بعد أن دخل لبنان في أزمة اقتصادية عام 2019 انخفض استهلاك الشعب اللبناني بنسب كبيرة، وكان لقطاع السيارات حصة من هذا الإنخفاض. في العام 2023 عاد التحسن التدريجي إلى القطاع، فوفقاً للإحصاءات الواردة من Rasamny Younis Motor، سجل قطاع السيارات في لبنان عام 2023 تحسناً بنسبة 5.23 في المئة على صعيد سنوي، وقد بلغ عدد السيارات الجديدة المباعة حتى نهاية شهر أيار 2023، 2594 سيارة مقارنة بـ 2465 في الفترة نفسها من العام 2022.
وقد حلت، بحسب الإحصاءات، سيارة "تويوتا" في المرتبة الأولى لناحية السيارات المباعة خلال أيار 2023 بـ 219 سيارة، وأتت "كيا" في المرتبة الثانية ببيع 132 سيارة، وحلّت "هيونداي" في المرتبة الثالثة ببيع 94 سيارة.تويوتا في المقدمةأما في العام 2024، وحتى نهاية شهر آب، فكان عدد السيارات الجديدة المباعة، بحسب الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، 5759 سيارة، مقابل 3891 سيارة في الفترة ذاتها من العام 2023، أي بارتفاع نسبته 48 في المئة.
ويُشير شمس الدين في حديث لـ"المدن"، إلى أن هذا الرقم يبقى أقل بكثير من الرقم المحقق في سنوات ما قبل الأزمة، حيث كان يبلغ نحو 20 ألف سيارة، وبالتالي فإن الأزمة أثرت بشكل كبير على شراء السيارات الجديدة في لبنان. ويضيف: "لا تزال السيارات الأكثر مبيعاً هي "تويوتا"، "كيا" و"هيونداي".
بحسب شمس الدين فإن شراء السيارات الصغيرة التي يتراوح سعرها بين 10 و20 ألف دولار قد تقلص، بينما شراء السيارات مرتفعة السعر قد ازداد، ويُرجع هذه المسألة إلى أمرين، الأول تقلص الطبقة المتوسطة في المجتمع، مع ازيداد الفقر، وتوقف خدمة القروض التي كانت المدخل الأبرز لشراء السيارات في لبنان، أما السيارات مرتفعة الثمن فهي التي يقوم الأغنياء بشرائها ونقداً، مشيراً إلى أن عدداً من أصحاب الشركات التي تحدث معها قد أكدوا هذه المسألة.سوق السيارات الصينية يزدهرإذا كانت السيارات الكورية واليابانية تسيطر على سوق السيارات الجديدة في لبنان، فقد برزت في السوق اللبنانية مؤخراً السيارات الصينية التي أصبحت تننتشر بشكل أكبر من السابق، خصوصاً خلال الأزمة الإقتصادية الصعبة التي ضربت لبنان والتي جعلت المواطن يبحث عن الخدمة بسعر أقل، وقد تمكنت السيارة الصينية من تأمين الخدمة بسعر أقل بكثير من نفس الخدمة لدى شركات عالمية أخرى، فالسوق في لبنان لطالما كان "عاشقاً" للسيارات الأوروبية واليابانية وغيرها، لكنه تعرف مؤخراً أكثر على السيارات الصينية، علماً أن هذه السيارات بدأت بالدخول إلى لبنان بحسب مدير المبيعات في شركة "جاك" موتورز في لبنان، ريشار لطيف، وهي شركة سيارات صينية معروفة، منذ اكثر من 15 عاماً.
يُشير لطيف في حديث لـ"المدن" إلى أن التطور الكبير الذي لحق بالسيارات الصينية، وصناعة السيارات الكهربائية جعل الصين مقصداً لكبار الشركات العالمية التي باتت تصنع بالصين وتجمع في بلدانها، كذلك انتشرت ظاهرة التوأمة بين الشركات، فعلى سبيل المثال شركة "جاك" العالمية أنتجت توأمة مع شركة فولزفاغن، مشدداً على أن الشركات الكبيرة في لبنان والوكلاء الأساسيين أصبحوا يستوردون السيارات الصينية أيضاً.
بحسب لطيف فإن السيارات الصينية تسيطر على حوالي 40 في المئة من سوق السيارات الجديدة في لبنان حالياً، مشيراً إلى أن أعداد مبيعات السيارات الصينية العام الماضي زادت عن ثلاثة آلاف سيارة، أما الأسعار فهي تتراوح ما بين 15 ألف دولار و45 ألف دولار بحسب المواصفات، معتبراً أن السيارة الصينية بسعر 15 ألفاً توازي بمواصفاتها سيارة أوروبية بسعر 30 ألف دولار أميركي.