كشف السوري المعروف بـ"أبو لورنس"، الذي اشتهر في بداية الثورة السورية، بتقليد رئيس النظام بشار الأسد، في مقطع فيديو يعلن فيه استقالته، تفاصيل مؤلمة حول اعتقاله وتعذيبه على يد الأجهزة الأمنية للنظام السوري.
ظهر أبو لورنس في الفيديو الساخر العام 2012 واضعاً صورة الرئيس المخلوع على وجهه، قائلاً العبارة الشهيرة: "أنا المواطن بشار حافظ الأسد أعلن استقالتي من رئاسة الجمهورية العربية السورية وهذه هويتي". والعبارة كانت مستوحاة من الأجواء المشحونة آنذاك مع تزايد الانشقاقات في صفوف جيش النظام.وروى أبو لورنس في مقطع فيديو أن اعتقاله كان نتيجة وشاية من أحد أصدقائه، الذي ينتمي لعائلة الأخرس، مضيفاً أن ذلك الصديق هو من شجعه على تصوير المقطع أثناء وجوده في مصر العام 2012، وبعد عودة أبو لورنس إلى دمشق، تم اعتقاله وضربه بشكل مبرح قبل اقتياده إلى "فرع الخطيب" الأمني المعروف بسمعته السيئة.وقضى أبو لورنس ثلاثة أيام في الحبس الانفرادي قبل أن يخضع لأول تحقيق، ليكتشف أن صديقه سلم الفيديو للأجهزة الأمنية، وهناك تعرض أبو لورنس للضغط والتهديد بوالدته، ما أجبره على توقيع اعترافات قسرية لينقل بعدها إلى الفرع 223، واعتقل لمدة شهرين في زنزانة منفردة تعرض خلالها للتعذيب والإهانة.وتحدث أبو لورنس عن المبالغ المالية الطائلة التي دفعها والده لإخلاء سبيله وصلت في العام 2012 إلى 145 مليون ليرة سورية، إذ اضطر الأب لبيع منزله لتأمين الأموال. والمأساة الكبرى كانت في اكتشاف أن الضابط الذي ساعد في إطلاق سراحه كان والد الصديق الذي وشى به وساهم في اعتقاله!ولم تتوقف مأساة أبو لورنس هنا، فاعتقل مرة أخرى العام 2017 مجدداً بتهمة الإرهاب الفردي بسبب مقطع الفيديو الساخر نفسه، وتم تحويله إلى فرع في "آمرية الطيران"، وهناك كان يجبر على تقليد صوت بشار الأسد بهدف الترفيه عن السجانين، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، نُقل إلى "سجن عدرا المركزي"، حيث قضى ثمانية أشهر أخرى قبل أن يتم إطلاق سراحه، ما جعل أبو لورنس يقرر مغادرة سوريا نهائياً إلى السويد ومنها إلى ألمانيا، حيث قدم طلب اللجوء وبدأ حياته الجديدة بعيداً من الملاحقة والاضطهاد.