2025- 01 - 18   |   بحث في الموقع  
logo غوتيريش بعد لقائه الرئيس عون: مستعدون لتقديم كل أشكال الدعم للبنان logo وزير الاتصالات ينتقم من موظفة سبق وأهانها مستشاره logo طرابلس.. اشكال مسلّح يودي بحياة شابّ logo غزة: وقف النار في الثامنة والنصف صباح الغد logo الشيخ نعيم قاسم: لا تختبروا صبرنا.. logo أسرار الصحف logo عناوين الصحف logo مانشيت “الأنباء”: المطبخ الحكومي انطلق والخط مع بري مفتوح …
صفقة غزة، مجهولة الأب
2025-01-18 08:55:51

صورة الفلسطينيين في غزة وهم يعبرون عن فرحهم باتفاقية وقف إطلاق النار، تكرر صورة اللبنانيين منذ حوالى الشهرين، وهم يبتهجون بحدث مشابه على خلفية الدمار في الصورة ودوي القصف الإسرائيلي.وسط هذه البهجة المثيرة للحزن والأسى، تنبري أصوات من مختلف منابر محور إيران لتعلن النصر المظفر على العدو. لا يلتفتون إلى أن الفلسطينيين واللبنانيين يبتهجون بوقف آلة الدمار والموت الإسرائيلية، وليس بالانتصار عليها ودوي قصفها لا يزال يصم آذانهم ويواصل قتلهم وتدمير بيوتهم وحواضرهم.
التشبه بالعدو "خيانة" طبعاً، لكن هل كان لهم أن يفعلوا كما فعل العدو، ويجروا استقصاء رأي بين اللبنانيين والفلسطينيين ويسألوهم من، بنظرهم، انتصر في الحرب: حماس أو إسرائيل؟ وتبين أن 30% من الإسرائيليين هم "خونة"، ورأوا أن حماس هي المنتصرة.المرشد الأعلى الإيراني رأى في صفقة غزة أن العالم أدرك أن صبر الفلسطينيين وصمود قوى المقاومة أجبر النظام الصهيوني على التراجع. وأجهزة الأمن الإيرانية، وبعد أن عبرت عن تضامنها مع الشركاء في جبهة المقاومة الإسلامية في غزة، وإعجابها بشجاعة حزب الله وأنصار الله وفصائل المقاومة في العراق، وحذرتهم من احتمال خرق "الشيطان الصهيوني" للاتفاقيات، والبقاء على أهبة الاستعداد لمواجهة حروبه الجديدة وجرائمه، أعربت عن الأمل في أن يقيموا الصلاة في المسجد الأقصى في القدس في وقت ليس ببعيد، وأن يتصدر الخبر صفحات الإعلام الأولى، حسب صحيفة NG الروسية.
ونقلت الصحيفة الروسية الأخرى SP عن عضو المكتب السياسي في حماس عزت الرشق تصريحه لقناة "الجزيرة" بأن "العدو تم تركيعه". وعلقت الصحيفة مندهشة بالقول أن الرشق لم يتوقف عند الـ50 ألفاً من سكان غزة الذين فقدوا حياتهم في هذه الحرب. والصحيفة هذه هي صحيفة القوميين الروس المتشددين المعروفين بشدة تمسكهم بكل ما هو تراث روسي، وفي الطليعة منه العقيدة القتالية الروسية التي لا تلتفت إلى عدد قتلى الروس في الحروب.الإعلام الإسرائيلي الناطق بالروسية، والذي ينقل معظم ما ينشره الإعلام الناطق بالعبرية أو الإنجليزية، تجمع نصوصه على تحميل نتنياهو مسؤولية تأخير صفقة التبادل مع حماس منذ آذار المنصرم حتى الآن. ولم يكن ليوافق عليها الآن ويتبناها متردداً في دعوة الكابينت إلى الاجتماع للموافقة على الصفقة، خوفاً من تنفيذ وزيريه بن غفير وسموتريتش تهديدهما بالاستقالة من الحكومة، لولا إصرار ترامب على إنهاء "هذه الحرب اللعينة" قبل دخوله البيت الأبيض. وكان ملفتاً بلهجته القاسية نص لصحيفة هآرتس الذي نقله غلى الروسية موقع Detaly في اليوم عينه (16 الجاري)، وعنونه بالقول "على الإسرائيليين التخلي عن كبريائهم وشكر ترامب الفظ".
قال كاتب النص الصحافي الإسرائيلي المعروف بعدائه لنتنياهو، كما يوصف، إن على الإسرائيليين أن ينظروا إلى الواقع بصدق ونزاهة، كما هو عليه. فعودة الرهائن المرتقبة ووقف العمليات الحربية، هي من صنع يد ترامب. دونالد ترامب، بأسلوبه الذي لا يجارى، أصدر الأمر لنتينياهو "أنهوا هذه الحرب اللعينة"، قبل تسلم منصبه. لقد انتهى كل هذا الهراء حول ممر فيلادلفيا وممر نتساريم ونهاية حكم حماس والتسوية الدائمة في غزة أو "خطة الجنرالات".وأضاف الكاتب بالقول إنه قد ضاع الكثير من الكلام والخطاب الإسرائيلي المتغطرس. وبحلول موعد حفل التنصيب، كان كل ما يتطلبه الأمر هو بعض التهديدات العامة ولكن الصريحة ومبعوث خاص (ستيف ويتكوف) لم يدرس العلوم السياسية في جامعة برينستون، بل جاء من عالم الأعمال. وينقل الكاتب عن زميل له في هآرتس ذكر الواقعة التي أصبحت معروفة، والتي تشير، من ناحية، إلى "دبلوماسية" ويتكوف اليهودي، ومن الناحية الأخرى، إلى اللهجة التي خاطب فيها نتنياهو. فأثناء زيارته إلى إسرائيل لتسريع إقرار صفقة غزة، طلب من نتنياهو عقد لقاء يوم السبت، وتحجج نتنياهو بقدسية يوم السبت لدى اليهود للاعتذار عن عقد الاجتماع، "لكن اللقاء تم"، كما كان مخططاً له، وتقدمت الصفقة إلى الأمام.
