وسط إجراءات أمنية مشددة، ومحاولات لقمع أي مظاهر للبهجة بالتحرر، بدأت مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي، استعداداتها لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المشمولين في صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ومن المتوقع إطلاق سراح الأسرى، من نقطتي تجميع رئيسيتين، هما سجنا عوفر وشيكما.استعدادات مصلحة سجون الاحتلال واتخذت إدارة السجون إجراءاتها واستعداداتها، من دون أن تتلقى قائمة محدثة بالأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم. وفي إطار استعداداتها، تعتزم المصلحة نقل الأسرى، المزمع الإفراج عنهم إلى مناطق الضفة الغربية المحتلة، إلى سجن عوفر، في حين سيتم نقل الأسرى الذين سيتوجهون إلى غزة، وسيتم نفيهم إلى الخارج، إلى سجن شيكما الواقع في مدينة عسقلان.
وقررت مصلحة سجون الاحتلال تغيير طريقة نقل الأسرى، بخلاف الصفقات السابقة، إذ لن تسمح لهم بالسفر في حافلات تابعة للصليب الأحمر. وبعد استلام قائمة بأسمائهم، ستستدعي موظفي الصليب الأحمر لتحديد هوية الأسرى، الذين سيُطلق سراحهم وتصويرهم. بعد ذلك، سيُنقلون بواسطة مركبات مصلحة السجون ووحدات "نحشون" و"متسدا" التابعة لها، حتى حدود القطاع، وإلى الضفة الغربية.لا صورة انتصر
ونقلت القناة 12 العبرية، اليوم الجمعة، عن مسؤول كبير في مصلحة السجون، قوله إنه "لن يُسمح بصورة انتصار وفرحة للمخربين (الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال)، الذين سيتجوّلون في أنحاء البلاد، خلال نقلهم، حتى يصلوا إلى وجهتهم. لذلك نحن من سننقلهم بوسائلنا الخاصة، ومن خلال القوات الخاصة في مصلحة السجون". وأضاف المسؤول أن جيش الاحتلال، هو الذي سينقل الأسرى إلى مصلحة السجون (في سجني عوفر وشيكما)، والتي ستتسلّمهم لتطلق سراحهم.
وقالت مصلحة السجون، في بيان، إنه وفقاً لتوجيهات مفوض السجون، لن يقوم الصليب الأحمر بمرافقة نقل الأسرى، لضمان عدم خروجهم عن "التعليمات الأمنية الصارمة، ومنع أي تعبير عن الفرح داخل إسرائيل".
من جهتها، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن خطى نقل الأسرى الفلسطينيين، تشمل تنسيقاً عملياتياً دقيقاً، واستعدادات لوجستية، إلى جانب تعليمات تهدف إلى منع التعبير عن الفرح. وأضافت أن مفوّض السجون اللواء كوبي يعقوبي، عقد اجتماعاً موسّعاً مع ممثلي الأجهزة الأمنية المختلفة، وجرى عرض واعتماد خطط العمل لعملية الإفراج المتوقّعة. وفي هذا الإطار، جرى إعداد بنية تحتية مناسبة في منشأتي الاحتجاز عوفر وشيكما، لاستيعاب الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم، قبل نقلهم إلى الضفة وغزة أو نفيهم، وفقاً للقوائم التي سيتم نقلها.
بدوره، نقل "العربي الجديد"، عن مصادر مصرية، قولها إن الجانب الإسرائيلي، طالب خلال المفاوضات المتعلقة بتنفيذ بنود الاتفاق، بأن يكون تسليم المحتجزين الإسرائيليين على الحدود المصرية، ومن ثم نقلهم إلى إسرائيل عبر معبر كرم أبو سالم، أو عبر مروحيات، مشيرة إلى أن ذلك يأتي في محاولة من الجانب الإسرائيلي، لتجنب المشاهد الاحتفالية التي أثارت مشكلات داخلية في التحالف الحكومي خلال الهدنة الأولى في تشرين الثاني/نوفمبر 2023.
وكشف مصدر قيادي في المقاومة الفلسطينية لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، عن بروز خلاف في المراحل الأخيرة من عملية التفاوض حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بشأن إدراج أسرى فلسطينيين من "أصحاب الأوزان القيادية الثقيلة" في صفقة التبادل، مشيراً إلى الاتفاق على إرجاء البت في هذه المسألة خلال المرحلة الثانية من الاتفاق.
وأضاف المصدر أن وفد التفاوض الإسرائيلي، كان يتمسك بـ"فيتو" على رموز قيادية في السجون الإسرائيلية، فيما طالب وفد حركة حماس بإرجاء التفاوض بشأن تلك الأسماء إلى المرحلة الثانية. وأشار إلى اعتراض إسرائيلي على بعض الأسماء، "ولكن كل ذلك سيكون مطروحاً للتفاوض في المرحلة الثانية، وهو الموقف الأخير الذي حُسم في الساعات الأخيرة". وقال القيادي إن الاحتلال، لا يزال متمسكاً برفض كامل لإطلاق سراح أي مقاتل من الذين عبروا في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، لكن جرى الاتفاق على ترحيل النقاش إلى المرحلة الثانية.