ذكرت وكالة أسوشييتد برس، اليوم الجمعة، أن بعض صور الأقمار الصناعية لقطاع غزة الملتقطة أخيراً، تظهر منطقة عازلة محتملة، يريد الاحتلال الإسرائيلي فرضها على الرغم من المعارضة الدولية، والتي من شأنها اقتطاع نحو 60 كيلومتراً مربعاً من القطاع الذي تعرّض لدمار هائل جراء حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرّة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.تغير حياة الفلسطينيينوقالت الوكالة إن صوراً أخرى تظهر كيف تغيّرت حياة الفلسطينيين أثناء الحرب، حيث تعرضت مدينة غزة المكتظة بالسكان، للدمار الكامل، ودُمّرت المباني، وملأت الأنقاض الطرقات. وأشارت إلى أنه مع إصدار إسرائيل أوامر للفلسطينيين بالانتقال إلى جنوبي القطاع خلال الحرب، يمكن رؤية آلاف الخيام التي غطت الساحل الرملي والأراضي الزراعية المحيطة في منطقة المواصي. وقد ساعدت هذه الصور وكالات الإغاثة والخبراء في وضع تقديرات بشأن حجم الأضرار في القطاع.ونقلت الوكالة عن دراسة أجراها كوري شير من جامعة مدينة نيويورك وجامون فان دين هوك من جامعة ولاية أوريغون، أن 59.8 في المئة من إجمالي المباني في غزة تضررت في الحرب على الأرجح، وفق أحدث تقديرات نُشرت أمس الخميس، وهو رقم أقل بقليل من تحليل أجراه مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر الماضي، والذي قدّر نسبة الأضرار التي لحقت بكلّ مباني قطاع غزة بـ69 في المئة.تقييم الأضراروبحسب آخر تقييم للأضرار أجراه مركز الأمم المتحدة للأقمار اصطناعية (يونوسات)، دُمّر أو تضرّر نحو 69 في المئة من مباني قطاع غزة، أي ما مجموعه 170,812 مبنى، حتى الأول من كانون الأول/ ديسمبر.بدورهما، أحصى الباحثان الأميركيان كوري شير وجامون فان دين هوك، استناداً أيضاً إلى تحليلات الأقمار الاصطناعية، ولكن باستخدام منهجية مختلفة، 172,015 مبنى متضرراً جزئياً أو كلياً في قطاع غزة، حتى 11 كانون الثاني/ يناير الجاري أي ما يعادل، وفق حساباتهما، 59,8 في المئة من مباني القطاع الفلسطيني.وبحسب تحليلات الأقمار الاصطناعية التي أجراها الباحثان الأميركيان، فإنه في مدينة غزة الواقعة شمالي القطاع، والتي كان عدد سكانها 600 ألف نسمة قبل الحرب، تعرّض ما يقرب من ثلاثة أرباع المباني (74.2 في المئة) للقصف.أما في مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب غزة، والتي تعدّ أقل مدينة كبيرة في القطاع تعرّضت مبانيها لأضرار، فقد أظهرت تحليلات الباحثين أن 48.7 في المئة من مبانيها تضرّرت بالقصف، مقارنة بـ33.9 في المئة في نيسان/ أبريل.وتعرّضت المنازل وواجهات المباني لدمار جزئي أو كلّي في رفح، والتي تنفّذ فيها القوات الإسرائيلية عمليات برية منذ مطلع أيار/ مايو.من جهتها، تقول منظمة العفو الدولية إنّ أكثر من 90 في المئة من المنشآت المبنية على مساحة تزيد عن 58 كيلومتراً مربعاً، والواقعة على طول الحدود بين القطاع وإسرائيل، "دمّرت أو تضرّرت بشدّة" على ما يبدو بين تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وأيار/ مايو 2024.وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن إعادة إعمار القطاع ستستغرق ما يصل إلى 15 عاماً، وستكلّف أكثر من 50 مليار يورو.