2025- 01 - 18   |   بحث في الموقع  
logo تفاصيل جديدة عن الحكومة.. هكذا ستتوزع الحقائب الوزارية logo بايدن يخفف قيود التعامل مع سوريا..ويسمح للحكومات العربية بدعمها logo مساعدات بـ60 مليون يورو للجيش! logo تطوّر بارز.. نواف سلام يلتقي محمد رعد! logo العماد ميشال عون يتمتع بصحة جيدة logo مصر: إسرائيل ستطلق سراح 1890 معتقلاً فلسطينياً بالمرحلة الأولى logo اجتماع للمانحين الدوليين: 117 مليون دولار لدعم الجيش logo صحة غزة: 3 مجازر خلفت 23 شهيداً خلال 24 ساعة رغم اتفاق وقف إطلاق النار
"قوس النصر"...لوحات تؤرخ للمقاومة والهوية
2025-01-18 13:55:47

يفجّر الفن أنبل ما في الإنسان من شحنات وطاقات. وفي اللحظات العصيبة، تحت وابل الحروب والمآسي والأزمات، تأبى منظومة الجَمال إلا أن تنفتح على الدماء الزكية والتضحيات، وتستوعب بطولات المقاومة والنضال والتمسك بالهوية، وتستدعي مقومات الشخصية العربية والحضارة الخالدة في مواجهة الاحتلال الصهيوني وأعوانه الدخلاء.هكذا، تلتقي 25 فنانة تشكيلية عربية من أجيال متعاقبة بتجاربهن المتنوعة في معرض جماعي بعنوان "ملتقى الحضارات في أرض التسامح"، لتؤرخ أعمالهن الانسيابية المتدفقة ملاحم الصمود والكرامة العربية، خصوصًا في فلسطين وجنوب لبنان. وقد انطلق المعرض مؤخرًا في قصر النجمة الزهراء، أحد معالم التراث الأصيل في تونس، الذي تجمع هندسته بين خصائص المعمار التونسي، وزخارف الفن الأندلسي. وأشرفت على تنظيم المعرض أكاديمية الفنانة سناء هيشري، وهي تشكيلية بلجيكية بارزة ذات أصول تونسية، تخرجت في المعهد الفلكي للفنون الجميلة ببروكسل، وتعمل أستاذة للفنون الجميلة.
(إشراق مبارك_قوس النصر)من خلال الرسم الحجري الفريد، وبتقنية أحادي اللون، لتوحيد التراث العربي والهوية العربية، تتجاور أعمال الفنانات المبدعات من خلال آلية تصوير الفريسكو (التصوير الجصّي)، المعتمدة على استخدام الجبس الطري، والتي كانت شائعة قديمًا في دول حوض البحر المتوسط، وبخاصة في مصر والمغرب وإيطاليا والجنوب الأوروبي.تجسّد أعمال المعرض في مجملها بانوراما متجانسة لقصة الكفاح العربي والحضارة العربية، قديمًا وحديثًا. وترفع الأعمال جميعًا شعار "قوس النصر"، وهو عنوان لوحة الفنانة إشراق مبارك، التي تتضمن في طياتها فصولًا طويلة من التاريخ اللبناني الحافل بالتضحيات والانتصارات. وتستدعي الفنانة آثار مدينة صور في جنوب لبنان، التي أدرجتها منظمة اليونسكو في لائحة مواقع التراث العالمي كواحدة من أعرق المدن في العالم، إذ تعود إلى أكثر من أربعة آلاف سنة. تلتقط أصابع إشراق مبارك المرهفة قوس النصر في موقع البص الأثري بمدينة صور، متخذة منه رمزًا جماليًّا أيقونيًّا لتواصُل الانتصارات عبر التاريخ، على حد ما ترويه النصب المعمارية المشيدة في الإمبراطورية الرومانية بهدف إحياء ذكرى البطولات العسكرية. وبين حجارة قوس النصر الضخمة، تتداخل الأعمدة الشامخة بما فيها من نقوش ورموز منحوتة بعناية وحساسية.