وقع وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي حميه في العاصمة الفرنسية باريس، اتفاقية مع شركة "تالس - THALES" الفرنسية التي تعنى بنظام إدارة الحدود والأمن، "Secure Boarding Management System (SBMS)"، وهو نظام متكامل يستخدم لتسهيل عمليات دخول المسافرين وتنظيمها، وذلك في إطار تعزيز أمن المرافق الحدودية وتحديث نظام إدارة الحدود الجوية والبرية والبحرية الخاص بالمديرية العامة للأمن العام اللبناني وصيانته، في حضور المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، القائم بالأعمال في السفارة اللبنانية في باريس زياد طعان، المدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن ورئيس دائرة أمن عام المطار العميد جوني الصيصة.سجل الشركةتوقيع الوزير مع الشركة الفرنسية المذكورة يفتح الباب على الشبهات المحيطة بالشركة والتي أخّرت توقيع لبنان منذ أشهر. فالشركة الفرنسية المذكورة تزوّد الجيش الإسرائيلي بمعدات عسكرية بحسب ما جاء في الصحافة الفرنسة أكثر من مرة، وهو ما دفع بالأمن العام اللبناني إلى تأجيل البت بقرار التوقيع مع الشركة، ريثما يتم التحقق من سجلّها، بحسب مصدر متابع للملف.
وكان تحقيق استقصائي أجراه موقع "ديسكلوز" الفرنسي قد كشف عن وثائق سرية تظهر أن شركة "تاليس" الفرنسية الرائدة في مجال الصناعة العسكرية زودت إسرائيل بمعدات اتصال خاصة بالطائرات المسيرة استخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي لقصف أهداف في قطاع غزة.
وليس توقيع وزير الاشغال اليوم مع الشركة الفرنسية "تالس" فقط ما يثير الإستغراب إنما أيضاً التوقيع على توسيع صلاحياتها ومهامها من دون العودة إلى قانون الشراء العام وإطلاق مناقصة لاستدراج عروض في سبيل توفير الخدمات المستجدة على العقد مع الشركة.حمية بعد التوقيعوقد أكد حميه بعد مراسم التوقيع أن "نظام الشركة متكامل يستخدم لتسهيل وتنظيم عمليات عبور المسافرين عبر المرافق الجوية والبرية والبحرية بشكل آمن وفاعل لتعزيز الأمن الوطني وضمان الإمتثال للقوانين والتقيد بالتعليمات والتحقق من مستندات ووثائق السفر والتأشيرات الممنوحة، وذلك باستخدام أنظمة قراءة إلكترونية حديثة وكاميرات وآلات بصم متطورة للتدقيق في صحة المعلومات ومطابقتها للقواعد والبيانات الأمنية العالمية".
وأشار حميه إلى أن "هذا النظام مرتبط بقواعد بيانات محلية ودولية مثل الإنتربول وأنظمة معلومات المسافرين مع قوائم الخطر أو المطلوبين"، واكد ان "نظام BMS المطبّق حالياً في مطار رفيق الحريري الدولي والمصنّع من قبل شركة THALES الفرنسية، يحتاج، وبعد سنوات من العمل به، إلى اجراء تحديثات في بعض برامجه ومعالجة الثغرات التقنية التي ظهرت خلال فترة التشغيل، بالإضافة إلى تقديم الدعم الفني والتقني المتواصل من قبل الشركة المصنّعة لضمان فعالية هذا النظام وسرعة عمله في جميع الظروف، وهذا ما دفع الحكومة اللبنانية إلى توقيع هذا العقد مع الشركة الفرنسية لتطوير برامجه وتحديثها وضمان تنفيذ المهمات المطلوبة وتأمين الصيانة خلال السنوات القادمة، مع إمكانية زيادة نقاط التفتيش في جميع الدوائر والمراكز الحدودية البرية والبحرية التابعة للأمن العام اللبناني، لتوحيد الإجراءات الامنية والادارية وتأمين حركة انتقال آمنة وسليمة للعابرين والوافدين".