شهدت الساحة السورية مؤخراً عودة عدد من الفنانين السوريين إلى وطنهم بعد سنوات طويلة من الغياب، بعد سقوط نظام الأسد الذي أجبرهم على الحياة في المنافي بسبب مواقفهم السياسية إثر ثورة العام 2011.
وانتشر مقطع فيديو يوثق اللقاء المؤثر بين الممثلة السورية المعارضة ريم علي ووالدتها بعد فراق دام 13 عاماً. هذه اللحظة الإنسانية جاءت بعد فترة طويلة من الابتعاد عن العائلة والوطن بسبب مواقفها السياسية الجريئة ضد النظام السوري العام 2011.وكانت علي من أوائل الفنانين الذين أعلنوا تأييدهم للثورة السورية. وواجهت تضييقات وتهديدات أجبرتها على مغادرة البلاد والاستقرار في الخارج، حيث استمرت في العمل الفني والنشاط السياسي، وقدمت أعمالاً مثل دورها في مسلسل "ابتسم أيها الجنرال"، كما أخرجت أفلاماً وثائقية مثل "زي ما أنا عايزة" الذي سلط الضوء على قضايا إنسانية واجتماعية.ولم تقتصر مساهمات علي على الفن فقط، بل كانت صوتاً داعماً لقضايا الثورة السورية دولياً، وشاركت في مبادرات فنية وثقافية تهدف إلى تسليط الضوء على الانتهاكات التي تعرض لها السوريون.كما عاد الممثل والمخرج المسرحي نوار بلبل إلى سوريا مؤخراً، حيث ظهر في مقاطع مصورة وهو يتجول في مدينة حمص، معبراً عن فرحته بالعودة إلى الوطن. وقال في تصريحات تلفزيونية، أن الثورة السورية نجحت بفضل أيادي السوريين، مؤكداً على ضرورة الالتزام بحقوق وواجبات المواطنة وبناء دولة سورية متنوعة.بلبل الذي اشتهر بأدواره في مسلسلات مثل "باب الحارة" و"بقعة ضوء"، لم يكتف بدوره كفنان، بل كان أحد أبرز الفنانين الذين وقفوا إلى جانب الثورة السورية منذ بدايتها، واستخدم المسرح كمنصة للتعبير عن معاناة السوريين وتسليط الضوء على جرائم النظام، سواء من خلال أعماله المسرحية مثل "مسرحية ألف" التي عُرضت في مخيم الزعتري، أو عبر "شارع الحرب" التي تناولت آثار الحرب على السوريين.وكان بلبل ناشطاً في إيصال صوت اللاجئين السوريين إلى المجتمع الدولي، فنظم ورشات عمل ومبادرات فنية في المخيمات، مؤمناً بأن الفن يمكن أن يكون وسيلة فعالة لمداواة الجراح وبناء جسور الأمل.كما شهدت الفترة الأخيرة عودة الفنانة السورية مرح جبر إلى دمشق، حيث انتشرت صورة تجمعها بالممثلة منى واصف، فيما يبقى عدد من الفنانين الآخرين الذين غادروا سوريا في ظل النظام السابق، مثل المخرجة واحة الراهب والفنانة سلافة عويشق وزوجها الممثل فارس الحلو، والفنان جهاد عبده.