بين بعبدا وعين التينة، لا يزال لبنان يشهدُ على مزيدٍ من الأجواء التفاؤلية ولو بحذَر، لإنجاز ما يمكن أن يتم إنجازه في ظروف دولية وإقليمية مؤاتية، فيما الأهم يبقى ليس الوعود بقدر ما هو تشكيل حكومة ذات طابع إصلاحي، تنطبق فيها معايير تشكيلها على الجميع.
ففي القصر الجمهوري، وعودٌ من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي حط في لبنان بزيارة خاطفة، من دون أن ينسى بعض الخطوات ذات الطابع الشعبي كالمرور في حي الجميزة. وقد شدّد ماكرون على دعم الجيش اللبناني، كاشفاً عن تنظيم مؤتمر دولي لحشد الدعم للبنان، ولافتاً إلى أهمية الحفاظ على وقف إطلاق النار وبسط سيادة الدولة.
أما رئيس الجمهورية، فشدّد من جهته على أن تستكمل شركة "توتال" طريق استخراج الغاز التي شقها الرئيس العماد ميشال عون في عهده. وأكد أهمية تثبيت وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من الأراضي التي لا تزال موجودة فيها ضمن المهلة المتفق عليها في اتفاق وقف إطلاق النار، كما دعا الى اعادة الاسرى فضلاً عن إعادة إعمار القرى والمناطق اللبنانية التي تهدمت. هذا وقد عقد بعد المؤتمر، اجتماع رباعيّ ضم إلى الرئيسين عون وماكرون رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.
إلى ذلك، يترقب اللبنانيون نتائج تشكيل حكومة نواف سلام وخاصة بعد اللقاء الذي عقد اليوم بينه وبين بري، والذي عكس بعض التفاؤل بإمكانية الإتفاق بين الثنائي الشيعي عموماً ممثلاً ببري، وسلام الذي أشار إلى أن موضوع الحكومة سيُبَت بعد اجتماعه برئيس الجمهورية.
وقد كانت لافتة إشارة سلام إلى أنه يقرأ وبري في كتاب واحد هو الدستور المعدلّ بموجب إتفاق الطائف، مؤكداً ألا أحد سيعطل ولا أحد سيسمح بالفشل بتشكيل الحكومة.