أجرت صحيفة "النهار" اللبنانية مقابلة مطولة مع الممثل السوري باسم ياخور المشهور بمواقفه الموالية لنظام الأسد المخلوع، حتى بعد سقوطه في 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وظهر ياخور في أول مقابلة صحافية له بعد سقوط النظام في "بودكاست مع نايلة" التي تقدمه الإعلامية نايلة تويني، فيما انتقد ناشطون ومعلقون إعطاء مساحة إعلامية لهذه النوعية من الشخصيات بدل التركيز على قصص الضحايا في سوريا أو الفنانين الذين دعموا الحرية والديموقراطية ووقفوا إلى جانب الشعب السوري منذ العام 2011.
وحافظ ياخور على موقفه الموالي لنظام الأسد، وقال أنه ليس مشمولاً بحالة "التكويع"، على غرار زملائه الذين غيروا موقفهم السياسي بعد سقوط النظام، وقالوا أنهم كانوا مجبرين على تلميع صورة النظام خوفاً من البطش الأمني، بما في ذلك دريد لحام وسوزان نجم الدين، فيما قدمت الممثلة سلاف فواخرجي وزميلها مصطفى الخاني موقفاً مشابهاً لموقف ياخور ورفضا حتى الاعتذار للسوريين عن سنوات من التحريض ضدهم.وقال ياخور أنه لن يعود إلى سوريا "إلا ضمن شرط مناسب"، وأعرب عن خشيته من التعرض لرد فعل سيئ أو سلبي ضمن حالات فردية، واعتبر أن سكان مناطق سيطرة النظام المخلوع كانوا في وضع أصعب من النازحين شمال سوريا، حيث هناك خدمات تركية ورواتب بالدولار، وذلك ليس صحيحاً بالطبع لأن أكثر من 3 مليون سوري كانوا يعيشون في إدلب ضمن مخيمات بدائية لا تتوافر فيها أبسط مقومات الحياة الطبيعية، من كهرباء وصرف صحي وتدفئة، فيما كان الجوع منتشراً، من دون نسيان تدمير نظام الأسد وحليفته روسيا لبيوت أولئك المهجرين وقصف المستشفيات والمرافق الصحية وحتى المخيمات الخاصة بهم.وشن ياخور هجوماً على الإعلامي فيصل القاسم، والممثل فارس الحلو والكوميدي همام حوت، وزاود على زملاء المهنة ممن انحازوا إلى الإنسانية، على عكس انحيازه إلى الإجرام، وزعم تعرضه لمؤامرة مع نشر تصريحات منسوبة إليه من قبل جهات إعلامية مرتبطة بالسلطة الجديدة أو غيرها، وقدم تصريحات مهينة بحق اللاجئين والنازحين، وحتى قضية تحرير المعتقلين حاول تمييعها بالقول أن السجون لن تبقى فارغة في المستقبل. وثمة مَن يرى أن المشكلة في هذا النوع من المقابلات أنها لا تتضمن رداً على التصريحات المغلوطة بل يفتح فيها الهواء لتقديم الأكاذيب والتضليل من شخصية بشهرة ياخور الذي يعتبر من نجوم الصف الأول ليس فقط في سوريا بل في العالم العربي ككل. ووصف الصحافي السوري عمر قصير، في منشور عبر مواقع التواصل، مقابلة ياخور، بأنها احتوت الكثير من الثرثرة، وأكد أنه من أنصار إهمال ومقاطعة المخلفات الأسدية مع التجاهل والنبذ والوصم بالعار أبداً، حسب تعبيره.وذكر قصير أن ياخور، لم يعتذر عن موقفه الأخلاقي أبداً، ولم يتحدث عن بشار الأسد بجملة ولم ينتقد جيشه بكلمة، ولم يشر إلى جرائمه ولو بحرف، وأصر على اعتبار كل ما سبق شيئاً يشبه على اختلاف بالرأي، لا أكثر، رغم أن خطاب التحريض والكراهية ودعم نظام ديكتاتوري لا يمكن احتسابه كحرية رأي، بقدر ما هو جريمة تتم محاسبتها في الدول الديموقراطية.