ترتفع صرخة الأهالي في القرى والبلدات الحدودية وتحديدا في منطقة الدريب الأعلى، إعتراضا على عمليات التهريب النشطة عند الحدود مع سوريا، حيث تعبر يوميا مئات الشاحنات المحملة بالبضائع حاجز شدرا ومنها الى بلدات مشتى حسن ومشتى حمود، ووادي خالد حيث تكمل الشاحنات طريقها الى المعابر الحدودية غير الشرعية. وتعد معابر جسر الأسود، الخط الغربي، معابر خط البترول: (الحج عيسى، شهيرة، وأبو جحاش)، معبر وادي الواويات، ومعابر حنيدر، الأكثر نشاطا إذ تدخل الشاحنات من دون أي مساءلة بسبب غياب الرقابة من الجانبين، وتحديدا من الجانب السوري الذي كان يعمد سابقا الى ضبط الحدود من جانبه.
عبور مئات الشاحنات يوميا، زاد من التحديات الملقاة على عاتق المواطنين في تلك القرى، والذين بات يتعين عليهم الانتظار لساعات لتأمين إحتياجاتهم أو إيصال أبنائهم الى المدارس، كل ذلك يجري في وضح النهار وأمام أعين القوى الأمنية والجيش اللبناني الذي ينحصر دوره فقط في تسجيل المعلومات وبيانات الشاحنات من دون التدخل بنوع الحمولة أو تفتيشها، الأمر الذي يطرح سلسلة تساؤلات عن القرار السياسي المتخذ في هذا الاطار؟ وهل يعقل أن يرى اللبنانيون المواد الأولية التي يعجزون عن تأمينها من دخول سوريا وهم محرومون منها، ومتى ستتخذ الدولة اللبنانية قرارا فعليا بضبط الحدود؟ وأين الكلام الذي أشيع عن إنتشار الجيش اللبناني وضبط المعابر؟ والى متى السكوت والتسلح بالصمت حيال كل الفوضى الحاصلة؟
“ما يجري مستفز للغاية ولا يمكن السكوت عنه، كما أن الطرق العامة ضيقة وغير مؤهلة لحركة الترانزيت، ونحن نضطر للبقاء في سياراتنا لساعات حتى نتمكن من عبور حاجز الجيش، وهناك مواطنين يملكون أراضي ومؤسسات فوق الحاجز وبالتالي هم مجبرون للعبور مرارا وهذا الأمر كارثي”، يقول الأهالي في بلدة شدرا.
ويضيف هؤلاء: إن المنطقة الحدودية عبارة عن سوق حرة يجري فيها تبادل مختلف أنواع السلع بين الجانبين، فالشاحنات تدخل محملة بالباطون والمحروقات والحديد على أنواعها الى سوريا، وتعود الى لبنان محملة بالخضار والخردة، إضافة الى تهريب السلاح الذي نشط بشكل لافت عقب سقوط النظام. وكان الأمن العام السوري في طرطوس قد أعلن عن إحباط عملية تهريب أسلحة وصواريخ الى لبنان عبر المعابر غير الشرعية.
أما في ما يتعلق بتهريب الأشخاص، “حدث ولا حرج”، إذ يعبر المئات يوميا الى لبنان، عند مقلبي النهر وبشكل طبيعي من دون أي إشكالات، حيث انتعشت حركة السماسرة والمهرّبين الذين عمدوا إلى تسهيل نقل العائلات السورية في اتجاه الداخل اللبناني.
موقع سفير الشمال الإلكتروني