استشهد 6 أشخاص وأُصيب نحو 40 آخرون، بينهم طبيب وممرّض، برصاص وقصف نفّذه جيش الاحتلال الإسرائيلي على جنين، في إطار عملية عسكرية بدأها الاحتلال في الضفة الغربية، وأطلق عليها تسمية "السور الحديدي" تيمناً بعملية العام 2002 لاجتياح الضفة والتي أسميت حينها "السور الواقي".
وحلّقت طائرات الاحتلال المقاتلة من طراز "أباتشي" في سماء مدينة جنين ومخيمها، بالإضافة إلى مسيّرات أطلقت النار على الأهالي ومنازلهم، فيما استقدم الجيش الإسرائيلي مدرّعات صوب جنين.
اقتحام مخيم جنين
وأفادت مصادر محلية، أن "قوات خاصة إسرائيلية، اقتحمت مخيم جنين شمالي الضفة الغربية"، مشيرة إلى استقدام الجيش الإسرائيلي "تعزيزات عسكرية من حاجز الجلمة، باتجاه جنين تزامناً مع اقتحام قوات خاصة المخيم".
في المقابل، ذكرت "سرايا القدس-كتيبة جنين" أن مقاتليها "يتصدون لقوات الاحتلال المقتحمة في محاور القتال، ويمطرونها بالرصاص"، فيما أشارت مصادر أخرى، إلى أن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، انسحبت من محيط مخيم جنين، بعد اقتحامه من قبل الاحتلال. في حين ذكرت القناة 12 العبرية، أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، أبلغوا مسؤولين في السلطة الفلسطينية مسبقاً بالعملية في جنين لتسحب قواتها.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، بداية، عن وصول شهيد إلى مستشفى جنين الحكومي، إثر قصف الاحتلال لجنين"؛ لتؤكد لاحقاً ارتفاع عدد ضحايا العدوان، إلى 4 شهداء و35 مصاباً.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم الثلاثاء، 20 فلسطينياً على الأقل من الضفة الغربية. ومن بين المعتقلين صحافية من الخليل، وسيدة من رام الله، بالإضافة إلى أشقاء، وأسرى سابقين، وتوزعت عمليات الاعتقال على محافظات الخليل، قلقيلية، رام الله، ونابلس، على ما أفاد بيان مشترك صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني.
نتنياهو: نتحرك بشكل منهجي
وقال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إنه "بتوجيه الكابينيت، أطلقت قوات الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، وشرطة إسرائيل، اليوم الثلاثاء، عملية عسكرية واسعة، ومهمة، للقضاء على الإرهاب في جنين"، على حدّ وصفه، وأضاف أن "هذه خطوة أخرى نحو تحقيق الهدف الذي حددناه، وهو تعزيز الأمن في الضفة الغربية"، قائلاً: " نحن نتحرك بشكل منهجي وحازم ضد المحور الإيراني، أينما يرسل أسلحته، في غزة ولبنان وسوريا واليمن والضفة الغربية".
وقال وزير الدفاع الإسرائيليّ يسرائيل كاتس، خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إن العملية العسكرية في جنين، تهدف إلى حماية المستوطنات والمستوطنين، زاعماً أن "التهديد على الاستيطان والمستوطنات والمستوطنين في يهودا والسامرة وفي خط التماس يزداد خطورة".
تغيير المفهوم الأمني
بدوره، قال وزير المالية الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش، إنه "بعد غزة ولبنان، بدأنا اليوم بمشيئة الله في تغيير المفهوم الأمني في يهودا والسامرة، وفي المعركة من أجل اجتثاث الإرهاب في المنطقة، وذلك كجزء من أهداف الحرب التي أضافها الكابينيت بناء على طلب حزب الصهيونية الدينية يوم الجمعة الماضي".
وأضاف أن "السور الحديدي"، ستكون "عملية عسكرية شديدة ومتواصلة من أجل الدفاع عن الاستيطان والمستوطنين، ومن أجل أمن دولة إسرائيل كلها، لأن الاستيطان هو حزامها الأمني".
النفير العام
في المقابل، دعت حماس إلى "النفير العام"، والتصدي لعدوان الاحتلال الواسع في جنين، قائلة: "ندعو جماهير شعبنا في الضفة الغربية وشبابها الثائر، للنفير العام وتصعيد الاشتباك مع جيش الاحتلال، في كافة نقاط التماس معه، والعمل على إرباكه وإفشال العدوان الصهيوني الواسع على مدينة جنين ومخيمها". ونعت "شهداء جنين الذين ارتقوا بنيران وقصف الاحتلال"، مشيدة "ببسالة المقاومين وتصديهم واشتباكهم مع جنود الاحتلال واستهدافهم بالعبوات الناسفة".
وأكدت أن "هذه العملية العسكرية التي يشنها الاحتلال في جنين، ستفشل كما فشلت كل عملياته العسكرية السابقة ضد أبناء شعبنا الصامد ومقاومته الباسلة، ولن تنكسر الإرادة الفلسطينية أمام غطرسة المحتل وجرائمه وانتهاكاته المستمرة".
ووصفت حركة "الجهاد الإسلامي"، من جانبها، العملية العسكرية في الضفة، بانها "حلقة في سلسلة الإبادة التي يشنها الكيان الغاصب"، داعية "أبناء شعبنا في الضفة المحتلة، إلى التصدي بكل الوسائل للحملة المجرمة وإفشال أهدافها".
في غضون ذلك، وثق مركز معلومات فلسطين "مُعطى"، 40 عملاً مقاوماً ضد جنود الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
السلطة تتهم ترامب
وفيما يواصل المستوطنون اعتداءاتهم على منازل ومركبات الفلسطينيين في الضفة، اتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، اليوم الثلاثاء، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بتشجيع "غلاة المستوطنين" على ارتكاب المزيد من الجرائم في الضفة الغربية المحتلة.
واعتبرت الوزارة أن "رفع العقوبات عن غلاة المستوطنين، يشجعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا"، محذرة من "محاولات تفجير الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة... تمهيداً لخلق حالة من الفوضى العنيفة لتسهيل ضمها".