دخل العالم أمس مرحلة جديدة مع عودة دونالد ترامب الى البيت الأبيض، حيث خطفت مراسم تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأميركية أنظار العالم، لما حمل خطابه من تحديات وقرارات تضع العالم أمام مرحلة خطيرة، فترامب الذي أعاد إطلاق شعار أميركا أولاً جدد التمسك بعناوين حملته الانتخابية، وأعلن أنه سيوقع سلسة من الأوامر التنفيذية التاريخية، وأن العهد الذهبي للولايات المتحدة الأميركية قد بدأ.
ومن أبرز القرارات التي أعلنها في خطابه، إعلان حالة الطوارئ على حدود الولايات المتحدة الأميركية الجنوبية مع المكسيك لوقف الدخول غير القانوني، وتسمية خليج المكسيك بخليج أميركا، واستعادة قناة بنما، وفرض رسوم وضرائب على دول أجنبية بهدف إثراء الأميركيين، إضافة الى إرسال مهمات استكشافية إلى المريخ والفضاء، وإعلان حالة طوارئ في مجال الطاقة، والانسحاب من إتفاق باريس للمناخ، وإيقاف الحروب وجلب روح جديدة الى العالم.
عون يهنئ ترامب
وفي هذا السياق هنّأ رئيس الجمهورية جوزاف عون الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتسلّمه مهامه الرئاسية رسميًّا، واعتبر أنّ وجوده في البيت الأبيض سيعطي العلاقات الثنائية اللبنانية الأميركية دفعاً إضافياً.
وأضاف: “وقفتم إلى جانب لبنان وقدّمتم المساعدة بعد الظروف الصعبة وكان لبلادكم الصديقة الدور البارز في الانتقال إلى أفق جديد من الأمان والطمأنينة”.
أسبوع لبناني حاسم
لبنان أيضاً دخل أسبوعاً حاسماً، حيث ينتظر أن تتبين خلاله معالم المرحلة الجديدة، فالحكومة المنتظرة وضعت على نار الأيام المعدودة حيث علمت جريدة الأنباء الالكترونية أن الرئيس نواف سلام دخل في مرحلة تدوير الحقائب حيث طلب من الكتل النيابية تزويده بالحقائب التي تولتها في الحكومات السابقة، ليخرج تشكيلته المنتظرة بما يلبي تطلعات اللبنانيين وآمالهم بالتغيير والنهوض بعيداً عن المحاصصة والمثالثة والمحسوبية، ولتضع لبنان على السكة الصحيحة وتتلاقى في مضمونها وشكلها مع خطابي القسم والتكليف، حيث أشارت المصادر إلى أن التشكيلة الجدية قد تبصر النور قبل السادس والعشرين من الشهر الحالي موعد انتهاء المهلة المحددة في إتفاق وقف اطلاق النار، وموعد استكمال إنسحاب العدو الإسرائيلي من القرى الجنوبية ليتبين ما إذا كانت إسرائيل المستمرة في تمددها وخروقاتها في المناطق الحدودية ستنسحب منها أم تبقى متسببةً باشكالات جديدة، علما ان لجنة مراقبة الهدنة إجتمعت اليوم لمناقشة التطورات.
مجلس الأمن الدولي
بالتزامن، اعتبر الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس أن “فجراً جديداً يظهر في لبنان وقوات اليونيفيل ملتزمة بدعم الشعب اللبناني”، ورأى ان “الشرق الأوسط يمر بفترة من التحول العميق”.
وتمنى غوتيريس، خلال اجتماع لمجلس الامن الدولي حول الوضع في الشرق الاوسط، أن “يعود النازحون على جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل إلى ديارهم”. وشدد على أن وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل هش، لكنه مستمر”. وقال: “من المهم أن يسيطر الجيش اللبناني على كامل الأراضي اللبنانية، وعلى إسرائيل احترام لبنان وسلامة أراضيه”.
وحيّا “مصر وقطر والولايات المتحدة على جهودهم الحثيثة التي أسهمت في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة”. وقال: “أكثر من 630 شاحنة دخلت إلى قطاع غزة أمس بينها أكثر من 300 وصلت إلى شمال القطاع، وأحث طرفي النزاع في غزة على ضمان أن يصبح وقف إطلاق النار دائما وأن يؤدي إلى سلام دائم”.
وحذر غوتيريس من أن “أي ضم كلي أو جزئي للضفة الغربية من قبل إسرائيل سيكون انتهاكا صارخا للقانون الدولي”، مستنكرا تصريحات بهذا المعنى أدلى بها مسؤولون إسرائيليون، مضيفاً: “أشعر بقلق عميق إزاء التهديد الوجودي لسلامة وتواصل (الجغرافي) الأراضي الفلسطينية المحتلة في غزة والضفة الغربية”، بحسب “وكالة الصحافة الفرنسية”.
وفي هذا السياق بدأت المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس- بلاسخارت، زيارة إلى الأراضي المحتلة حيث من المقرر أن تلتقي بكبار المسؤولين الإسرائيليين. وستركز مناقشاتها على الخطوات التي يتم اتخاذها نحو تنفيذ تفاهم وقف الأعمال العدائية، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، وكذلك على التحديات المتبقية. كما ستكون الحاجة إلى تحفيز تنفيذ القرار رقم 1701 (2006) الصادر عن مجلس الأمن موضوعًا رئيسيًا لمباحثاتها. وقبل رحلتها، رحبت المنسقة الخاصة بالتقدم المحرز من خلال انسحاب الجيش الاسرائيلي وإعادة نشر القوات المسلحة اللبنانية في مواقع في جنوب لبنان، فيما دعت الى استمرار الالتزام من قبل جميع الأطراف.
رئيس الأركان يتفقد قوات الجيش في الجنوب
ومع اقتراب انتهاء مهلة اتفاق وقف النار، تفقَّد قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حسان عوده قيادة لواء المشاة الخامس في البياضة – صور، حيث التقى الضباط والعسكريين وأثنى على “أدائهم في ظل الظروف الحالية المليئة بالتحديات”، مثمنًا تضحيات الشهداء والجرحى. واعتبر أنه “لا خوف على الوطن بوجود عسكريين أبطال صامدين يدافعون عنه”، مشيرا إلى “أن الجيش هو خشبة الخلاص للبنان”.
ثم استمع عوده إلى إيجاز لقائد اللواء حول المهمات المنفَّذة ضمن قطاع المسؤولية لاستكمال الانتشار وتعزيز التمركز وبسط سلطة الدولة، بالتزامن مع انسحاب العدو الإسرائيلي.
وأشاد اللواء الركن عوده بدور الجيش في إنجاز عملية الانتشار في قطاع جنوب الليطاني.