دخلت إدارة الأمن العام في وزارة الداخلية السورية، إلى مدينة جرمانا في شرق العاصمة دمشق، بعد توتر شهدته إثر خروج تظاهرة لعدد من المسلحين، ينادون بشعارات طائفية لصالح الطائفية الدرزية، وتمجّد الزعيم الروحي للطائفة الشيخ حكمت الهجري.
دخول الأمن العام
وجاء دخول الأمن العام إلى جرمانا، باتفاق تم بين جميع المكونات العائلية والأهلية بما في ذلك الهيئة الروحية للدروز، لأجل بسط الأمن والاستقرار وتفعيل عمل مديرية الناحية المتوقفة عن العمل منذ الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وأهابت الهيئة الروحية بجميع شباب المدينة ورجالها بأن يكونوا عوناً لرجال مديرية الناحية، ليقوموا بعملهم على أكمل وجه، حسبما جاء في بيان. وحذّر البيان الصادر عن مشايخ وأهالي جرمانا، من أن "كل من يخرج عن مضمون هذا البيان او يعرقل عمل المؤسسة من أي طرف كان سيتحمل مسؤولية فعله".
والحال أن مدينة جرمانا، التابعة إداريا لريف دمشق، وتفصل دمشق عن الغوطة الشرقية، كانت عرضة للفوضى طوال الأيام التي أعقبت سقوط نظام الأسد، ذلك لانتشار مجموعات مسلحة، بعضها من كتائب "البعث"، الرديفة سابقاً لقوات النظام. ويقطن المدينة نحو مليوناً ونصف المليون شخص.
مظاهرة طائفية
وقبيل الإعلان عن دخول الأمن العام، بثّ ناشطون مشاهد مصورة لمظاهرة مسلحة لعدد من الشبان داخل أحد أحياء جرمانا، نادت بشعارات طائفية، ما أدى إلى موجة غضب عارمة في صفوف الأهالي الذين يريدون تفعيل الضابطة العدلية ومؤسسات الدولة الأمنية بإدارة السلطات الجديدة في البلاد.
لكن أهالي جرمانا أكدوا أن هؤلاء لا يمثلون سوى أنفسهم، كما كانت التظاهرة عرضة للاستنكار حتى من الدروز أنفسهم، حيث أكدوا بأنهم جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي السوري، كما أوضحوا أن جرمانا يقطنها شرائح مختلفة اجتماعية ودينية، وكلها متفقة على تفعيل الناحية والشرطة في المدينة.
واللافت في التظاهرة، أن المشاركين أكدوا أنهم ملتزمون بتعليمات الشيخ الهجري في السويداء، وذلك ما أعاد الاتهامات للهجري بشق الصف السوري، على غرار ما حدث في مدينة السويداء، وذلك عندما صدر بيان عن الهيئة الروحية يطالب باعتبار القتلى في صفوف قوات النظام من الدروز، شهداء، ما تسبب بموجة غضب عارمة في عموم سوريا، تجاه الهجري وتفرده بالقرارات، بمعزل عن نشطاء المجتمع المدني والسياسي في السويداء.
وعقب بيان الهجري، أعلنت عدة مجموعات مسلحة تأييدها لمواقف الهجري، رافضين الاعتراف بالسطات الجديدة، حتى يوجّه الهجري بذلك، فما كان من نشطاء ساحة الكرامة إلا أن خرجوا في اليوم التالي في تظاهرة أمام مجلس محافظة السويداء، لإعلان تأييدهم للإدارة الجديدة، وطالبوا بتفعيل الضابطة العدلية وكافة المؤسسات، وبسط نفوذها في المحافظة.
حوار وطني
يأتي ذلك عقب دعوة لتجمع المدني في مدينة جرمانا، إلى هيئات المجتمع الأهلي والمدني والتيارات السياسية والشخصيات الوطنية في المدينة، لأجل عقد مؤتمر حوار وطني محلي لرسم رؤية مشتركة إزاء المرحلة المقبلة.
ويضم التجمع هيئات المجتمع الأهلي والمدني والتيارات السياسية والشخصيات الوطنية في المدينة إلى عقد مؤتمر حوار وطني محلي لرسم رؤية مشتركة إزاء المرحلة المقبلة.