يحرص الرئيس المكلف نواف سلام على أفضل العلاقات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، إنطلاقا من إقتناعه بأن نجاح حكومته تأليفا وثقة ومن ثم عملا وإنتاجا مرتبط بالتعاون معه.
لذلك، جاء لقاء عين التينة بين بري وسلام إيجابيا بالشكل والمضمون، ففي الشكل بدا على الرئيسين الارتياح الكامل والابتسامات التي تنم عن التوصل إلى توافقات أو قواسم مشتركة، وفي المضمون فقد جاء كلامهما عن “اللقاء الواعد والتعاون والقراءة في الكتاب الواحد”، ليؤكد أن التوافق قطّع شوطا كبيرا.
وجاء حرص الرئيس سلام على القول بأن “الإستشارات النيابية غير الملزمة إختتمت بلقاء الرئيس بري”، وأنه زار رئيس الجمهورية جوزيف عون بعد اللقاء ليضعه في أجوائها، للتأكيد بأنه لا يريد إقصاء أي مكوّن وأنه حريص على المكون الشيعي، معتبرا ان لقاءه مع الرئيس بري هو جزء من هذه الاستشارات كممثل عن الثنائي كتلة التنمية والتحرير وكتلة الوفاء للمقاومة.
وبدا واضحا أن كلام الرئيس سلام مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومع الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريتش حول الخروقات الاسرائيلية وضرورة وقفها والخروج من كل الأراضي اللبنانية بعد إنقضاء مهلة الستين يوما والتحذير من مغبة البقاء الاسرائيلي في القرى الحدودية، كل ذلك كان بمثابة رسائل واضحة من سلام للثنائي الشيعي بأنه لا يمكن أن يفرط بالسيادة الوطنية ولا بحقوق أبناء الجنوب، الأمر الذي عزز من الأجواء الايجابية.
وتشير المعلومات إلى أن الرئيس بري خرج مرتاحا من اللقاء مع سلام وترجم هذا الارتياح خلال اللقاء الذي جمعه مع الرئيسين عون وميقاتي مع الرئيس ماكرون وعبر التصريحات التي أدلى بها والتي عكست أن الأمور تسير على ما يرام.
وفي الوقت الذي أكد فيه بري أنه لم يدخل في لعبة الأسماء مع الرئيس المكلف، تؤكد المعلومات أن الثنائي سيكون له حق الفيتو على أسماء الوزارء من الطائفة الشيعية والتي سيطرحها سلام وصولا إلى التوافق على العدد الذي يتناسب مع التمثيل الشيعي بما في ذلك وزارة المالية التي يبدو أن النائب السابق ياسين جابر سيكون على رأسها في حكومة العهد الأولى..
وفي الوقت الذي يتجه فيه الرئيس سلام إلى طرح تشكيلة حكومية من كفاءات وخبرات غير حزبية، تزدحم مواقع التواصل الاجتماعي بالتشكيلات الوزارية التي لا تمت إلى الحقيقة ولا إلى المنطق، خصوصا أن الرئيس سلام أطلع الرئيس عون على نتائج الاستشارات النيابية غير الملزمة يوم أمس وهو لم يبدأ بجوجلة الأسماء بعد.
في غضون ذلك، تتجه (المعارضة السابقة.. الموالاة حاليا) إلى التمسك أكثر فأكثر بالمحاصصة الوزارية، وقد أعلنها النائب جورج عدوان أكثر من مرة بأن القوات اللبنانية تصر على تمثيلها بحسب عدد نوابها مطالبا بأربعة وزراء مقابل (١٩ نائبا)..
ويبدو واضحا أن ثمة امتعاضا من المعارضة السابقة، وعينا حمراء تجاه الرئيس سلام الذي كانت تريدة أن يتشفى بالثنائي وأن يواجهه نيابة عنها وصولا إلى إستبعاده عن المشهد السياسي، لكن رياح الثنائي جاءت بعكس ما اشتهت المعارضة السابقة التي ستجد نفسها مجبرة على الشراكة الوطنية مع الثنائي وضمن الحكومة، وليس من باب الشعارات الفارغة وذر الرماد بالعيون..
The post أجواء إيجابية بين بري وسلام .. والقوات تتمسك بالمحاصصة الوزارية!.. غسان ريفي appeared first on .