2025- 01 - 17   |   بحث في الموقع  
logo ماكرون: فرنسا ستحشد الدعم الدولي للجيش ولن نتراجع عن دعم لبنان logo ميقاتي يستقبل غوتيريش في بيروت logo ماكرون: واثق من أن الأيام المقبلة ستحمل تشكيل حكومة لبنانية فعالة logo العلاقات الاعلامية في حزب الله توضح، هل غادر الشيخ نعيم قاسم لبنان؟ logo هذا ما طلبه نواف سلام من ماكرون logo بالصوة: لائحة “زائفة” بأسماء الوزراء في الحكومة المقبلة logo للسائقين في بيروت.. إليكم هذا الخبر logo الرئيسان الروسي والإيراني يوقعان معاهدة الشراكة الاستراتيجية
التغيير وسط انتعاش العائلية وانتكاس الحزبية وتميز النسوية
2025-01-17 09:55:46


دلّت اغلب تجارب حركات التغيير الاجتماعية والسياسية، انه لا يمكن بسهولة تجاوزها والقفز عن نتائجها، فهي ان خفتت أو ضمرت عادت وظهرت من جديد، بصور متعددة واشكال مختلفة، لانها في الاغلب، كانت نتاجا لمعاناة وتحولات سياسية واجتماعية واقتصادية.
وهكذا فان انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، التي شهدها لبنان، وبعد ان واجهت على يد اكثر من طرف حزبي وسياسي وطائفي، قمعا وضغطا، عادت للظهور والتفوق والانتصار والتحقق.
فليس صدفة، ان يُنتخب حاميها آنذاك، ورافض قمعها، والتصدي لها، قائد الجيش العماد جوزاف عون، رئيسا للجمهورية. ومرشحها الدائم لرئاسة الحكومة رئيسا للحكومة الجديدة، أي القاضي الدكتور نواف سلام.
والمفارقة الراهنة في لبنان، ان اشكالا وصيغا سابقة ومعادلات قديمة، وبنى اجتماعية، كان لها وجود وفاعلية فيما مضى، ما تزال قادرة على التجدد والعيش، وفرض نفسها في قلب الاحداث السياسية والاجتماعية، او في مقدمتها. منها على سبيل المثال ظاهرة انتعاش العائلية في لبنان كظاهرة اجتماعية سياسية، قديمة استطاعت البقاء والتعايش مع التطورات التي شهدها المجتمع السياسي اللبناني. وبالتالي العودة الى الظهور والإمساك بزمام قيادة الحركة السياسية الراهنة ونموذجها هذه المرة، وصول القاضي الدكتور نواف سلام الى رئاسة الحكومة، وسط ارتياح شعبي عارم وواسع، طال مختلف الفئات الاجتماعية، إضافة الى فرح شبابي عابر للطوائف من كل الاتجاهات واغلب المناطق.
المفارقة الثانية، ان هذا الارتياح الظاهر الان لتكليف القاضي سلام، كان قد ظهر وامتد وانتشر مثله وان ليس بحجمه الراهن، وعرفت البلاد فرحة وارتياحاً، حين كلف ابن عمه تمام صائب سلام تشكيل الحكومة عام 2014 بعد استقالة حكومة نجيب ميقاتي نتيجة ترشيح قوى 14 آذار له انذاك.
والملاحظ ان انتعاش آل سلام، ما يزال حاضرا ومكررا ، بالرغم من تاريخ هذه العائلة العريق والماضي، والتي سبق ان تقدمت صفوف المسلمين السنة بداية القرن الماضي. ان عبر المراكز والادوار التي لعبها مؤسس العائلة سليم علي سلام (1868 - 1938) ، كزعيم وكرجل اصلاح وتطوير، بوقوفه مع الحركة العربية التحررية آنذاك، بالرغم من المركز المرموق الذي كان وصل اليه كنائب في مجلس المبعوثان العثماني، ونائب في الحكومة العربية، ورئيس بلدية بيروت، ورئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية.
من دون ان ننسى ان العائلة نفسها قد خرج منها ابنته الرائدة النسوية التحررية عنبرة سلام الخالدي (1897-1986)، الكاتبة، والمترجمة، والروائية، والناشطة اللبنانية، والتي تُعد رائدة من ابرز رواد النهضة النسائية في الوطن العربي، وقد كان لها أثر كبير في التعبير عن المرأة العربية في عصرها، وهي مترجمة كلًا من «الإلياذة» و«الأوديسة»، إلى العربية.
