استقبل زعيم "الحزب الديمقراطي الكردستاني" مسعود برزاني في أربيل، قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي. وجرى خلال اللقاء التأكيد على أن الأحزاب الكردية في سوريا، يجب أن تقرر مصيرها بنفسها، بشأن العلاقة مع الإدارة السياسية الجديدة في سوريا، والتفاهم والاتفاق معها.تقرير المصيروقال بيان صادر عن مكتب برزاني، مساء الخميس، إن اللقاء بين الجانبين بحث الأوضاع في سوريا وآخر التطورات الأمنية والسياسية كما جرى التباحث حول الإطار العام لتعامل القوى الكردية مع الوضع الجديد، وكيفية اتخاذ موقف مشترك للأحزاب الكردية في سوريا.وأضاف البيان، أن اللقاء أكد على أن "الأحزاب الكردية في سوريا يجب أن تقرر مصيرها دون تدخل أي طرف آخر وبالطرق السلمية وبما يضمن حقوقها في الوحدة والتضامن المشترك مع حكام سوريا الجدد للوصول إلى التفاهم والاتفاق"، وذلك إلى جانب "أن يكونوا عامل أمن وسلام واستقرار ومنع تكرار المآسي التي حلت بالشعب الكردي والمكونات الأخرى في سوريا".بدوره، اعتبر عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، هوشيار زيباري، اللقاء بأنه "إنجاز كبير" لتعزيز الوحدة الكردية، وذلك "لتمكين الحكام السوريين الجدد في دمشق من تحقيق انتقال سياسي سلس"، حسبما ذكر في تغريدة على منصة "إكس".ويعد اللقاء بين الشخصيتين، استثنائياً، نظراً للخلافات العميقة بينهما الممتدة منذ سنوات، بسبب علاقة "قسد" مع حزب بافل طالباني، حليف حزب "العمال" الكردستاني، والذي يتخذ من مدينة السليمانية في العراق مقراً له، بينما يُعتبر تيار برزاني مُقرباً من تركيا، والتي تصنف حزب العمال، كتنظيم إرهابي.العلاقة مع الإدارة الجديدةيأتي اللقاء "الاستثنائي" بين الجانبين، بعد اجتماع جرى قبل 3 أيام، بين مسؤول الملف السوري في إقليم كردستان العراق، حميد دربندي، وعبدي، في مدينة القامشلي، في زيارة هي الأولى من نوعها إلى مناطق سيطرة "قسد" شمال شرقي سوريا.وحسبما ذكرت مواقع كردية، فإن دربندي قدم لعبدي، مبادرة، عنوانها العريض توحيد مواقف الأحزاب الكردية من الإدارة السياسية الجديدة في سوريا، وذلك قبل أن يُعلن مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان سفين دزيي، عن أن لقاء قريب بين عبدي وبرزاني، دون تحديده موعده بدقة.وقال المسؤول في تصريحات صحافية، إن التغيرات "المفاجئة" في سوريا، تؤثر بشكل مباشر على الإقليم والعراق، مؤكداً على ضرورة التعامل مع الواقع الجديد في المنطقة. وأضاف أن هناك محاولة "لتعزيز التقارب والتفاهم بين الأطراف الكردية".يأتي ذلك فيما الإدارة الجديدة في سوريا مفاوضات مع "قسد"، تتمحور حول انخراط قوات "قسد" في وزارة الدفاع السورية الجديدة، وربط مؤسسات الإدارة الذاتية، صاحبة النفوذ قي شمال شرق سوريا، بحكومة دمشق.وأمس الأربعاء، قال عبدي إن هناك توافقاً مع الإدارة السورية الجديدة بشأن ربط مؤسسات الإدارة الذاتية بالمؤسسات المركزية في دمشق، مع الحفاظ على خصوصية هذه المؤسسات بما يتناسب مع خصوصية المنطقة، معتبراً أن هذا الربط يمكن أن يسهم في حل المشكلات بشكل أفضل.وأعرب عن استعداد الإدارة الذاتية لتسليم حقول النفط التي تسيطر عليها في شمال شرق سوريا، إلى حكومة دمشق، شرط التوزيع العادل على كل المناطق السورية.وتسيطر "قسد" على أجزاء واسعة من شمال شرق سوريا، تقع بمعظمها على الضفة الشرقية لنهر الفرات، حيث توجد حقول النفط الغزيرة بالإنتاج، وذلك بدعم من التحالف الدولي ضد "داعش"، والذي تقوده الولايات المتحدة.