تنصب كل الانظار هذا الاسبوع على حركة رئيس الحكومة المكلف نواف سلام باتجاه قصر بعبدا. اذ تشير المعلومات الى ان هناك جهودا كبيرة تبذل لمحاولة الاعلان عن تشكيلة حكومية مصغرة نهاية هذا الاسبوع كحد اقصى.
واكدت مصادر مواكبة عن كثب لحركة سلام ان «الامور ايجابية جدا، ولا يبدو ان هناك عقبات اساسية تحول دون انجاز ولادة حكومية قريبة»، وقالت المصادر لـ «الديار» ان «ما بات محسوما هو ان الحكومة ستكون من 24 وزيرا اقرب الى التكنوقراط، وان وزارة المال ستكون من حصة الطائفة الشيعية، بعد ان يتم التفاهم على شخصية مقبولة دوليا ، لان مهامها ستكون كبيرة في المرحلة المقبلة في عملية النهوض المالي والاقتصادي بالبلد».
واكدت المصادر أن لا ضغوط خارجية على الاطلاق يتعرض لها الرئيس المكلف في مرحلة التشكيل، بحيث ان الخارج يعتبر ان مجرد وصول عون وسلام الى رئاستي الجمهورية والحكومة كفيل بتأمين الضمانات المطلوبة، وبالتالي الامور باتت متروكة راهنا للبنانيين، على الا يتم الحياد عن الاسس التي باتت معروفة للنهوض بالبلد ، وضمان تدفق الدعم الدولي والذي سيتجلى قريبا بزيارة يقوم بها وزير الخارجية السعودي الى بيروت، لتهنئة عون على ان يحمل معه مفاجآت سارة».
471 يوماً من الابادة
فلسطينياً ، ليس من باب الصدفة ان تدخل الهدنة في غزة التي طال جدا انتظارها حيز التنفيذ، عشية عودة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى البيت الأبيض. فـ «تل ابيب» التي ظلت تعاند وترفض وقف النار طوال الاشهر الماضية، تعرف تماما ان العناد والمكابرة مع ترامب لا ينفعان، وان الاجدى بها الرضوخ لشروطه، في حال ارادت ان تبقى الولد المدلل لواشنطن خلال العهد الاميركي الجديد. فكان ما اراد وقرر رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو الاذعان قبل يوم واحد من عودة ترامب الى البيت الابيض.
وفي الوقت الذي كانت فيه العاصمة الأميركية واشنطن تستعد لمراسم تنصيب رسمية لترامب اليوم الاثنين، كانت غزة تتنفس الصعداء بعد 471 يوما على الابادة التي كانت تتعرض لها والتي أدت الى استشهاد 46 ألف شخص وجرح أكثر من 110 آلاف.
وهرع آلاف الغزيين الى الشوارع فور بدء نفاذ اتفاق وقف النار في الساعة 11:15 صباحا بالتوقيت المحلي، للاحتفال رافعين رايات النصر، فيما اظهرت الفيديوهات المئات يحملون اغراضهم عائدين لتفقد منازلهم محاطين بدمار هائل غيّر ملامح القطاع بأكمله. وظهر مقاتلو «حماس» يجولون بسياراتهم في خانيونس على وقع هتافات الجماهير.
وفور دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ، دخلت شاحنات مساعدات إلى جنوب القطاع من معبر كرم أبو سالم، والى الشمال من معبري بيت حانون (إيرز) وزيكيم، فيما افادت وسائل اعلام بأن ألفي شاحنة تحمل مساعدات إنسانية وبضائع على الجانب المصري من معبر رفح، تستعد للدخول إلى غزة.
وانشغل العالم بمتابعة عملية تبادل الاسرى والسجناء، والتي شملت يوم أمس 3 «اسرائيليات» مقابل 90 أسيرا فلسطينيا.
اتفاق هش
واعتبرت مصادر مواكبة عن كثب لاتفاق وقف النار في غزة، ان «اتفاق وقف النار هش، وقد لا يكون نهائيا، وهناك خشية حقيقية من ان ينهار في مراحله اللاحقة»، لافتة لـ«الديار» الى وجود «سببين رئيسيين يجعلان احتمال العودة الى الحرب كبير:
• الاول: الضغوط الداخلية الكبيرة التي يتعرض لها نتنياهو ، والتي تجلت باعلان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزيرين آخرين من حزب «عوتسما يهوديت» استقالتهم من الحكومة، اضافة الى تقديم أعضاء «الكنيست» من الحزب تسفيكا فوغل، وليمور سون – هار ملك ويتسحاق كرويذر، رسائل استقالة من مناصبهم في اللجان المختلفة إلى رئيس الائتلاف، والاهم خروج وزير المالية «الإسرائيلي» بتسلئيل سموتريتش، مهدداً بإسقاط الحكومة، في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة التبادل، التي ستتضمن وقف الحرب لمدة أطول.
• الثاني : ظهور «حماس» بعد وقف النار كقوة وحيدة رئيسية على الارض في غزة، وخروج مقاتليها ليجوبوا الشوارع بأسلحتهم وسط هتافات الناس، رافعين شارات وهتافات النصر».
واشارت المصادر الى انه «يبدو واضحا أن «اسرائيل» تعوّل على خطط ترامب للمنطقة وتراهن على انه سيساعدها في مواصلة ما بدأته في المنطقة، سواء في لبنان او في غزة او بوجه ايران، لذلك رضخت لاتفاق وقف النار الذي تعي تماما، انه يصب في مصلحة المقاومة الفلسطينية بكل بنوده».
مخاوف امنية في واشنطن
هذا ويخطف الحدث الاميركي اليوم الاضواء، بحيث انه ووسط اجراءات امنية مشددة، تستعد واشنطن اليوم لتنصيب الرئيس المنتخب، دونالد ترمب الرئيس الـ47 للولايات المتحدة. وحذّرت وكالات الأمن الأميركية من أن حفل التنصيب سيكون «هدفاً محتملاً جذاباً» لتهديدات إرهابية، سواء من متطرفين في الداخل أو من أشخاص مدفوعين من الخارج.
اشارة الى ان واشنطن تُعتبر من أكثر المدن الأميركية عداء لترامب، حيث صوت 6.5% من سكانها فقط لمصلحته في انتخابات 2024 مقابل 91% صوتوا لمصلحة كامالا هاريس.