ينام اللبنانيون على فضيحة في الجامعة الإسلامية ويستيقظون على أخرى. فهذه الجامعة التي أسسها رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الراحل محمد مهدي شمس الدين، لتكون الوجه المشرق بالعلم والمعرفة للطائفة الشيعية، تحولت لتصبح بمثابة شعبة في حركة أمل، وسط غياب تام للمجلس الإسلامي الشيعي عن القرار. فرغم أن "المجلس" يفترض أن يكون صاحب القرار في هذه الجامعة، ارتضى الأخير بدور هامشي ومستمع ومشاهد لكل الموبقات التي ترتكب في الجامعة، هذا فيما رئيس المجلس النيابي نبيه بري غائب عن المشهد، تقول مصادر مطلعة على وضع الجامعة حالياً. وتضيف أن عدم تدخل بري لوقف المهزلة والبدء بورشة إصلاح حقيقية في الجامعة، سيؤدي إلى المزيد من الترهل، وتقفل الجامعة أبوابها ولو بعد حين. فبعيداً عن قضايا الفساد، التي يخرج القليل منها إلى الإعلام بكل الأحوال، باتت العديد من كليات الجامعة تضم عمداء بلا رتبة أستاذ، وأساتذة يدرّسون من دون حيازة شهادة دكتوراه، في مخالفة فاضحة لقانون التعليم العالي. وهذا ينعكس بتراجع المستوى الأكاديمي والعلمي وعدم تطور الجامعة، مهما زادت من مباني ومجمعات. فلولا المنح الكثيرة وانخفاض قيمة الأقساط، قياساً بباقي الجامعات، لما اختار الطلاب الانتساب للجامعة.ابتزاز الطلاب العراقيينجديد قضايا الفساد التي ضجت بها الجامعة هي نوع من "عود على بدء": ابتزاز الطلاب العراقيين وفرض خوة عليهم للحصول على معادلات شهاداتهم العراقية. فرغم أن الجامعة عاشت هذا النوع من الفساد سابقاً ووصل الأمر حد الحكم بالسجن على موظفين فيها بتهم تلقي رشاوى وتزوير، عادت وضجت الجامعة منذ أيام بموظف جديد يبتز الطلاب العراقيين بمبالغ وصلت إلى ألف دولار.وفق معلومات "المدن" أقدم أحد الموظفين على سحب معادلات طلاب عراقيين من الجامعة وأخفاها، ثم راح يتواصل مع أصحابها لدفع رشاوى للحصول عليها. فهذا الموظف كان يعمل في محطة "أن بي أن"، ونقل منذ أشهر إلى الجامعة حيث يعمل كساعي بريد. وظيفته كعامل مكتبي ينقل بريد ومعاملات بين المكاتب، مكّنته من الحصول على معادلات الطلاب العراقيين، فراح يخفي بعضها.وتشرح المصادر أن الجامعة الإسلامية، مثل باقي الجامعات، لديها مندوب مكلف في وزارة التربية لتقديم طلبات الطلاب العراقيين للحصول على معادلة لشهاداتهم من وزارة التربية. وعندما تنهي الوزارة المعادلة يستلمها المندوب وتصبح في عهدة الجامعة، التي عليها بدروها إبلاغ الطالب المعني لاستلام المعادلة. وتبين أنه عندما كان يسلّم مندوب الجامعة المعادلات إلى مكتب شؤون الطلاب، يقوم هذا الموظف بإخفاء بعضها.عقوبة "حركية" مشدّدة!وتضيف المصادر، أن أمر هذا الموظف انكشف بعد شكاوى عدّة صدرت من عراقيين. فحيال تأخر حصول العراقيين على معادلاتهم، ذهب بعضهم إلى وزارة التربية فقيل لهم أن الجامعة تسلمت المعادلة، وعندما ذهبوا إلى الجامعة للحصول على المعادلة قيل لهم أنها ما زالت في وزارة التربية وغير منجزة. هنا يتدخل هذا الموظف ويتصل بالطلاب عارضاً عليهم إنجاز المعادلة وتسليمها لهم باليد، ويفاوضهم على المبلغ المطلوب. ثم يسلمهم المعادلة في منطقة المشرفية باليد. ووصل الابتزاز حد فرض خوّة عليهم بألف دولار.بعد انفضاح أمر هذا الموظف وانتشار الخبر في الجامعة، تدخلت الإدارة. ووفق المصادر، لم ينل ي. أي عقوبة طرد أو إحالة إلى القضاء المختص. ولم تتشكل أي لجنة تحقيق في الجامعة حول الأمر. فعوضاً عن فتح تحقيق وكشف المتورطين، لأنه يستحيل على شخص أن يقوم بهذه الأفعال من دون وجود شركاء، قررت إدارة الجامعة معاقبة الموظف بالتعميم على كل الموظفين، بمن فيهم الحراس بمنعه من الدخول إلى حرم الجامعة في خلدة، وعدم تلقي أي اتصال منه أو تسليمه أي معاملة. أما العقوبة الثانية فهي بنقله إلى فرع برج البراجنة. ففي هذا الفرع لا يوجد طلاب عراقيين، بل فقط لبنانيين. وبالتالي لا يستطيع ي. أن يزاول نشاطه في ابتزاز الطلاب والاسترزاق. بمعنى آخر، منعه من الاستفادة من مزاريب الفساد، وهذه العقوبة بعرف البعض في حركة أمل من أشد العقوبات!!!