بالعودة، بدأ حجم الدمار في شمال القطاع بالظهور، حيث اتضح أن حرب الإبادة دمرت 80% من محافظة شمال القطاع، بحسب ما أفاد قال وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان في قطاع غزة ناجي سرحان.
وقال سرحان: "نتوقع عودة نازحي مدينة غزة والشمال من وسط وجنوب القطاع خلال الأسبوع المقبل- بموجب اتفاق وقف إطلاق النار- ما يزيد الأعباء الإنسانية".
ودعا سرحان المؤسسات الدولية والإقليمية إلى التحرك العاجل لتلبية احتياجات النازحين، لأن إعادة إعمار شمال القطاع، ستحتاج إلى جهود جبارة ودعم دولي.من جهتها، قالت سلطة المياه الفلسطينية في رام الله إن "دماراً كبيراً لحق بقطاع المياه والصرف الصحي في شمال غزة" وتسبب في "انهيار كامل لمنظومة تزويد المياه في شمال غزة"، مشيرة إلى أنها تعمل على تشغيل عدد من آبار المياه، وأوضحت أن "نتائج عملية المسح كشفت وجود دمار هائل في المناطق الشمالية، حيث تم تدمير أكثر من 70% (من قطاع المياه) بشكل كامل، منها حوالى 25 بئر مياه".
جاء ذلك، في وقت واصلت فيه شاحنات المساعدات، الدخول إلى قطاع غزة. إذ أفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 2400 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية، دخلت إلى القطاع منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، بينها 897 دخلت أمس الثلاثاء.
وفي سياق خسائر الجانب الإسرائيلي، اعترف جيش الاحتلال، اليوم الأربعاء، بتكبّد خسائر بشرية كبيرة خلال الحرب، معترفاً بمقتل 86 جندياً وضابطاً من لواء "غفعاتي" وحده.