نقلت صحيفة "العربي الجديد"، اليوم الجمعة، عن مصدر قيادي بارز في حركة حماس، قوله إن الحديث الإسرائيلي، بشأن استئناف الحرب عقب انتهاء استحقاقات المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ربما يكون لأسباب داخلية، في ظل حالة الانقسام والخلافات الداخلية في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو.
وقال القيادي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، في تصريح خاص للصحيفة، إن هناك تعهدات من الوسطاء، وأخرى مكتوبة في شأن عدم استئناف الحرب مرة أخرى، عقب انتهاء صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين، مضيفاً "نتنياهو كان يريد استئناف الحرب، عقب المرحلة الأولى، وأمام تمسك المقاومة برفض ذلك، واشتراطها عدم استئناف الحرب والعمليات العسكرية، تم التوافق على صياغة، بأنه يتم استئناف العمليات العسكرية في حال خرقت حماس الاتفاق".اقتراح صيغة
وأشارت الصحيفة إلى أن القيادي أوضح أن تلك الصياغة اقترحها الوسطاء، بعدما وجدوا فيها مخرجاً لنتنياهو، يسهّل مهمته أمام المتشددين في حكومته، لتسويق الاتفاق لديهم والهرب من دون الإخلال بالاتفاق. وذكرت الصحيفة، أن ذلك جاء في الوقت الذي اجتمع فيه وفد إسرائيلي من الجيش، وجهاز الاستخبارات "الشاباك"، وضم منسق أعمال الحكومة في الأراضي المحتلة غسان عليان، مع مسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري، وممثلين عن الجيش المصري، معنيين بأمن المناطق الحدودية، حيث تمت مناقشة آليات تنفيذ استحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار، وكيفية تنفيذ عملية تسليم وتسلم الأسرى، وآليات إدخال المساعدات، بالكميات المتفق عليها وفق الجداول الزمنية.إجراءات محددة
وكشفت "العربي الجديد"، نقلاً عن مصدر مصري مطلع على الترتيبات، عن أنه جرى الاتفاق على إجراءات محددة، يلتزم بها كل الأطراف في شأن عملية دخول المساعدات، مؤكداً أنه تم التوافق على آليات لها علاقة بالتفتيش، تضمن عدم تكدس شحنات المساعدات بمعبر كرم أبو سالم أو العوجة أو رفح، كما حدث عقب الهدنة الأولى في تشرين الثاني/نوفمبر 2023. في المقابل، اجتمع المسؤولون في جهاز المخابرات العامة، مع مسؤولين فلسطينيين في إدارة المعابر في السلطة الفلسطينية، بحضور السفير الفلسطيني في القاهرة دياب اللوح، من أجل التوافق على مجموعة من الإجراءات المتعلقة بترتيبات تشغيل معبر رفح، وعملية عودة الفلسطينيين العالقين في القاهرة إلى غزة، وكذلك الخروج من القطاع سواء لمن تبقى من العالقين أو المصابين وأسرهم لتلقي العلاج بالخارج، في ظل وجود دور رئيسي للسفارة الفلسطينية في القاهرة، بشأن تصاريح الخروج والدخول عبر القوائم المسجلة لديهم.
وأشارت "العربي الجديد" إلى أنه شارك في الاجتماع من الجانب الفلسطيني، مدير عام المعابر والحدود الفلسطينية، نظمي مهنا، ووكيل الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية، أيمن قنديل. في السياق، من المقرر أن يصل إلى القاهرة، وفد أوروبي غداً السبت، للاتفاق حول الترتيبات المتعلقة بالدور الرقابي الخاص بتشغيل معبر رفح، وذلك ضمن ما تم الاتفاق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار.