أدّى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليمين الدستورية، في مقر الكونغرس، ليصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. وأقسم على حماية الدستور، في المبنى الذي حاول فيه أنصاره، في السادس من كانون الثاني/يناير 2021، الحيلولة دون التصديق على فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن.
وفي خطاب القسم، أكد الرئيس الجديد، أن مرحلة أفول الولايات المتحدة انتهت، وأن عصرها الذهبي بدأ الآن، قائلاً إنه "من اليوم فصاعداً، ستزدهر بلادنا وستُحترم في كل أرجاء العالم"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة "ستستعيد" قناة بنما، لأن الصين سيطرت على هذا الممر المائي الحيوي، موضحاً "لم نعطها (القناة) للصين بل أعطيانها لبنما. وسنستعيدها".
النخب الفاسدة
وتعهّد الرئيس الأميركي الجديد بمحاربة "النخب الفاسدة والراديكالية"، وبتجديد النظام التجاري الأميركي، واعداً بفرض رسوم جمركية وضرائب على دول لدعم الأميركيين. وقال: "سأباشر على الفور إصلاح نظامنا التجاري لحماية العمال والعائلات الأميركية". وأضاف "بدلاً من فرض ضرائب على مواطنينا لإثراء دول أخرى، سنفرض رسوماً جمركية وضرائب على دول أجنبية لإثراء مواطنينا".
وأعلن ترامب، الذي وعد فريقه بإصدار مراسيم لوقف المساعدات الفيدرالية للمتحولين جنسياً، أن السياسة الأميركية الرسمية، ستعترف فقط "بجنسين ذكور وإناث"، قائلاً: "بدءاً من اليوم، ستقوم السياسة الرسمية لحكومة الولايات المتحدة، على الاعتراف بجنسين فقط، الذكور والإناث".
المهاجرون
وفي ما يتعلق بالمهاجرين، أكد ترامب أنه سيطرد "ملايين المجرمين الأجانب" الذين يقيمون بطريقة غير نظامية في الولايات المتحدة.
وقال: "أولا سأعلن حالة طوارئ وطنية عند حدودنا الجنوبية. وسنوقف كل عملية دخول غير قانونية، وسنبدأ عملية إعادة ملايين من الأجانب المجرمين إلى الأماكن التي أتوا منها".
وأكد البيت الأبيض، في بيان، بعد تأدية ترامب لليمين الدستورية، أن الولايات المتحدة، تريد الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ للمرة الثانية، في رفض للجهود الدولية لمحاربة الاحترار المناخي فيما تتكاثر كوارث الطقس في العالم. وقال: "سينسحب الرئيس ترامب من اتفاق باريس للمناخ".
وجاءت مراسم التنصيب وسط إجراءات أمنية مشددة. وجرت العادة أن تحصل في الخارج، لكن خلافاً للبروتوكول، تمت هذه المرة في الداخل، بسبب موجة البرد القارس التي تتعرض لها الولايات المتحدة الأميركية.
وأعلن الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، أنه ترك رسالة لخلفه في البيت الأبيض، من دون الكشف عن تفاصيلها.
مراسيم
وكان ترامب، وعد بإصدار عدد غير مسبوق من المراسيم اعتباراً من الاثنين، ولا سيما لوقف ما يصفه بـ"غزو" المهاجرين غير القانونيين للبلاد.
وفي السياق، قال مسؤول في الإدارة الأميركية الجديدة للصحافيين، اليوم الاثنين، إن ترامب، يعتزم إصدار أوامر تنفيذية بصفته رئيساً، من شأنها إنهاء حق الحصول على الجنسية بالولادة في الولايات المتحدة، وإنهاء الحق بطلب اللجوء.
وأضاف المسؤول "سننهي حق اللجوء، وهو ما يعني تنفيذ عملية إبعاد فورية، من دون إمكانية اللجوء. وسننهي بعد ذلك حق المواطنة بالولادة".
وأشار إلى أن ترامب، ينوي إعلان حالة الطوارئ عند الحدود مع المكسيك، حيث سيؤدّي الجيش الأميركي دوراً أساسياً، قائلاً: "سنعلن حالة الطوارئ عند الحدود. وسيوعز الأمر التنفيذي، الجيش بإعطاء الأولوية للحدود وسلامة الأراضي".
بوتين منفتح على الحوار
وقبل ساعات من تنصيب ترامب رئيساً، وردت مواقف وتصريحات دولية، أبرزها من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي هنأ نظيره الأميركي، وقال خلال اجتماع مع وزرائه، في وقت سابق من اليوم الاثنين: "نحن منفتحون أيضاً على الحوار مع الإدارة الأميركية الجديدة"، في شأن النزاع في أوكرانيا. وأضاف "أما بالنسبة إلى حل الوضع، فأود أن أؤكد أن الهدف، لا ينبغي أن يكون هدنة قصيرة، بل سلام دائم، يقوم على احترام المصالح المشروعة للجميع".
من جهته، هنّأ الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي ترامب، معرباً عن الأمل في أن يتمكن من "تحقيق سلام عادل ودائم" في النزاع الدائر في اوكرانيا.
وقال زيلينسكي في رسالة عبر منصة "أكس"، إن "الرئيس ترامب حاسم على الدوام، وسياسة السلام بالقوة التي أعلنها، توفر فرصة لتعزيز الزعامة الأميركية والتوصل إلى سلام عادل ودائم وهو الأولوية المطلقة".
شريك تاريخي
بدوره، أمِل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، أن تظل الولايات المتحدة "شريكاً تاريخياً" للبرازيل، تحت إدارة الجمهوري دونالد ترامب، حليف سلفه اليميني المتطرف جايير بولسونارو.
وقال لولا خلال اجتماع وزاري: "بصفتي رئيساً للبرازيل، آمل أن تكون إدارة (ترامب) مجزية... وأن يستمر الأميركيون، في كونهم الشريك التاريخي الذي هم عليه بالنسبة إلى البرازيل، لأننا من جانبنا، لا نريد أي خلافات، لا مع فنزويلا، ولا مع الأميركيين، ولا مع الصين أو الهند أو روسيا".
تحذير فرنسي
وحذّر رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايروـ فهو، من أن فرنسا والاتحاد الأوروبي قد "يُسحقان" بسبب السياسة المعلنة لدونالد ترامب، إذا لم يتحركا.
وهنّأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، اليوم الاثنين، ترامب، قائلاً إن السنوات المقبلة ستشهد "أفضل أيام" العلاقات بين البلدين.
وجاء في رسالة له عبر الفيديو، "أفضل أيام تحالفنا لا تزال أمامنا". وتابع: "أعتقد أن عملنا معاً سيرتقي بالتحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل إلى ذروات أعلى".
بدوره، هنأ رئيس حكومة كندا جاستن ترودو، ترامب، وقال: "نحن أقوياء أكثر عندما نعمل معاً".
أمل إيراني
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الاثنين، إن إيران تأمل، في أن تتبنى الحكومة الأميركية الجديدة نهجاً "واقعياً" تجاه طهران.
وقال إسماعيل بقائي للصحافيين، قبل حفل تنصيب ترامب: "نأمل أن تكون توجهات وسياسات الحكومة الأميركية (المقبلة) واقعية ومبنية على احترام مصالح دول المنطقة، بما في ذلك الأمة الإيرانية".
تعاون وثيق
وعبّرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، عن أمل الاتحاد الأوروبي بـ"تعاون وثيق" مع ترامب، في مواجهة "التحديات العالمية"، مشيرة الى "القوة المستدامة للشراكة عبر الأطلسي".
وجاء في منشور لفون دير لايين على منصة "إكس"، "أطيب التمنيات للرئيس دونالد ترامب في ولايتكم الثانية بصفتكم الرئيس الـ47 للولايات المتحدة". وأضافت "يتطلّع الاتحاد الأوروبي إلى العمل معكم عن كثب لمواجهة التحديات العالمية. معا، يمكن لمجتمعاتنا تحقيق قدر أكبر من الازدهار وتعزيز أمنها المشترك".
ورحّب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته بعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وقال في منشور عبر منصة "إكس" إن رئاسته "ستعزز بقوة الإنفاق والإنتاج الدفاعيين" في التكتل. وأضاف "معا يمكننا تحقيق السلام عبر القوة، عبر حلف شمال الأطلسي".