دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيز التنفيذ، عند الساعة الثامنة والنصف من صباح اليوم الأحد، وذلك بعد 471 يوماً من الحرب الإسرائيلية على القطاع، على أن تبدأ عند الساعة الرابعة عصر اليوم، المرحلة الأولى من تنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين فصائل المقاومة الفلسطينية ممثلة بحركة حماس وإسرائيل.
خرق الاتفاق
وعلى الرغم من أن جيش الاحتلال أعلن تأخير سريان الهدنة، بسبب تأخير حركة حماس في تسليم قائمة بأسماء الأسرى الذين ستفرج عنهم، وعلى الرغم من عمليات قصف نفّذها جيش الاحتلال في شمال غزة، وفي رفح جنوب القطاع، سقط على إثرها 8 شهداء و20 جريحاً، خرج أهالي غزة إلى الطرقات، واحتفلوا بوقف إطلاق النار ورفعوا الأعلام الفلسطينية، وانتشرت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في مدن وشوارع قطاع غزة.
وأعلنت حركة حماس عن تأخير في تسليم قائمة الأسرى الإسرائيليين، "لأسباب فنية ميدانية". وقالت في بيان، وقبل وقت قليل من موعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ: "نؤكد التزامنا ببنود اتفاق وقف إطلاق النار ونشير إلى أن تأخر تسليم الأسماء التي سيتم إطلاق سراحها في الدفعة الاولى لأسباب فنية ميدانية".
فيما أعلن جيش الاحتلال، عند التاسعة صباحاً، أنه يواصل تنفيذ الهجمات في قطاع غزة، مؤكداً أن وقف إطلاق النار لم يدخل حيز التنفيذ بعد، وذلك لعدم تقديم حماس القائمة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هغاري: "الجيش الإسرائيلي يواصل ضرب أهداف في منطقة غزة في الوقت الحالي، ووفقاً لتوجيهات رئيس الوزراء فإن وقف إطلاق النار لن يدخل حيز التنفيذ حتى تفي حماس بالتزاماتها".
انسحاب بن غفير
يأتي ذلك، فيما أعلن وزراء حزب "القوة اليهودية" برئاسة إيتمار بن غفير، ولديه 6 أعضاء في الكنيست، الانسحاب من الحكومة والاستقالة من الائتلاف، فيما امتنع وزير المالية ورئيس حزب "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموتريتش، عن الانسحاب من الحكومة في هذه المرحلة. وقال: "لن نبقى في حكومة توقف الحرب ولا تواصلها حتى النصر المطلق على حماس".
ومع انسحاب أعضاء الكنيست عن حزب بن غفير من الائتلاف، فإن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، ستخسر دعم 6 مقاعد في الكنيست، لكن ذلك غير كافٍ لإسقاطها، حيث ستبقى تحظى بدعم 62 من الأعضاء.
بنود الاتفاق
ويظهر اتفاق وقف إطلاق النار الذي أقرته الحكومة الإسرائيلية، أنه سيتم الإفراج عن ألف و904 أسرى فلسطينيين في المجمل، بينهم 737 أسيراً محتجزين في سجون مصلحة السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى ألف و167 فلسطينياً من قطاع غزة، كانوا قد اعتقلوا خلال العمليات البرية، ويحتجزهم جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولم يشاركوا في أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وتشمل الصفقة في مرحلتها الأولى تحرير 290 أسيراً فلسطينياً من المحكومين بالمؤبد؛ وتضم أيضاً جميع الأشبال والنساء وعددهم 95 شخصاً، بينهم 87 أسيرة.
ويتألف الاتفاق من 3 مراحل، تبلغ مدة كل منها 42 يوماً، وتشمل المرحلة الأولى الإفراج عن 33 إسرائيلياً محتجزين في قطاع غزة من أصل 98، سواء كانوا أحياء أو أمواتاً.
وتتضمن المرحلة الثانية من الاتفاق عودة الهدوء وتبادل المزيد من الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين، دون الكشف في المرحلة الراهنة عن الأعداد من الطرفين، بالإضافة إلى انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من قطاع غزة.
وتركز المرحلة الثالثة من الاتفاق على إعادة إعمار قطاع غزة على مدى 3 إلى 5 سنوات، وتبادل جثث الموتى ورفات الشهداء، وفتح جميع المعابر أمام حركة الأفراد والبضائع.