اعتقلت السلطات المصرية الأستاذة الجامعية والمترجمة ندى مغيث، زوجة رسام الكاريكاتير أشرف عمر، المعتقل منذ 22 تموز/يوليو الماضي، وأفاد محاميها نبيه الجنادي بأنها في نيابة أمن الدولة العليا بالقاهرة الجديدة، والتي عادت أخلت سبيلها بكفالة مالية قدرها 5 آلاف جنيه، على ذمة التحقيقات التي تجري معها، بسبب حوار فيديو أجري معها حول ملابسات اعتقال زوجها وتعذيبه، وانتهاكات تعرض لها، ومخالفات أمنية وقانونية تعرّض لها من قبل النيابة العامة.
ووجّهت نيابة أمن الدولة العليا، لندى، اتهامات "بنشر أخبار ومعلومات كاذبة عن اعتقال زوجها، وظروف وملابسات الاعتقال، وتوجيه اتهامات دون دليل ضد السلطات الأمنية والقضائية". وقالت مغيث في التحقيقات إن هناك فيديوهات للحظة اعتقال زوجها من مقر سكنهما من قبل السلطات الأمنية، جرى تسجيلها من قبل كاميرات المراقبة في العقار حيث يقطنان، وهي تظهر اعتقال زوجها وتعرّضه لإهانات والاعتداء بالضرب والسباب وانتهاكات عديدة، وقامت السلطات الأمنية بمصادرتها، بخلاف تعنت جهات التحقيق مع زوجها في تلقي أدلة تفيد ببراءته من الاتهامات الموجهة له، وتجديد حبسه من دون تحقيقات.
واعتقلت السلطات أيضاً الصحافي أحمد سراج في موقع "ذات مصر" بعد إجرائه مقابلة صحافية مع مغيث قبل أيام، حسبما افاد رئيس تحرير الموقع صلاح الدين حسن، في تصريحات لوسائل إعلام محلية. وقررت نيابة أمن الدولة العليا المصرية، مساء الخميس، حبس الصحافي أحمد سراج بتهمة "الانضمام إلى جماعة إرهابية مع علمه بأغراضها، ونشر أخبار وبيانات كاذبة، والإساءة لمؤسسات الدولة التنفيذية والقضائية". كما وجهت له تهمة "ممارسة مهنة بدون تصريح عبر موقع غير حاصل على تصريح المجلس الأعلى للصحافة".وتحدث محامي مغيث، نبيه الجنادي، لموقع "المنصة" الذي كان أشرف عمر يعمل فيه، كاشفاً عن أن موكلته تمكث في مبنى نيابة أمن الدولة. وكان عنصرا أمن بزيّ مدني حضرا صباح الخميس إلى منزل مغيث وطلبا منها الحضور معهما لنيابة أمن الدولة العليا، حسبما قال والدها كمال مغيث بشكل منفصل. وأضاف كمال بأن "أحد الرجلين أخذ تليفون ندى وسمح لها بتبديل ملابسها"، فيما تواصل هو مع المحامي لإبلاغه باعتقالها.وجاء القبض على مغيث وسراج بعد يومين من بيان أصدرته وزارة الداخلية نفت فيه صحة ما وصفته بـ"ادعاء إحدى السيدات إلقاء القبض على زوجها والتحصل على مبالغ مالية وبعض المتعلقات من محل سكنه أثناء ضبطه ودون إثباتها فى محضر الضبط". وقالت الوزارة في بيانها أنه "جاري اتخاذ الإجراءات القانونية حيال مروجي تلك الادعاءات الكاذبة".وألقي القبض على عمر في 22 تموز/يوليو الماضي، بعدما اقتحمت قوة أمنية بلباس مدني مقر سكنه، واقتادته مكبلاً معصوب العينين إلى جهة غير معلومة، إلى أن ظهر في نيابة أمن الدولة العليا بعد يومين، ومازال معتقلاً من ذلك الوقت..وأكدت هيئة الدفاع عن عمر في وقت سابق، أنه تعرض للضرب والتعذيب من قبل الجهات الأمنية، أثناء القبض عليه وبعد القبض عليه في مقر احتجازه بأحد مقرات الأمن الوطني، والذي ظل مختفياً قسرياً فيه لأيام، علماً انه رسام ومترجم يعمل منذ سنوات مع عدد من المواقع المستقلة، من بينها "مدى مصر" و"المنصة" الذي بدأ تعاونه معه مؤخراً، ونشر له بعض الرسومات، منها ما كان يتندر على أزمة انقطاع الكهرباء التي أثارت استياء شعبياً واسعاً تجاه الحكومة في مصر.ووجهت نيابة أمن الدولة العليا إلى عمر تهم "الانضمام إلى جماعة إرهابية مع علمه بأغراضها، ونشر أخبار وبيانات كاذبة تستهدف الإساءة للدولة المصرية، وإساءة استخدام وسائل التواصل". وضمت أحراز القضية جهاز "آي باد" كان يقوم الرسام باستخدامه في أعماله وفي مراسلة أماكن عمله، ومبلغاً مالياً قدره 80 ألف جنيه مصري.