وقال الكاتب، "وأخيراً جاء الأميركيون إلى محميتهم لكي يشرحوا من هو السيد فيها". وليذكّروا بمن يصنع الطائرات والصواريخ الاعتراضية، ومن يبيع القنابل، ومن يوقع على شيكات المساعدات الدفاعية. ويجد الكاتب الأمر "محزناً للغاية" حين يكون من يذكر الإسرائيليين بذلك هو دونالد ترامب "الغاضب والوقح". وهذا لم يحدث مع جو بايدن "الطيب واللطيف والكريم".وعلى خلفية الزيارة الوحيدة لممثل ترامب إلى إسرائيل، والتي كانت كافية لكسر غطرسة نتنياهو وإتمام الصفقة، ذكّر الكاتب بالجولات المكوكية لوزير خارجية بايدن. وقال بأن الصفقة كان يمكن عقدها في أيار/مايو المنصرم، مما كان ليحفظ حياة أكثر من مئة جندي إسرائيلي في غزة، وكان ليسرع في إنهاء حرب الشمال مع كل ضحاياها ودمارها. وقال، "كم هي فظيعة" الجريمة التي ارتكبتها ضد إسرائيل والإسرائيليين حكومة نتنياهو بن غفير، بسبب الإدارة الأميركية "المتعاطفة والعاجزة".
ويرى الكاتب أنه لهذا السبب يجب على الإسرائيليين أن يتخلوا عن كبريائهم ويقولوا شكراً لترامب. كما عليهم أن يقولوا شكراً للسيدة ميريام أدلسون الإسرائيلية الأميركية، فاحشة الثراء وناشرة صحيفة "إسرائيل اليوم" ومن كبار المتبرعين لحملات ترامب الانتخابية، والتي يقال إنها هي التي أوحت لترامب بأن الوقت قد حان لإعادة الرهائن إلى بيوتهم وإنهاء الحرب. وليس من المستبعد أن تكون هي التي شرحت لترامب أن اللغة الوحيدة التي يفهمها نتنياهو، هي "القوة، ثم القوة، ثم القوة".الموقع الآخر الناطق بالروسية Vesty نقل عن يديعوت أحرونوت التابع لها نصاً رأى فيه كاتبه، المحلل السياسي في الصحيفة عوديد شالوم، أن حماس ليست وحدها التي كانت تعرقل التوصل إلى الصفقة. قال الكاتب إن الرهائن الإسرائيليين كان يمكن أن يعودوا إلى منازلهم منذ نصف سنة، بل وكان يمكن أن يعود معهم أحياء، أولئك منهم الذين قتلوا أو ماتوا في جحيم غزة.
قال الكاتب أنه من النادر أن يعترف صراحة بجريمته سياسي طامح للعب دور زعيم وطني، بل ويفاخر بها. ويصف بن غفير أنه رجل بلا خجل، ولا يملك أي حياء، و"لا حتى الأخلاق اليهودية". وهو متعصب عيّنه نتنياهو وزيراً للأمن القومي. فقد صرح مرتين خلال اليومين المنصرمين بالقول إنهم في السنة الماضية، وبفضل قوتهم السياسية، تمكنوا من الحؤول دون التوقيع على صفقة التبادل مرة تلو الأخرى.وقال الكاتب إنه لو كان من أقرباء أحد الرهائن الأحياء، أو خصوصاً أحد الذين قتلوا أو ماتوا في الأسر، "لكنت أصبت بالجنون". فوزير رفيع المستوى يعلن بالفم الملآن أنه استخدم قوته السياسية لتعطيل الصفقة، أي الإاتفاقية التي تعيد الإسرائيليين المخطوفين إلى ديارهم.
يشير الكاتب إلى تصريح بتسليل سموتريتش إثر 7 أكتوبر مباشرة، بأنه لو طالب المجتمع الإسرائيلي بسقوط الحكومة، لكان محقاً في ذلك. لكنه سرعان ما برأ نفسه مع الحكومة من المسؤولية الجماعية عن هذا الفشل الذريع. ويقول إن لدى بن غفير وسموتريتش معلّم ممتاز في التبرؤ من المسؤولية. فنتنياهو، وعبر أذرعه في الكنيست والإعلام، تمكن من الإطاحة بثقة المجتمع بالمحكمة العليا. وهو بذلك يعرقل إنشاء لجنة تحقيق رسمية يعين أعضاءها رئيس هذه المحكمة.
ويقول الكاتب أن على نتنياهو أن يعلم أن القسم الأعظم من المجتمع الإسرائيلي لن يسمح له بالتهرب من المسؤولية، وسيجبره على المثول أمام لجنة رسمية مستقلة.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top