وإلى زهرة المدائن، حيث توثق الفنانة آمنة القرمازي في لوحاتها سيرة القدس وسردياتها التاريخية والجغرافية، مستدعية المسجد الأقصى وأبرز معالم المدينة الدينية والأثرية. وتخط الفنانة لمساتها التعبيرية الكاشفة، لتستنطق الأحجار الصماء وتستخرج ما وراء الأسطح الخارجية من أعماق إنسانية ونورانية وقيم أصيلة شفيفة.(سميرة ميلادي_جامع الباسي- جزيرة جربة التونسية)وتحت المظلة ذاتها، تعيد الفنانة لطيفة العنابي قراءة مدينة صنعاء القديمة كعبق للماضي وزهرة للحاضر، وقد كانت المدينة اليمنية تُعرف باسم المدينة المسوّرة، وتحتوي على سبعة أبواب، يتبقى منها باب اليمن، إلى جانب بعض البقايا الأثرية.وتبحر الفنانة نور جمل في هالات مسجد شنقيط، الأقدم في موريتانيا منذ ستة قرون، خالعة الوضاءة الإشراقية التصوفية على المكان والمتعبدين في آن واحد. وتغوص الفنانة سهام القراندي نميسي في أسرار مدينة غدامس القديمة "لؤلؤة الصحراء"، وهي واحة نخيل كانت تسمى مدينة القوافل، وتعد من أشهر النقاط على خط التجارة بين شمال الصحراء الكبرى وجنوبها. فيما تبرز الفنانة هالة التليلي جماليات مدينة سامراء الأثرية على ضفاف نهر دجلة شمال بغداد، وهي التي كانت مقر العاصمة الإسلامية في الدولة العباسية.ولا تغفل التشكيليات النابهات فن الخط العربي بتجلياته وتمثلاته المعاصرة، كتكوين بصري دالّ وليس مجرد حروف مقروءة. وتستوحي الفنانة منى المنيف الخط العربي، الذي اعتمدته اليونسكو ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي، في لوحتها "حضارة تركت جَمالها على كسوة الكعبة"، مُطلقة دلالات الكلمات والآيات القرآنية "الله نور السماوات والأرض" من أجساد الطائفين بالبيت العتيق، وأرواحهم المشعة وضاءة وجلالًا.وتصوّر الفنانة دلندة دريرة، الدرعية التاريخية على ضفاف وادي حنيفة قرب مدينة الرياض، كنفحة للماضي بروح الحاضر المشرق، وتتضمن آثارًا وقصورًا تاريخية بطراز المعمار النجدي. فيما تستحضر الفنانة سرين العروسي باب مكة، أو بوابة جدة التاريخية، التي ترجع إلى قرابة ثلاثة آلاف عام كحاضرة يلتقي فيها الصيادون على ساحل البحر الأحمر. ويشكل باب مكة بتصميمه المعماري التقليدي المدخل الأساسي للبلدة القديمة بجدة، والممر الأساسي للحجاج القادمين من مكة، ويمثل أحد المعالم الحضارية والسياحية البارزة في المنطقة، ولذا أدرجته اليونيسكو ضمن لائحة التراث العالمي.وتستعرض الفنانة سميرة ميلادي في لوحتها كنوز جامع الباسي المشيّد في القرن الثاني عشر في جزيرة جربة التونسية، المسجلة أيضًا ضمن مواقع التراث العالمي في سجلات اليونسكو، ليمثل المعرض الجماعي في مجمله خريطة كبرى للتحقق العربي، والوجود الفاعل في الجغرافيا والتاريخ وسلسلة الحضارات الإنسانية، رغم ما يحيط بالمنطقة من أخطار، وينتابها من صدمات وأزمات وانتهاكات.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top