إضافة الى انها كانت من النساء المميزات وكانت لديها الشجاعة الاستثنائية، على خلع ونزع النقاب عن وجهها امام الجمهور عام 1927 في محاضرة في نادي الاحد في الجامعة الامريكية في بيروت.
كما ان رجل الاستقلال، الرئيس صائب سلام، كان رجلا اصلاحيا ايضا، وهو الذي شكل وترأس حكومة الشباب في بداية ولاية سليمان فرنجية 1970 ، لاحداث "ثورة من فوق، لقطع الطريق على ثورة من تحت".
وبالتالي فان وصول الرجل الإصلاحي الشجاع والحداثوي نواف سلام الى رئاسة الحكومة ممهدا لذلك باطلاق مقاربة ورؤية وبرنامج إصلاحي متكامل في كتابه المعنون: "لبنان بين الامس والغد" والذي اثار وطرح فيه، وللمرة الأولى من قبل سياسي مسلم ومختص في القانون، تحسينات وتعديلات مواد وفقرات على الدستور في نواح عديدة مرفقا برؤية إصلاحية اقتصادية ومالية ومؤسساتية، شكل خطوة متقدمة في لبنان وعلى مستوى المسؤولين في السلطة التنفيذية.
والحال، ان الحقبة التي تفتتح بوصول القاضي الدولي رئيس محكمة العدل الدولية في لاهاي، الى مركز الرئاسة الثالثة، تؤشر الى انطلاق مرحلة جديدة عند اهل السنة، وفي القيادة السياسية، تلي حقبة تولي رجال الاعمال الاثرياء، لهذا الموقع، انطلاقا من رفيق الحريري، مرورا بابنه سعد، وصولا الى الملياردير الاخر الممتد والمتشعب الصلات والمصالح ابن عاصمة الشمال، متقن فن لعبة القفز والليونة المفرطة، والانكفاء والمناورة السريعة نجيب ميقاتي.
طبعا ليس نواف سلام، اول مثقف حديث يصل الى رئاسة الحكومة، في لبنان. فقد سبقه كثر، لكن مستوى سلام الثقافي والقانوني الدولي وتجربته السياسية والفكرية المحلية غير مسبوقة في هذا المضمار.
ثارت روايات كثيرة، حول تفاصيل طرح اسمه وفوزه بالمنصب. لكن تطورات محض محلية متقاطعة مع الاجواء الدولية والاقليمية الجديدة، لعبت دورا كبيرا في التحول الذي جرى وادى الى اختيار نواف سلام رئيسا مكلفا.مبادرة منيمنة
لعبت المبادرة المفاجئة، التي اقدمت عليها القوات اللبنانية، بطرح اسم فؤاد مخزومي لرئاسة الحكومة، في تحفيز النائب التغييري الشجاع والمميز، إبراهيم منيمنة في تقدم الصفوف للترشح الى المنصب، فلم يكن احد يفكر بالمخزومي لهذه المهمة في هذا الظرف الحساس، الا سمير جعجع كلاعب سياسي يطمح الى السيطرة والاسئثار والتمكن.
اذ ان رجل الاعمال مخزومي لم يعرف عنه انه رجلا اصلاحيا تقدمي التطلعات قادرعلى تلبية ومواكبة حاجات المستقبل القادم والمقبل في هذا الظرف الحساس الذي يمر به لبنان.
خطوة جعجع باتجاه مخزومي النائب عن بيروت، استفزت كثر ونبهت منيمنة الى اهمية ودقة الامر، ما حفزه ورفاقه التغييرين للانتباه لفتح معركة إيصال سلام الذي كان ركب الطائرة عائدا الى لاهاي غير مدرك ان الاجماع عليه قد حصل لدى النواب وتم اختياره عن طريق صعود وتكون موجة عارمة فجائية للهرب من كابوس احتمال وصول مخزومي غير المرغوب من كثر.
اثر ترشح منيمنة، وما تركه من اثر وتفاعل، ظهر جليا في هذا الحراك الدور الفعال والكثيف الى جانب وصول ونجاح ترشيح وفوز سلام من قبل التريو النشيط في تكتل التغيير المركب من الثلاثي الحيوي مارك ضو وضاح الصادق والدكتور ميشال دويهي، في اقناع نواب اخرين بتسمية سلام وتامين تغطية إعلامية وسياسية شبابية شعبية من قبل قوى كثيرة اخرى ساهمت في اقناع جعحع بالتراجع ومخذومي في الانسحاب الصعب والمؤلم بالنسبة له امام تقدم سلام الكاسح.
