علمت "المدن"، أن خلوة بين الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون ورئيس مجلس النّواب نبيه برّي في قصر بعبدا قد عُقدت للبحث في ملفاتٍ عديدة أهمها تشكيل الحكومة بشكلٍ سريع وبالتعاون مع مختلف الأفرقاء، والبحث في تطبيق اتفاق وقف إطلار النار، والضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللّبنانيّة ضمن المهلة المحدّدة، فضلًا عن البحث في مشاريع إعادة الإعمار وسُبل الدعم الذي سيتمّ تقديمها للبنان.
وتأتي هذه الخلوة بعد انتهاء الاجتماع الموّسع الذي ضمّ كل من الرؤساء جوزاف عون وإيمانويل ماكرون ونبيه برّي ونجيب ميقاتي، تبعه مأدبة غداء على شرف ماكرون. ليُغادر بعدها برّي قصر بعبدا مكتفياً بالقول "انشالله خير".تعاون لبنانيّ – فرنسيّوخلال الاجتماع بماكرون، أكّد الرئيس عون على "أهميّة تثبيت وقف إطلاق النّار وانسحاب إسرائيل من الأراضي الّتي لا تزال موجودة فيها، ضمن المهلة المتَّفق عليها في اتفاق وقف إطلاق النّار". ورأى أنّ "المستجدّات الأخيرة في سوريا لديها انعكاسات على الوضع الشّرق الأوسطي عمومًا، ولبنان على وجه الخصوص، لا سيّما لجهة ضبط الحدود بين البلدين ومنع تسلّل الأشخاص بصورة غير شرعيّة، والعمل من أجل إعادة النّازحين السّوريّين إلى بلادهم". واعتبر الرّئيس عون أنّ "الاتفاق الّذي تمّ التّوصّل إليه في غزة، لا بد أن يحقّق نقلةً نوعيّةً إذا إلتزمت به إسرائيل". وطلب من ماكرون "الإيعاز إلى شركة "توتال" بالعودة لمواصلة عمليّات التّنقيب عن النّفط في البلوكات النّفطيّة البحريّة". كما دعا إلى "إعادة الأسرى، فضلًا عن إعادة إعمار القرى والمناطق اللّبنانيّة الّتي تهدّمت جرّاء العدوان الإسرائيليّ الأخير".
زيارة ماكرون إلى لبنانوكان قد عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إبان وصوله لبنان، اجتماعًا ثنائيًا مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي صباح يوم الخميس، استمر حوالي 45 دقيقة. وفي ختام الاجتماع، أعرب ماكرون عن سعادته بوجوده في لبنان الذي قال إنه دخل مرحلة جديدة، مشيدًا بالدور الذي لعبه ميقاتي خلال المرحلة الصعبة التي مرّ بها لبنان نتيجة الحرب الأخيرة. كما أكد ماكرون على استمرار الدعم الفرنسي للبنان، خاصة في المجالات الاقتصادية وإعادة الإعمار.
من جانبه، أكد الرئيس ميقاتي في تصريحاته عقب الاجتماع أن فرنسا ستواصل دعم لبنان في كافة الأصعدة، لاسيما من خلال دعم الجيش اللبناني وقطاع إعادة الإعمار. وأشار إلى أن ماكرون وعد بمتابعة هذا الموضوع من خلال عقد اجتماعات مستقبلية مشابهة لاجتماع باريس الذي عقد في أكتوبر الماضي لدعم لبنان. وفيما يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، ذكر ميقاتي أن ماكرون سيتابع هذا الملف من خلال اجتماعه مع الضباط المعنيين بآلية تنفيذ القرار 1701، مشيرًا إلى أن الأمور تسير نحو تنفيذ الانسحاب في الوقت المحدد.
بعد الاجتماع، انتقل ماكرون إلى قصر الصنوبر حيث وضع إكليلًا من الزهر على ضريح الجندي المجهول، ثم توجه إلى منطقة الجميزة في بيروت حيث قام بجولة تفقدية في المناطق التي تم ترميمها بعد انفجار 4 أغسطس 2020. خلال جولته، التقى ماكرون بالمواطنين في المنطقة الذين استقبلوه بحرارة، وزار مقاهي محلية ومدرسة "الثلاثة أقمار" حيث التقى مع طلابها. كما زار مقر الصليب الأحمر اللبناني، حيث تحدث مع المتطوعين.تشكيل الحكومةهذا وكان قد استقبل رئيس مجلس النواب نبيه برّي في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة القاضي نواف سلام، حيث تمّ عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية ونتائج الإستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها الرئيس سلام على مدى يومين في مجلس النواب. واستمر اللقاء ساعة، إكتفى بعده الرئيس بري بالقول :"اللقاء كان واعدًا".
بدوره، قال الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة القاضي نواف سلام: "في الحقيقة، البعض تساءل أمس بعد الإستشارات في مجلس النواب أنني وحسب التقاليد والأعراف لم أقل أي كلام حول حصيلة الإستشارات و قلت بأن الإستشارات لم تنته أمس، فهي إنتهت اليوم بعد لقائي دولة الرئيس ، لأجل ذلك لم أقل أي كلمة أمس". وأضاف : "لذا دعوني أضعكم في أجواء الإستشارات كلها ، في الحقيقة لا أريد أن أقول أكثرية بل كان هناك إجماع من جميع الكتل ومن النواب الذين التقيتهم على ضرورة النهوض سريعا بالبلد والعمل على الإنقاذ الذي أنا سأتعهد بالعمل 24 ساعة على 24 و7 أيام على 7 أيام، وشعوري من جميع الكتل والنواب المستقلين إستعدادهم للتعاون الإيجابي". وأضاف:"أؤكد لكم أنا ودولة الرئيس، أننا نقرأ في كتاب واحد هو الدستور المعدل بموجب إتفاق الطائف، هذا كتابنا الوحيد الذي نعمل بموجبه سويًّا، وأنا سأبقى على تواصل مع دولة الرئيس من الآن وحتى تشكيل الحكومة. واليوم بعد الظهر سألتقي فخامة الرئيس لأضعه في هذه الاجواء". وردًّا على سؤال حول توزيع الحقائب؟ أجاب :"لا حقائب ولا أسماء ولا تصور للحكومة قبل أن أجتمع مع فخامة الرئيس والتباحث بالأمر معه". وحول مشاركة الثنائي في الحكومة من عدمها، أجاب سلام :" سنعود للقاء غدا وبعد الغد كل ذلك بعد إجتماعي مع فخامة الرئيس وبعد أن أكون قد وضعته بالأجواء وتفاهمنا على الخطوط ولدي تصور أولي سأعرضه على فخامة الرئيس".