على وقع الانقسام السياسي المستجد وما قد يعتبره البعض “تغيّراً” في موازين القوى، وصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت امس، ليكون ثاني رئيس دولة يزور لبنان بعد انتهاء الشغور الرئاسي.
والزيارة التي وان كان ظاهرها انها لتهنئة الرئيس المنتخب العماد جوزيف عون بتوليه سدة رئاسة الجمهورية، حملت في طياتها معانٍ ورسائل متعددة، خاصة وانه بين بيروت وباريس علاقة تاريخية قديمة وارتباطا يمكن وصفه بالـ”عضوي”، ناهيك عن اهتمام فرنسا الدائم بلبنان كونه متنفسها الى الشرق الاوسط. وبالتالي فإن زيارة “اليوم الواحد” لماكرون اكدت دعم فرنسا ومن خلفها الاتحاد الاوروبي للعهد الجديد واستعدادها الكامل للتعاون معه، اذ ليس خافياً على احد العلاقة الجيدة التي تربط الفرنسيين برئيس الحكومة المكلف القاضي نواف سلام، ما قد ينعكس ايجابا ًعلى تسريع ولادة حكومة العهد الاولى.
وفي سياق متصل، اعلن ماكرون تنظيم مؤتمر دولي لجمع الاموال اللازمة من اجل اعادة اعمار الجنوب، وذلك فور زيارة الرئيس عون الى فرنسا، والمفترض ان يقوم بها في غضون الاسابيع القليلة المقبلة. وزيارة ماكرون التي تزامنت مع الزيارة “التضامنية” للامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتييريش الى لبنان والتي تستمر لثلاثة ايام، كان بارزاً خلالها التأكيد الفرنسي على احترامه لسيادة لبنان، كما التشديد على التزام باريس بتنفيذ وقف إطلاق النار بالجنوب وانسحاب إسرائيل وفق الاتفاق المبرم.
الى ذلك، تحدثت مصادر متابعة على ان نقاش الرئيس الفرنسي مع المسؤولين الذين التقاهم، تطرق الى كيفية مساعدة لبنان على تحقيق الاصلاحات المطلوبة لاعادة ثقة المجتمع الدولي به. مرجحة ان يكون ماكرون حاول خلال لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري لعب دور الوسيط في تذليل العقبات بين الثنائي الشيعي والرئيس المكلف نواف سلام.
اذاً، هي زيارة متعددة الاهداف، حاول من خلالها ايمانويل ماكرون التأكيد على عمق العلاقة التي تجمع بلاده بمختلف مكونات المجتمع اللبناني في محاولة للعب دور ريادي جديد على الساحة اللبنانية. فهل تعود فرنسا لتكون “الام الحنون” للبنانيين على اختلاف انتماءاتهم؟!.،
The post ماكرون في لبنان.. هل يعود زمن “الام الحنون”؟.. ديانا غسطين appeared first on .