الجدير بالذكر ان انتعاش وتجدد القوى العائلية، لم يكن هذه المرة على مستوى اهل السنة فقط، بل شمل الدروز وبعض العائلات المارونية التي باتت تفكر في دورها وموقعها المقبل في المرحلة الجديدة التي تحتم اعادة التموضع لدى كل من يعمل في السياسة الداخلية.
على سبيل المثال، فان مسارعة سليمان فرنجية الى ترشيح وانتخاب العماد قائد الجيش جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، كان من اجل ضرب القوى المسيحية الحزبية المنافسة له وقطع الطريق على نموها أي القوات اللبنانية برئاسة الدكتور سمير جعجع والتيار الوطني احر برئاسة غريمه الاخر جبران باسيل.
فقد راى فرنجية صاحب الحظ العاثر، في رئاسة الجمهورية حتى الان، ان مواجهة القوى المناوئة له والمتخاصمة معه على الساحة المارونية وبغياب صديقيه وحليفيه بشار الاسد وحسن نصرالله ، لا يمكن ان تتم الا عبر الانسحاب لمصلحة العماد عون قائد الجيش. قائد اكبر حزب مسيحي من الان باعتباره رئيسا للجمهورية، وهو القادر على الوقوف بوجه جعجع وباسيل عبر وضع حد لتقدم وتطور وتغول ظاهرتي التيار العوني والتيار القواتي، على قاعدة الاقتراب من "عدو عدوي، اي حليفي".
حراك عائلي مماثل للحراك السني والماروني، ظهر على مستوى الدروز، وتحديدا لدى العائلة الجنبلاطية حيث تصدر تيمور جنبلاط الزعيم الشاب والجديد لقصر المختارة موجة ترشيح ودعم انتخاب العماد عون اولا ومن ثم الانسحاب من دعم الميقاتي والانحياز لدعم وتسمية نواف سلام. وهكذا يكون تيمور قد حجز مقعده بجدارة وحرفية متقدمة، على راس الزعامة الجنبلاطية وقطع الطريق على منافسيه في الطائفة على الزعامة الدرزية ان من جهة العائلة الارسلانية او من جهة المنافسة التي يحاولها باستمرار وئام وهاب.
كان واضحا للعيان، تمكن تيمور جنبلاط وهو المتردد عادة، من موقفه الجديد لحظة اعلان موقفه من ترشيح ودعم سلام ورهانه على اهمية المرحلة المقبلة.
طبعا كل ذلك، من دون ان يكون الاب المتجه الى التقاعد منزعجا، من اشتداد ساعد ابنه في الرماية حتى لو اصيب من سهم موارب.
وسط هذا التنافس وخلط الأوراق بين القوى والعائلات على انتخاب قائد الجيش ومن ثم تسمية رئيس الحكومة المكلف ، فقد ظهر لافتا انتعاش وتبدل موقف وارث زعامة العائلة الكرامية في طرابلس فيصل كرامي، في الابتعاد عن ميقاتي بعد اعلان دعمه والعودة الى تسمية سلام.
لكن وسط هذه التبدلات في المواقع والمواقف على مستوى تصدر القوى العائلية لدى اهل السنة خصوصا، تلقت القوى الحزبية المارونية الحديثة لكمات وضربات مماثلة ليست بالهينة، ان في معراب، لدى القوات اللبنانية، او التيار الوطني الحر في ميرنا الشالوحي والبياضة.
وقد نال رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ما يكفي من لكمات على حلبة المنازلة، مردها الى أخطاء فادحة في الحسابات والتصورات عن نفسه وقوته ومقدار نفوذه.
اللكمة الأولى، تلقاها جعجع كانت نتيجة موقفه المتلاعب والمترجرج من ترشيح ودعم العماد جوزاف عون، فمع ان القوات كانت السباقة في دعم ترشيح قائد الجيش الى رئاسة الجمهورية، حسب توقيت كان يخدمها لوضع هذا الترشيح في وجه طموحات وتحركات جبران باسيل، فان الدكتور جعجع الفطن عادة، لم ينتبه ان استمرار التلاعب واللعب التكتيكي على التناقضات والحبال السياسية قد يعود عليه وعلى دوره وموقعه بالضرر أحيانا ويفقده الأهداف الاستراتيجية الاساسية.
وقد تصور انه قادر على تأخير دعم ترشيح وانتخاب قائد الجيش، لعل ذلك يتيح له الترشح فيما بعد للوصول الى الرئاسة الأولى، من دون ان يدرك ان الولايات المتحدة الامريكية ومعها العربية السعودية واللجنة الخماسية واغلب اللبنانيين، من مصالحتهم وصول قائد الجيش الى الرئاسة الاولى. فاتت محاولاته تاخير انتخاب الرئيس عون للحلول مكانه، ضربة من "تحت الزنار" اصابته في مكان حساس وجعلت وصول العماد قائد الجيش مكسبا وربحا لغيره وليس مكسبا له بل خسارة تحسب عليهم سجلها على نفسه وفي مرماه.
