استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين الاثنين، برصاص قوات الاحتلال في وسط وجنوبي قطاع غزة، وتحديداً في رفح ومخيم النصيرات، وذلك في خروقات إسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل يومه الثاني، فيما واصلت أجهزة الإسعاف انتشال جثامين الشهداء من بين الركام.
وتزامن ذلك، مع عودة النازحين إلى منازلهم المدمّرة، وتفقدهم منازلهم التي تحولت إلى أنقاض، بعد حرب الإبادة الجماعية التي استمرت لأكثر من 471 يوماً، وأدت إلى استشهاد 47 ألفاً و35 شهيداً، و111 ألف و91 جريحاً، وإلى خسائر جسيمة في المنازل والبنية التحتية للقطاع.
وأحصت وزارة الصحة في قطاع غزة، وصول 122 شهيداً إلى المستشفيات، بينهم 62 ممن انتشلت جثامينهم، و341 إصابة، خلال الـ24 ساعة الماضية، وقالت إنه "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
وأعلن الدفاع المدني في غزة، انتشال جثامين 58 شهيداً من مدينة رفح وحدها، ليرتفع عدد الشهداء الذين تم انتشالهم من المدينة إلى 137شهيداً، منذ بدء وقف إطلاق النار.
سموتريتش يهاجم هاليفي
في غضون ذلك، في غضون ذلك، وجّه وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، انتقادات لاذعة لصفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، معتبراً أنها تقوّض إنجازات الحرب، وتبعث رسائل خطيرة لأعداء إسرائيل، داعياً إلى إقالة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، بسبب ما وصفه بـ"إخفاقات في تحمل المسؤولية"، وطالب بضرورة استبداله بقيادة جديدة استعداداً للمرحلة المقبلة من الحرب.
وقال سموتريتش، في مستهل اجتماع حزب "الصهيونية الدينية"، إنه "قلق" من تداعيات الصفقة على "أمن إسرائيل"، معتبراً أنها "تعيد إنجازات الحرب إلى الوراء"، وأضاف أن "الصفقة تبعث رسالة مروعة إلى جميع أعدائنا، مفادها أن الطريقة لإخضاع إسرائيل هي اختطاف اليهود. بالإضافة إلى ذلك، يتم الإفراج عن مخربين، وقد أثبتت جميع صفقات الماضي أن الغالبية العظمى منهم يعودون" إلى أنشطتهم في مقاومة الاحتلال".
وأثناء توجهه إلى مكتبه في الكنيست، سُئل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، عما إذا كانت الحرب قد انتهت، فأجاب: "سنحقق جميع أهداف الحرب". فيما قال سموتريتش إنه "حصل على التزام من نتنياهو، بأن إسرائيل ستعود إلى المعركة للقضاء على حماس".
وقال سموتريتش: "شاهدنا الحشود في غزة بعد وقف إطلاق النار، ورأينا المخربين يسيرون في الشوارع مع سياراتهم. هذه تذكرة للجميع بأن الحرب لا يمكن أن تنتهي، طالما أن هذا الشر المتمثل بحماس لا يزال قائمًا. لأن ذلك يعني أنه في غضون أشهر أو سنوات، سنواجه مذبحة أخرى، رهائن جدد، وحملة قتل جديدة".
وعلق وزير المالية على أداء رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، بالقول إن "هاليفي أوقف خططاً، ورفض تقديمها للنقاش السياسي. كفوا عن الأكاذيب والنفاق اللذين يحاولان إسكاتنا. هل أهاجم رئيس الأركان؟ هذا ليس صحيحاً. أنا أحترمه وأقدّره، لكنه فشل ويجب أن يفسح المجال لشخص آخر".
استهداف مسيرات الفرح
وفي سياق متصل، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الاثنين، تعليماته إلى هليفي، بالعمل على منع تنظيم احتفالات في الضفة الغربية، بمناسبة تحرير أسرى فلسطينيين سجون الاحتلال.
ودعا كاتس، في بيان رسمي، صدر عن وزارة الدفاع، الجيش إلى ضرب أي "مشارك مسلح" في تلك الفعاليات، التي تنظم ابتهاجاً للإفراج عن أسرى في سجون الاحتلال، بناء على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وطالب البيان، باتخاذ جميع التدابير لمنع تكرار الاحتفالات والمسيرات الفلسطينية الجماعية، التي تنظم بمناسبة الإفراج عن أسرى، ومواجهة أي مسلح يشارك في هذه المسيرات.