في تحولٍ غير متوقع للأحداث، يضع الملياردير الأميركي إيلون ماسك، المبتكر التكنولوجي المعروف بريادته في مجال المركبات الكهربائية والسفر إلى الفضاء، أنظاره الآن على صناعة الهواتف الذكية. ويركز مشروع ماسك الأحدث على دمج شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة مباشرة في الهواتف الذكية، ما يعد بإعادة تعريف مشهد تكنولوجيا الهاتف المحمول. ويأتي ذلك تزامناً مع عمل شركات عالمية عملاقة، تتصدرها شركتا "أبل" الأميركية و "سامسونغ" الكورية الجنوبية على الجيل التالي من الهواتف الذكية التي ستحمل تطورات تكنولوجية مذهلة.ثورة في الهواتف الذكيةيتمثل جوهر أحدث مشروعات ماسك في تطوير شريحة ذكاء اصطناعي متطورة ومصممة لتعزيز قدرات معالجة الهواتف الذكية. وهذه الشريحة الجديدة، التي طورتها شركته "نيورالينك"، تسمح للهواتف الذكية بإجراء عمليات حسابية معقدة على قدم المساواة مع أجهزة الكمبيوتر الشخصية المتطورة. ومن خلال تضمين شريحة الذكاء الاصطناعي هذه، يمكن للهواتف الذكية أن تقدم تخصيصاً غير مسبوق، وتتعلم عادات المستخدم وتفضيلاته بدقةٍ معقدة.وتتمتع هذه التكنولوجيا بإمكانية تحويل المهام اليومية للهواتف الذكية، بدءاً من تحسين وظائف الكاميرا من خلال التعديلات في الوقت الفعلي وتوفير ترجمات لغوية دقيقة إلى تشغيل تطبيقات الواقع المعزز بأقل قدرٍ من زمن الوصول. وبالتالي فإن دمج شريحة الذكاء الاصطناعي هذه في الهواتف الذكية يحمل إمكانيات لا حدود لها في القدرة على التعلم من عادات المستخدم، وتكييف الأداء مع الاحتياجات الفردية. كما ستحدث تقدماً كبيراً في تطبيقات الواقع المعزز، وستزيد من كفاءة البطارية، لأن الشريحة الموفرة للطاقة تهدف إلى إطالة عمر البطارية بشكلٍ كبير، وهو مصدر قلق دائم لمستخدمي الهواتف الذكية.الميزات والابتكاراتولا تهدف شريحة "نيورالينك" إلى تعزيز قدرات المعالجة وحسب، ولكن أيضاً تعزيز التفاعلات الأكثر ذكاءً وبديهية مع الأدوات التقنية اليومية. وتشمل الابتكارات الرئيسية قوة معالجة محسنة إذ صُممت شريحة الذكاء الاصطناعي هذه لتمكين الهواتف الذكية من أداء المهام التي كانت ممكنة تقليدياً على أجهزة الكمبيوتر عالية الأداء حصراً.ويتوقع الخبراء العديد من الآثار المترتبة على سوق الهواتف الذكية إذا نجح مشروع ماسك الطموح، ومنها التحول في ديناميكيات السوق خصوصاً أن شركات تصنيع الهواتف الذكية الكبرى ستحتاج إلى إعادة تقييم استراتيجياتها التكنولوجية للتنافس مع دمج الذكاء الاصطناعي.وبظهور هذا المشهد التنافسي الجديد قد تعيد شركات التكنولوجيا الناشئة النظر في نهجها تجاه الابتكار، ما يؤدي إلى تسريع التطوير في التكنولوجيا التي تركز على الذكاء الاصطناعي.وينتظر المستهلكون وعشاق التكنولوجيا بفارغ الصبر لمعرفة ما إذا كان هذا المشروع الطموح سيتحقق خصوصاً أنه قد يشكل سابقة، ويدفع حدود ما نتصوره ممكناً مع الأجهزة المحمولة.ابتكارات للمستقبلإلى ذلك تعمل شركتا "أبل" و"سامسونغ" حالياً على ابتكاراتٍ في الهواتف الذكية في مجالاتٍ مختلفة، وستكون هواتفها الذكية التي ستُطرح في الأسواق خلال السنوات القلية المقبلة أكثر قدرة على تحليل السلوك وتوقع احتياجات المستخدم، مثل ضبط الإعدادات تلقائياً أو تقديم توصيات بناءً على الموقع والعادات. وسيعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين جودة الصور ومقاطع الفيديو من خلال التحسين التلقائي وتثبيت الصورة وحتى التعديلات في الوقت الفعلي.وستلعب تطبيقات الواقع المعزز للهواتف الذكية، حسب رؤية الشركتين، دوراً رئيسياً في التسوق والتعليم والترفيه، ما يسمح للمستخدمين بتصور الأشياء في بيئتهم الحقيقية. وسيتم إقران الهواتف الذكية بشكلٍ متزايد بنظارات الواقع المعزز، والتي يمكنها عرض المعلومات في الوقت الفعلي في مجال رؤية المستخدم. ويمكن أن يفتح دمج الواقع الافتراضي في الهواتف الذكية إمكانياتٍ جديدة لتجارب الألعاب والترفيه الغامرة.كما تسعى الشركتان للاستفادة من الابتكارات في تكنولوجيا البطاريات لا سيما البطاريات ذات الحالة الصلبة، التي توفر عمر بطارية أطول بكثير دون الحاجة إلى شحن الهواتف الذكية بشكلٍ متكرر، أو الاستفادة من تقنيات مثل الشحن اللاسلكي عن بعد القادرة على شحن الهواتف الذكية باستمرار دون الحاجة إلى توصيلات.وستصبح الهواتف الذكية للشركتين أكثر مركزية في إدارة أجهزة المنزل الذكية، مثل منظمات الحرارة والأضواء وكاميرات المراقبة والثلاجات الذكية. كما ستّحسن التكامل مع المركبات باستخدام الهاتف الذكي كمفتاح، وهذا ما يفيد في الملاحة وإدارة إعدادات السيارات.يتطلع الباحثون حالياً إلى تقنية الجيل السادس 6G، والتي تعد بتقديم سرعات أسرع بعشرات المرات من تقنية الجيل الخامس 5G، مع تحسين الاتصال للأجهزة الذكية وإنترنت الأشياء. ويمكننا أن نتوقع رؤية بعض الهواتف الذكية المجهزة بمراقبة صحية أكثر تقدماً، مثل أجهزة مراقبة ضغط الدم أو أجهزة مراقبة الغلوكوز أو أجهزة استشعار لقياس مستويات الترطيب والاوكسجين. ويمكن الهواتف الذكية المستقبلية تقديم أدوات لمراقبة الصحة العقلية، مع تطبيقات الهواتف الذكية التي تحلل مستويات التوتر بناءً على السلوك أو التفاعلات، مثل الصوت أو وقت الشاشة. ومن المرجح أن تتميز الهواتف الذكية بإعدادات كاميرا أكثر تقدماً، مع المزيد من العدسات وقدرات تكبير أفضل وأجهزة استشعار مبتكرة لتحسين التصوير في الإضاءة المنخفض