2025- 01 - 19   |   بحث في الموقع  
logo مداهمات وتوفيات في جبل محسن.. “الحر” في قبضة مخابرات الجيش logo محميّة جزر النخل الطبيعية تكرّم حارسها الأمين الشهيد “خليل الأشقر “ logo منصوري استقبل وفد نقابة الصحافة برئاسة الكعكي logo في منطقة نهر الموت… مطاردة وتبادل إطلاق نار logo كرامي: من حقّ غزة اليوم ان تلتقط أنفاسها logo بالفيديو… إنهيار مبنى في الضاحية الجنوبيّة logo اشتباك على الحدود اللبنانية – السورية لجهة الهرمل.. وهذه حقيقة ما حصل! logo بالفيديو: الجيش يتمركز في بنت جبيل
صديق كل الحياة محمد حمادة قد رحل!... (جهاد أيوب)
2025-01-19 16:31:43

 حبيبي وصديقي ورفيقي وعزيزي وشريك اليتم وكل صفحات الطفولة وكل الحياة الغالي محمد حمادة " أبو بلال" قد رحل!
هكذا وببساطة حمل كل هموم الدنيا والفرح والذكريات وطموحاته واحلامه وأسلم الروح بواسطة ذبحة قلبية مفاجئة قضت على شخصية مقربة من روحي!
هو ليس شخصية عابرة، هو شريك العمر والروح والبصر وكل مشاوير ضيعتنا الدوير، وهو شريك الرسم والرياضة والغربة، وهو الذي يبتسم كلما شاهدني رغم قساوة مفردات هذا الزمان الجاحد، وهو الطفل الذي يغار علينا من نسمة هواء، وهو الذي يقسم صحن الطعام لنشبع قبل أن يشبع، وهو صاحب العمل إلى الأفضل والجديد، وصاحب الرأي رغم شجارنا كثيراً حول رأيه وعناده احياناً...وهو أنا بكل تناقضاتي وحضوري، وهو فرحي والآن دمعتي!
خلال هذه الحرب، قررت أن لا اتصل بمن لا يتصل بي، ولكنني كنت احن إليه، وهو الذي لا يتصل بأحد منذ عرفته، لا يبادر بالتواصل لكونه جُبل بمحبه عارمة لي ولغيري، ولكنه لا يبادر، ولا يبوح...وكلما اشتاق له اتصل بزوجته الغالية الكريمة الواعية والواقعية والمنظمة والمرتبة والمعطاء لينا - إم بلال، اهاجمه، وأطلب منها أن لا تسلم عليه، وهو بجانبها يسمع، وأُكثر من هجومي عليه بمفردات تخرج من محب، يتلقفها بمحبة عارمة، ويبدأ حربه بكلمات لن اكتبها مع ابتسامة عريضة...وتقول لينا:" الآن ضحك، وبينوا أسنانه بس حكيته"!   
غادرنا بلدتنا الدوير إلى غربة البحث عن الذات، ولم نتواصل، وغابت اخبارنا أكثر من 25 سنة، وكل منا يشكل حضوره، وذات يوم اتصل بي عبر التواصل الاجتماعي " مسنجر"، لم أعرف هذا ااشخص الذي رفض أن يُعرف عن نفسه، وأخذ يهاجمني، ويتطاول، ويكثر من انتقادي...وأنا اتقبل منه كل هذا ولا أعرف السبب، واستمرينا على هذا المنوال 35 يوماً...وذات ليل تواصلت مع هذا الشخص الذي تمادى بمهاجمتي، وقررت رفضه وطرده من المسنجر  فقال:" تمهل، أنت لديك صديق طفولة تحبه كثيراً، هل تتذكره، وهل تعرفه، هو أنا"؟
بسرعة، صرخت :" أنت محمد حمادة"!
وعادت كل الذكريات، وعاد ما انقطع بيننا بسبب السفر، وتشربكت ظروف الغربة عند العرب، وعدنا إلى الوطن، ولم نعد نفترق إلا نادراً وحسب ظروف العمل!
وذات فجر اتصلت زوجته تخبرني أن محمد وضعه الصحي ليس على ما يرام، الساعة كانت الواحدة، والمطر يغزونا بغزارة، والرعد والبرق معزوفات اللحظة، ذهبت إلية، ونمت بفراشه، وبعد دقائق نهض، وكأنه ليس مريضاً، وسهرنا من الواحدة فجراً حتى الخامسة ننشد الشعر ونتسابق بالغناء والمعلومات!
أولاده اصدقائي، وعالمه عالمي، ودنياه صورة عني...اليوم أنا تيتمت، وأخذ محمد قطعة مهمة مني، والآن انكسر باب الصداقة، ولم أعد أجد من يساند ويستر وجعي...
أخبرته ذات يوم بعد انتهاء هذه الحرب:" محمد، انا سأموت قبلك، أرجوك اطبع صوري ووزعها في كل مكان، وقم بواجب دفني والعزاء، أنت يجب أن تهتم بي في رحيلي..."!
ضحك ضحكة عالية الإيقاع، وقال:" أنت جرب موت، وشوف شو رح اعمل، أهمها لن امشي خلفك..."!
ولكن محمد أبو بلال قد رحل، وقد أسير خلف نعشه غداً، وإن سرت سأكون المجروح والمنكسر...الآن انكسرت مرآتي صورتي شكلي ذاكرتي!
 محمد حمادة رحل وأخذ معه الكثير مني، ولا أعرف كيف سأجمع ما أخذه، وأين أجده، وهل أتمكن من إكمال حياتي وصديق طفولتي وأيامي وحالياً قد سلم ورقة عمره ببساطة العاشق للرحيل!
رحيلك يا أبو بلال موجع...أنا الخاسر الأول، وروحي تيتمت...




كلمات دلالية:  وهو محمد هذا وكل أنت أنا بلال أعرف
ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top