المفارقة ان جعجع ونتيجة لطمعه العابق بالغرور، فقد مرة ثانية فطنته وخبرته، وبدلا من التروي لهضم ومعالجة الرضة الأولى، التي نتجت عن لكمة انتخاب قائد الجيش، حاول الانتقال بفريقه للعب في ملعب غيره مع جمهور مغاير عبر ترشيح النائب فؤاد مخزومي الى رئاسة الحكومة. مع العلم ان مخزومي منشغل ومنصرف بلهفة ما بعدها لهفة، الى ترتيب مشتل ورود التوليب على طاولة عاموس هوكشتاين في منزله، وبالوان العلم الأميركي، من دون ان ينتبه جعجع لحساسية حليفه وصديقه اللواء اشرف ريفي، ولا لموقع القاضي نواف سلام المتقدم فحصد خسارة معتبرة، وفشلا ذريعا افقده صداقة المخلص له صديقه الصدوق ريفي، ولم يربحه مقعدا او مكانة لدى الرئيس المكلف.
في المقابل فان الخسائر التي طالت التيار الوطني الحر، من معركة رئاسة الجمهورية، لم تكن ببسيطة هي ايضا، خصوصا ان رئيس التيار جبران باسيل كان اعتبر ان وصول العماد عون الى بعبدا من سابع المستحيلات، بعد ان كان اتهمه بالخيانة وعدم الوفاء لمن عينه في قمع الانتفاضة وضرب المتظاهرين في الشارع!
من جهة ثانية، نجحت "ملكة قفير نحل" نواب التغيير النائب بولا يعقوبيان بتفوق ظاهر، في استدراج النائب المنفعل والمتطاول سليم عون الى منازلة امام عدسات الكاميرا وعيون اللبنانيين، لتعمل فيه وبتياره لدغا ولسعا اسالت جرائها دمه وذبحته ذبحا لئيما ما بعده ذبح. والحقت فيه وبجماعته الحزبية خسائر ما بعدها خسائر، بسبب فجاجته وقلة تهذيبه، في مناظرة قل نظيرها بتاريخ لبنان ومجلسه النيابي، وسجلت فيه مثلا ومقولة دامغة، حين خاطبته من دون قدرة من احد على الاعتراض بقولها "انت وتيارك بلا شرف وبلا إحساس وكرامة".
كل ذلك، استدعى مرة أخرى القائد والمؤسس العام الملهم للتيار، الجنرال المفدى، ان يتجه الى قصر بعبدا منفردا بحجة التهنئة، لمحاولة التخفيف من الخسائر التي تسبب بها جبران، ومحاولة تمسيح ما خلفه من اوسخ على طريق المعركة الكارثية بنتائجها والخاسرة بفداحة، التي خاضها ولم يترك له ولتياره صاحبا فيها، مما تسبب ببهدلة التيار وخسارته شعبياً، ونوابا باتوا بحكم الواقع الى جانب رئيس الجمهورية المنتخب والمحبوب والمدعوم شعبيا بتفوق.
واذا كانت جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في مجلس النواب، قد اتاحت ليعقوبيان التميز والتالق والمنازلة بوضوح وعلانية، فان موقف النائب حليمة قعقور في رفضها المساومة على انتهاك الدستور سجل لها تميزا مكررا، في الصلابة والثبات، مرة أخرى الى جانب نزاهة وشفافية ملحم خلف ونجاة عون رائدا الاعتصام والكفاح من اجل الشفافية والحق واحترام القانون والدستور في لبنان.
الوقائع الصلبة المتدحرجة بقوة من دمشق الى بيروت، وصولا الى قرى الحافة الامامية الحدودية المدمرة في الجنوب، ليست امرا سهل التقبل والهضم والاستيعاب على بيئة وعقل الثنائي الوطني.
وبالتالي فان "التنتيع والحرد" الظاهر يأتي في سياقه الطبيعي وهو امر مفهوم، مع وصول ثنائي الحكم الجديد جوزاف عون ونواف سلام، على امل ان يتم تجاوزه في الساعات والايام المقبلة، لكي ينطلق قطار لبنان المتعب والمتهالك الى محطات منتظرة بلهفة في النمو واعادة النهوض والاعمار.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top