استشهد 10 فلسطينيين، وأصيب أكثر من 40 آخرين، في اليوم الأول من العملية العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال، على مدينة جنين ومخيمها، شمالي الضفة الغربية المحتلة، فيما تتواصل العملية التي أطلق عليها الاحتلال اسم "السور الحديدي"، لليوم الثاني على التوالي.
تعزيزات إسرائيلية
وفجر اليوم الأربعاء، انتشرت قوات إسرائيلية معززة داخل، وفي محيط مخيم جنين، فيما واصلت الجرافات عمليات تخريب البنية التحتية والشوارع. وقال جيش الاحتلال: "هاجمنا من الجو بنى تحتية (إرهابية)، ودمرنا الكثير من العبوات المتفجرة".
وتجددت صباح اليوم الأربعاء، الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في جنين. وأكدت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، تصديها لقوات الاحتلال الإسرائيلي في محاور قتال متعددة، حيث تمكن مقاتلوها من إلحاق خسائر بقوات الاحتلال عبر استخدام تكتيكات قتالية متطورة تشمل إطلاق زخات كثيفة من الرصاص وتفجير عبوات ناسفة.
وتركزت الاشتباكات في اليوم الثاني للعدوان، عند شارع الناصرة وداخل أزقة وحارات المخيم، لدى محاولة قوات الاحتلال اقتحامه من مفترق العودة وحارة الدمج.
وقال قال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن العملية العسكرية في مخيم جنين، تشكّل "تغييراً في المفهوم الأمني في يهودا والسامرة، وستؤدي إلى مقتل مخربين وبنية تحتية إرهابية من دون أن يعودوا إلى داخل المخيم في نهاية العملية العسكرية".
وأضاف كاتس اليوم، أن "هذه عبرة أولى من طريقة التوغلات المتكررة في غزة. ولن نسمح لأذرع الأخطبوط الإيراني والإسلام السني الراديكالي، بتشكيل خطر على حياة المستوطنين وإقامة جبهة إرهاب شرقية مقابل دولة إسرائيل".
استهداف المستشفيات
واليوم الأربعاء، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي مداخل مستشفى جنين الحكومي، بعد تجريفها مداخله والشوارع المحيطة به.
وقال مدير المستشفى وسام بكر لموقع "العربي الجديد"، إن الأتربة تراكمت أمام مدخل المستشفى والشوارع المحيطة بسبب التجريف، مشيراً إلى أن التنسيق جار مع الجهات المختصة للسماح للمدنيين ومرافقي بعض المرضى بالخروج.
فيما، حذرت المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز، من احتمال ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في الضفة الغربية، على غرار تلك التي ارتكبتها في قطاع غزة.
وأشارت ألبانيز في منشور على منصة "إكس"، إلى أن الجيش الإسرائيلي شن هجوماً على مخيم جنين عقب وقف إطلاق النار في غزة. وتابعت: "جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين لن تقتصر على غزة، إذا لم يتم إجبارها على التوقف".