بات الحديث اليوم أقرب ما يكون إلى التساؤل عما إذا كانت إسرائيل ستنسحب بعد مهلة الستين يوماً المنصوص عنها في إعلان وقف إطلاق النار. المدة الزمنية الفاصلة عن الموعد دخلت في العد العكسي، على توقيت تطمينات أميركية بانّ إسرائيل ستنسحب، وهواجس محلية تزيد الشكوك حول هذه التطمينات، وخصوصاً أنّ الخروقات تتزايد وبوتيرة مقلقة، وهو ما يضع الاتفاق على المحك.
توازياً، كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أعلن في حديث تلفزيوني له مساء أمس، أنه تبلّغ من رئيس لجنة الإشراف على وقف النار الجنرال الأميركي غاسبر جيفرز أن "الإنسحاب الإسرائيلي قد يتأخر لعدة أيام". ولكنه لم يحدد مهلة زمنية معينة، ورداً على سؤال عن المخاوف حول قيام إسرائيل بفرض منطقة عازلة على الحدود، أكد ميقاتي في هذا الإطار أنه "لن يكون هناك شريط عازل. وبعد إتمام الإنسحاب، ستشكل لجنة ثلاثية تنبثق من اللجنة الخماسية لتثبيت الخط الأزرق وترسيمه بما يتناسب مع خط الهدنة عام 1949".خروقات إسرائيليةوسُجل اليوم خروقات عدة مصدرها الجانب الإسرائيلي في جنوب لبنان. إذ نفذ الجيش الإسرائيلي عملية تفجير في وادي السلوقي، كما عملت القوات الإسرائيلية على تفجير بوابات عدد من المنازل في منطقة التوغل عند أطراف بنت جبيل لجهة مارون الرأس، كما استهدف منزلاً عند أطراف المدينة بقذيفة مباشرة، وسط إطلاق نار متقطع في المكان. كذلك قامت الجرافات الإسرائيلية بعمليات تجريف الطرقات التي تربط الأحياء الداخلية في بلدة مارون الراس.تسلل قوة إسرائيلةتزامنت عمليات التفجير، مع تسلل قوة مشاة إسرائيلية من مارون الراس في اتجاه أطراف بنت جبيل لجهة حي المسلخ. وتوغلت قوات إسرائيلية في احياء من بلدة بني حيان في اتجاه وادي السلوقي، ونفذت عمليات نسف ضخمة جديدة في وادي السلوقي في اتجاه بلدة طلوسة قضاء مرجعيون.
وفي وقت سابق، أشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في منشور على حسابه عبر منصة "اكس" إلى أنّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي "أوعز ببلورة الخطط العسكرية لمواصلة القتال في قطاع غزة ولبنان"، زاعماً أنّ "إسرائيل تعمل على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حرفيا". وقال إن بلاده ستعمل على "منع حزب الله من تسليح نفسه والانتشار في جنوب لبنان"، وأشار إلى أن "الهدف هو عودة مواطنينا إلى بيوتهم في الشمال، ومنع حزب الله من تهديدهم".